2010-09-26

وِررررررررررر


قضيتُ أياماً بل وشهوراً في إكتساب ودهم ،أدللهم وأطعمهم وأسقيهم من بعيد ، واقترب منهم ببطء و ود كي لا أثير ريبتهم .. ثم أثرت فضولهم كي يقتربوا هم مني .

انتابني اليأس مرات ، وانتابتني الفرحة مراتٍ أخرى ولكني لم أقنع بأي فرحة فيما دون الوصول لــ " الوٍررررررررر " .
ونلتها أخيراً في تلك الليلة الصيفية ، استدرجتهم بالطعام ولعبت معهم ، جلست على الأرض كما يجلسون ، ملأت قلبي وعيني وعقلي بفكرة واحدة هي أني حقاً أحبهم بصدق .. واعتمدت على كل النظريات الميتافيزيقية التي تؤمن بإمكانية انتقال الأفكار من عقلٍ إلى عقل ، ونجحت أخيراً .

اقتربوا مني بجسدهم الصغير الذي أضناه الجوع للأمان ، وارتجفوا قليلاً حين لمست فراءهم الناعم لكن احساسهم كان أكبر من خوفهم فاستمروا في الإقتراب وسكنوا أخيراً فوق ساقي .

ناموا كطفلٍ صغير ، ناموا في البداية بعينٍ نصف مغلقة / نصف مفتوحة ثم استيقظوا ثانية ودققوا النظر في وجهي كثيراً ، لا أعرف لماذا ربما كانوا يبحثون عن نظرة تشي بحقيقة ما  بداخلي ، أو ربما كانوا يريدون أن يسألونني لماذا أفعل كل هذا ؟ أو ربما كانت نظرة امتنان !

ثم أخيراً .. جاءت الــ " وِررررررررررررررررررررر" .. كدتُ أقفزُ فرحاً عندما سمعتها وشعرت بها ..كذبت أذني كثيراً لكنني تأكدت ، هي حقيقية ..

لقد شعروا أخيراً بالأمان ! شعروا بالسعادة !

سعادة حقيقية وأمانٍ حقيقي !! 

أنا .. أنا بكل هشاشتي وضعفي واحتياجي للأمان قادرة على منحه !

أنا بكل مخاوفي وهواجسي جعلتهم يطمئنون للمرة الأولى بعد أن هجرتهم أمهم !

لم أكن أعرف أبداً لمَ أبذل كل هذا المجهود من أجل استرضاء بعض القطط الضالة وإزالة خوفهم مني  ؟؟

هل لأني أعرف حجم فجيعة عدم الشعور بالأمان أبذل كل جهدي لكي أشعرهم به ؟

أم لأن لذة منحه  تساوي لذة تلقيه ؟؟

لا أعلم


******


الــ " وِررررررررررر " لمن لا يعلم : هو صوت تصدره القطط تعبيراً عن شعورها بالأمان والسعادة ، لا تصدره من فمها بل تشعر وكأنه يصدر من جسمها كله

2010-09-24

أخويا عريـــس هيييييييه



:)

مش عارفة اقول ايه كالعادة لما بفرح اوووووي ما بعرفش اتكلم

احساس ما يتوصفش بجد وانت شايف الفرحة في عنين أخوك وانه أخيراً لقى نصه التاني وارتاحت روحه :)

ربنا يسعدك يا حبيبي قد ما بحبك وقد ما بتسعدنا طول عمرك

ويرزقك كل خير ياااااااارب ويرزقك دايماً كل اللي بتتمناه

ويبارك لك في عروستك وتفضلوا مع بعض لحد الجنة ياااااااااارب

تستاهل الخير كله 

وهي تستاهل الخير كله

يارب يحميكم من الحسد ومن كل شر يااااااااااارب 

2010-09-17

من فضلك : روق دماغك !



كلنا محتاجين نرّوق دماغنا .. أيوة يااااااااريت نروّق دماغنا بس نروقها صح

ناس كتير فاهمة " ترويق الدماغ " غلط .. فاكرين ان معناها هو إننا " نفضي دماغنا " من كل اللي فيها وما نفكرش في أي حاجة

وبينسوا إن اللي بيميز الانسان عن الحيوان هو التفكير والعقل !

إحنا لما بنروّق المكتب او الشقة أو الأوضة أو أي مكان مش بنرمي محتوياتهم 

لكن بنحط كل حاجة في مكانها وبنسيب فراغ معين نقدر نتحرك فيه بحرية وبنشيل التراب اللي عليهم ونتخلص بس من الحاجات اللي مالهاش لازمة أو اللي ممكن " توسخ " المكان ..

محتاجين بقى نروق دماغنا بنفس المفهوم .. 

نحط كل حاجة في مكانها المظبوط ، كل ما يخص الشغل في دماغنا نخليه مع بعضه ، 

كل اللي بيخص الحياة الاجتماعية يبقى مع بعضه .. ما نخلطش بين حاجتين وبعض 

ونعمل فاصل كويس بين كل حاجة ...

عارفين فكرة تنظيم ملفات الكمبيوتر في فولدرات ؟؟ محتاجين احنا فولدرات في دماغنا 

محتاجين نشيل التراب من على أفكارنا ونطورها علشان تناسب الوقت والظروف الجديدة

محتاجين نتخلص من كل حاجة " بتوسخ " دماغنا ، ومحتاجين نطلع من دماغنا كل الحاجات اللي التفكير فيها لا هيقدم ولا هيأخر

ونسيب مساحة رايقة في دماغنا علشان تستقبل الأفكار الجديدة والخبرات الجديدة .

أنا محتاجة كده بجد أوووووووووووي ، وحاسة ان الطريقة الوحيدة لتنفيذ العملية دي هي إني أقعد مع نفسي شوية كده 

بس أقعد معاها بجد




2010-09-13

عروستي


منذ طفولتي وأنا مُغرمة بالعرائس ( الدمي ) وحبي لها يختلف عن حب كل بنت لها ، فهو ليس بدافع غريزة الأمومة التي تولد بها كل أنثى ..
تعلقي بالعرائس كان مختلف .. كنت أتمنى أن أرى نفسي مكانها .. لذا كنت أفعل بها ما لا يمكنني فعله
فحين أضمها أفعل ذلك لأني أتمنى أن أنال تلك الضمة الدافئة
وحين أحيك لها فساتين مختلفة ، مجنونة ، أحيكها لنفسي وأتمنى لو أتضاءل وأصبح بحجمها وأرتديها ..
أصنع لها بيتاً جميلاً أتمنى لو أن لي مثله ، كل قطعة فيه من اختياري وليس به سوى الأشياء التي أحب مثيلها في بيتي الحقيقي .


حكت لها ذات  صباح ثوباً طفولياً و ألقيت ضفيرتيها على الكتفين ، وفي مساء نفس اليوم حكت لها  فستان زفاف أبيض رائع وزففتها على صهوة قطي المشمشي الحبيب :)
سافرت بها كل بلاد الدنيا التي أعرفها وقتها ، وعشت بها في ذلك البيت الصغير الذي صنعه " سوسو ولولو وتوتو " في شجرة بجوار بيتهم كي يهربوا فيه من غضب العم بطوط .

كان بإمكاني أن أعيش معها وحدها لأربعٍ وعشرين ساعة دون كلل ولا ملل ولا تفارقني حتى في أحلامي .

بالطبع لم تكن دمية واحدة فأنا لم أكن أبداً تلك الطفلة الطيبة التي يمكنها الاحتفاظ بشيء ما دون أن تستكشف محتوياته ومكنوناته ..
وكنت أظن أن جسدنا كجسد الدمية فارغ من الداخل  إلا من هذا الشيء الذي يخرج منه صوتنا ، وهو البطن طبعاً :)

لا أعرف متى تخليت عن إقتناء العرائس والحياة بهم ، لكنني أذكر جيداً أني فعلتها حين صرتُ أخجل من الذهاب لمحل الألعاب لأقتني واحدة ثم كبرت فجأة فلم أعد قادرة على التعايش مع جمادات ولم تعد روحي قادرة على السكنى في أجسادهم
 لم يعد ترحالي بهم يرضيني أو يكفيني .. أدركتُ حينها أني كبرت حين لم أعد قادرة على الرضا بالخيال :|