قضيتُ أياماً بل وشهوراً في إكتساب ودهم ،أدللهم وأطعمهم وأسقيهم من بعيد ، واقترب منهم ببطء و ود كي لا أثير ريبتهم .. ثم أثرت فضولهم كي يقتربوا هم مني .
انتابني اليأس مرات ، وانتابتني الفرحة مراتٍ أخرى ولكني لم أقنع بأي فرحة فيما دون الوصول لــ " الوٍررررررررر " .
انتابني اليأس مرات ، وانتابتني الفرحة مراتٍ أخرى ولكني لم أقنع بأي فرحة فيما دون الوصول لــ " الوٍررررررررر " .
ونلتها أخيراً في تلك الليلة الصيفية ، استدرجتهم بالطعام ولعبت معهم ، جلست على الأرض كما يجلسون ، ملأت قلبي وعيني وعقلي بفكرة واحدة هي أني حقاً أحبهم بصدق .. واعتمدت على كل النظريات الميتافيزيقية التي تؤمن بإمكانية انتقال الأفكار من عقلٍ إلى عقل ، ونجحت أخيراً .
اقتربوا مني بجسدهم الصغير الذي أضناه الجوع للأمان ، وارتجفوا قليلاً حين لمست فراءهم الناعم لكن احساسهم كان أكبر من خوفهم فاستمروا في الإقتراب وسكنوا أخيراً فوق ساقي .
ناموا كطفلٍ صغير ، ناموا في البداية بعينٍ نصف مغلقة / نصف مفتوحة ثم استيقظوا ثانية ودققوا النظر في وجهي كثيراً ، لا أعرف لماذا ربما كانوا يبحثون عن نظرة تشي بحقيقة ما بداخلي ، أو ربما كانوا يريدون أن يسألونني لماذا أفعل كل هذا ؟ أو ربما كانت نظرة امتنان !
ثم أخيراً .. جاءت الــ " وِررررررررررررررررررررر" .. كدتُ أقفزُ فرحاً عندما سمعتها وشعرت بها ..كذبت أذني كثيراً لكنني تأكدت ، هي حقيقية ..
لقد شعروا أخيراً بالأمان ! شعروا بالسعادة !
سعادة حقيقية وأمانٍ حقيقي !!
أنا .. أنا بكل هشاشتي وضعفي واحتياجي للأمان قادرة على منحه !
أنا .. أنا بكل هشاشتي وضعفي واحتياجي للأمان قادرة على منحه !
أنا بكل مخاوفي وهواجسي جعلتهم يطمئنون للمرة الأولى بعد أن هجرتهم أمهم !
لم أكن أعرف أبداً لمَ أبذل كل هذا المجهود من أجل استرضاء بعض القطط الضالة وإزالة خوفهم مني ؟؟
هل لأني أعرف حجم فجيعة عدم الشعور بالأمان أبذل كل جهدي لكي أشعرهم به ؟
أم لأن لذة منحه تساوي لذة تلقيه ؟؟
لا أعلم
******
الــ " وِررررررررررر " لمن لا يعلم : هو صوت تصدره القطط تعبيراً عن شعورها بالأمان والسعادة ، لا تصدره من فمها بل تشعر وكأنه يصدر من جسمها كله