تمارة
رواية تمارة- للأستاذ / رامي المنشاوي الصحفي بجريدة الوفد - إحدى روايات أدب السجون شهد لها كل من قرأها بأنها تتمتع بالجاذبية والعفوية
التي تجعل القارئ يقرأها حتى النهاية دون الشعور بالملل ولا بالتعب .. كذلك
أعجبتني خدعة الكاتب حين جعل كل الأسماء في الرواية أسماءً حقيقية مما يجعل القارئ
يتخيل أن هذه الأحداث حدثت بالفعل له ولأسرته وبالتالي يتفاعل ويتأثر بالرواية بشدة ..
وحتى الإهداء يتضمن رسالة حيث قام باهداءها
لـ " المناضلين الآن في غرف المكيف
المغلقة والباقي منهم في انتظار الدعم من أولاد العم ؛
لكنهم عاهدونا على القدوم إلينا بعد غروب الشمس .. "
لم يسعدني الحظ بقراءة الرواية ذاتها لكني قرأت عنها الكثير .. وقرأت ملخصاً لأحداث الرواية – على شبكة محيط - أتمنى أن تشاركوني إياه ..
"في
البداية نشاهد مريم زوجة رامي بطل الرواية وهي تنصحه
ألا يشارك في التظاهرات ويظل في عمله خوفا وإشفاقا عليه ،
وبينما هو في طريقه لتغطية أحداث إعتصامات المحلة يلقى
عند ناصية الشارع سيدة عجوز هي "أبلة فاطمة "
تقول : الحاجة بقت نار ومش حاسين بالغلابة" .
يجد اليوم
شارع المحلة مصبوغا بالعسكر ، يتقدمون الصفوف فارضين
كردونا أمنيا على رصيف القطار .
ما إن
يقطع الجزيرة التي تتوسط الشارع إذ بسباب يطلقها أحد ضباط الأمن
، وفجأة يحمله العساكر عنوة ..
تندفع
السيارة اللوري بسرعة جنونية فيتدحرج رامي البطل كأنبوبة بطولها ليجد رأسه وقد
ارتطمت بالحديد ، ثم يقابل في قسم شرطة المحلة ومنذ
دخوله الباب بالضرب بينما يديه مقيدتان ولا يستطيع حماية رأسه أو ظهره من العصي
الغليظة التي ينهالون بها عليه .
يضعونه في قفص أشبه بقفص الحيوانات وهو أشبه بمستطيل
عرضه مترا وطوله يمتد لثلاثة أمتار .
يمسح
رامي الأرض بيده محاولة التيمم ويصلي ويتعمد الإطالة في الصلاة
، ثم تترامي لأذنه أصوات المظاهرات الحاشدة بالخارج ويراها من شباك الحجرة
المفتوح بعد أن يتسلق الحديد وفجأة يجد رائحة بلاستيك يحترق ودخان متكاثف يقتحم
المكان ويفقد القدرة على التنفس يصرخ .. هاموت افتحوا . ثم يغشى عليه. لينقل بعدها لقفص بنفس الأبعاد ولكن هذه المرة به نحو خمسين
سجينا محشورين داخله !
يدخل لأمن الدولة ليقابل رجل يدعي أن الإعتراض
على سياسات الدولة جريمة فهي أشبه بالقدر ! ثم يضربه .
يقتاده أحدهم وهو مغمي العينين ويظل
رامي يسقط على درجات السلم فينهره الرجل ويسبه ليقوم بينما لا تتوقف قدمه عن ركل
الساق.
يبدأ
البطل داخل غرفة شديدة الضيق محتجز بداخلها في جلد ذاته مؤنبا نفسه على المعاناة
التي تسبب فيها لمريم وجيفارا ، ثم يتذكر امه والتي ارتضت أن تكون زوجة ثانية لأبيه الرجل التاجر صاحب
السيارات .. " والذي حرمك وأمك من أية حقوق فضلا عن
الأختين .. " بدأ يقول نام أحسن في عنقك كل هؤلاء ثم تسير في مظاهرات .
اقتادوه
للتحقيق وحينما سألوه في رأيه من السبب في الإضراب .؟ أجاب
: أزمة العيش والغلاء .
وبينما
هو في إحدى الزنزانات يتذكر أبوه التاجر يقول لنفسه ..
" لن ينشغل أبوك بك ، هو في شارع البحر يسكن إحدى
عمارات الأثرياء وأمك والبنات في حي سيدي مرزوق ، كلمة واحدة من " حُسن"
زوجته الأولى ستجعله ينسى الدنيا بما فيها .. ".
على
مقعدها كانت تجلس وفمها يلوك اللبان ، تنهدت وهي تفرد
قدميها للأمام " إحنا مالنا ومال السياسة .. ما تولع البلد هو يعني غاوي مشاكل ؟ "
وتأتي للمحل فاطمة أم رامي .. كانت الطرحة معصوبة
على شعرها بإهمال وقد تدلى طرف الطرحة الأيمن كذراع مبتور
. ازدادت عيناها ذبولا ، ليس من كثرة البكاء وإنما من
الهم الذي اعتلته منذ زواجها من حافظ ، إلى أوقات قريبة كانت تلعن حظها
الغابر وكونها زوجة ثانية ، لم تفلح كل الحيل؛ لاستقطابه . وظلت
حسن القديمة هي الآمر الناهي ".
وقال لها
حافظ : " خير يا أم رامي فيه جديد ؟" قالتله " هانعمل ايه يا حاج الواد هايضيع " تدخلت حسن وهي تلتفت بعينها لحافظ
: هو حد قاله يروح المظاهرات ، أبوه ظل يتحايل عليه ويقعد معانا في الدكان
. صحافة إيه .. يا أم رامي ..
هي بتأكل عيش ؟ ودي آخرتها .
وفي
نفسها تقول فاطمة أنها كانت تريد رامي خداما بالمحل ..
وذهبت فاطمة وهي تفكر وتعثرت قدماها بالرصيف تريد محاميا لولدها
.
وصلوا
لخمسين في الحجرة بلا مصدر يجدد هوائها وفي الغرفة اختلطت رائحة العرق برائحة
البول والنشادر حيث لا دورة مياة في الحجز
. كان أغلب المقبوض عليهم في المظاهرات من الفنيين والعمال في مصانع المحلة .
تعرف في
الحجز على مجموعة من الرجال منهم كمال الفيومي وطارق السنوسي ، وعلم بعدها أنهم سيرحلوهم لمعتقل برج العرب ، وكان كمال دائما يحضهم على
الصلاة والتمسك بالأمل في الله . وقد تعرضوا في العديد من المرات للضرب الجماعي
وحلقت شعورهم وأجبروا على ارتداء العفريتة ( بدون أن يكون قد صدر بحقهم أحكام قضائية) .
في نفس
الوقت تكون المسكينة زوجته مريم في منزل أسامة البحراوي مسئول الوفد في الغربية تستعطفه يفعل اي شيء لزوجها . ويتحدث البحراوي في نفسه " تعمل اجتماع للجنة طنطا والمحلة .. ياه آه ..
مسكينة يا بنت الناس .. من تظنينني يا عزيزتي ؟ وما ظنك بالناس والوفديين والناصريين والإشتراكيين ؟
، أكذوبة يا مريم والله .. كذبة كبيرة بلورناها وصنعنا
منها أقراصا كأقراص سكر النبات .. الشباب اللي زي الورد وزمانه بينسحل
.. أتعتقدين يا مريم أن هناك من يحمل همه ؟ تذكر
الاجتماع الذي عقده بعد القبض على رامي فهم أحدهم قائلا
حد قاله يبقى كفاية ويعمل مظاهرات .. وتذكر عضو الوفد الكبير صاحب العلاقات
المتينة مع أمن الدولة للفوز بمقعد في المحليات ، وقال
إن النضال أصبح نضال جمعيات حقوق الإنسان ذات التمويل الأجنبي .
تماره .. هو مسجون قابلوه في حبسهم قبض
عليه بينما كان يشتري لإبنته طعامها .. سأله زملاء السجن إذا كان ينتمي للإخوان او الشيوعيين
. فانتفض قائلا : يا نهار اسود . واعتبر
رامي أنه يعبر عن غالبية الشعب المصري . وكان
تماره يقول أن يشجع في حياته شيئين ( الجنيه والبرازيل ) .
عرفوا
حسن المسجل الخطر وعرفهم بعالم السجن مثل أن التعامل بالسيجارة لشراء أي شيء ، ونرى بيومي العتال ومع أنه
أخنف فهو يجري البهجة في المكان بغنائه العجيب.
يقابل
قصصا إنسانية لشاب يدعى محمود شنق نفسه في الحجز ، أو
ذلك الذي شك في أخلاق زوجته بعدما لاحظ عليها علامات تؤكد عدولها عن الفضيلة
وميلها لصاحبه حتى وصل الأمر لأن يجده جالسا في البيت ، أو المرفه الذي يتعاطى
كافة أنواع المخدرات ويترك له الوالد الحبل على الغارب بينما الأم تعاني انتشار
المرض الخبيث وتحاول أن تصلح حاله وتخطب له فتيات ولكنه لا يكمل مع واحدة منهن .
ثم يأخذوهم للمحاكمة ويضعونهم في
القفص الحديدي وينظر لقاعة المحكمة فيجد زوجته البطلة تسانده. ووجهت تهم لهم لا
علاقة لها بالحق أو العدل مثل سرقة بنك القاهرة وتكدير السلم العام وإتلاف نقطة
شرطة وقطع الطريق الرئيسي .
ولكن أحد المحامين الناصريين يهب ويفند واحدة واحدة من الإتهامات مثبتا بطلانها
ويأتي بشهود ليؤكدوا أن مسجلين خطر بمعاونة بعض عناصر
الشرطة معدومة الضمير تمت على أيديهم وقائع التحطيم .
يخرج القاضي .. فنكتم جميعا أنفاسنا .. ينطق بالحكم . "
براءة جميع المتهمين من التهم المنسوبة إليهم " .فنضحك
جميعا ونبكي من القلب .ولكن بقرار من الوزير يتقرر
اعتقالهم 15 يوما بتهمة التحريض على الإضراب .
متفقون
بالتأكيد على أن .. جهاز الأمن المصري يزخر بالشرفاء
الذين يضحون براحتهم وأرواحهم يوميا للتصدي لأشكال الجريمة المختلفة التي تهدد أمن الأبرياء .. ولكن لا يعني ذلك أن يتحول رمز الأمن في أذهان
المصريين لرمز ترويع بعد ما تطلعنا الصحف عليه من إنتهاكات
تحدث مخالفة لأي قانون وأية إنسانية..
مواقع تحدثت عن الرواية
· لقمةعيش