أبكتني هذه الصورة عندما رأيتها لأول مرة .. ولازالت عيني تدمع كلما أراها
قد يراها البعض من باب " البروبجندا " والترويج لصدام ايام توليه الحكم
(( مثل رغيف نظيف ))
لكنني شعرت فيها بالصدق .. رأيت فيها وجه صدام الذي احبه
وجه صدام الذي تمكن من النهوض بالعراق في كافة الميادين وجعل منها قوة لا يستهان بها
وجه صدام الذي كان ينزل الى الشارع بنفسه في الليل ليتأكد من أن وردية الليل في المستشفيات تعمل على اكمل وجه
وجه صدام الذي كان يكفل للطفل علاجاً مجانيا من لحظة ميلاده حتى يشب عن الطوق
أعرف جيداً مساوئ حكم صدام حسين .. اعرف انه ظلم وتجبر كثيراً
.. واعرف كذلك انه ارتكب العديد من الجرائم في حق شعبه وفي حق شعب الكويت الشقيق
.. لكن هذا لا يبرر بأي حال من الأحوال أن ننسى له انجازاته
.. لا يبرر أبداً ما أراه في اغلب المواقع والمنتديات العربية
انا اقابل بشكل شبه يومي ما لا يقل عن 10 مواقع تحمل في بدايتها اعلان أحمر دامي يحمل عبارة تقتلني قهراً ومرارة
(( شاهد هنا - حصرياً - فيديو اعدام صدام ))
لقد رأيت الفيديو بعد اعدامه بلحظات على قناة الجزيرة و حتى هذه اللحظة لا ادرى كيف تحملت أن اراه
.. كنت اشعر كما لو ان الحبل اللذي يخنق رقبته يخنق قلبي انا ويدميه
.. رأيته وكأنني في غيبوبة وكأني انتظر ان تحدث معجزة ما ولا يتم الاعدام
.. ليس فقط لأني احب صدام
.. لكن لأني اعرف - للاسف - ان قراراً كهذا لم يكن صادراً بالفعل عن العراقيين ، كنت اعلم ان ايادى الغرب هي التي تشنقه ..
لأني ادركت بمدى ما يعنيه هذا الحكم وتنفيذه من عجز العرب عن الاقتصاص لأنفسهم بأنفسهم
والآن .. بعد موته بما يزيد عن العام لازال العرب يفخرون بلحظة اعدامه .. لازالوا كمن يمثلوا بجثث الموتى
لم يتذكروا للحظة انه مسلم .. لم يتذكروا انه عربي .. لم يتذكروا انه قبل أي شئ انسان ومن ابسط حقوقه ان نحترم خصوصيته في لحظات موته