2015-07-07

رسالتي التاسعة إلى رفعت..



سارة فشلت في الاحتفاظ بالوردة يا رفعت. لا أعرف هل هذا لأنها أتتني طواعية وبالصدفة البحتة، ولم أسع للحصول عليها وهي راوغتني ككل شيء آخر. أم لأنها عاجزة عن النطق ـ أيضًا ككل شيء آخر ـ يطالبني بوضوح بالاهتمام به وبالقيام بمسؤوليتي تجاهه! 
أضعت وردات كثيرة من قبل يا رفعت، ولا زلت أفعل، كل أولئك الذين يعجزون عن مطالبتي بالاهتمام بوضوح أفقدهم، كل من يفشلوا في تحمل عجزي عن الاهتمام بشكل متواصل أفقدهم. كل الفرص التي لا يُصادف مرورها في حياتي كوني مضطرة لالتقاطها أفقدها. أتألم لذلك ولكنني لا أفعل شيئًا. الأسوأ يا رفعت أنني أصبحت أشعر بالراحة كلما فقدت المزيد، كل ما / أفقده يحررني من خوف فقدانه، يجعلني أخف! ولكنني الآن أخف من أتمكن من الثبات على الأرض ! 
كل ما في الأمر يا رفعت أنني أدرك تمامًا أن الآخرين ليسوا مضطرين لاحتمالي، ولا أطالبهم بذلك، لكنني أمتن جدًا لهم حين يفعلون. وكل ما أخشاه يا رفعت أن أشبهه، أتحول لشخص مؤذي يتلذذ بإيلام من قرروا احتماله، محبة لا اضطرارًا، وكأنني أقول لهم "اشربوا بقى ! " 

**** 

المحكمة انعقدت للمرة المليون اليوم يا رفعت، وللمرة الأولى لم أجدني مذنبة، ورغم ذلك في هذه المرة أيضًا بكيت! أشعر بالظلم ليس فقط لأنني لم أختر أي شيء، ولكن لأنني سلبت حتى الحق في فهم سبب تدميري! من أبسط حقوقي لأتقبل خسارتي بروح رياضية هو على الأقل أن أعرف لماذا خسرت؟ لم أعد حتى أطالب بمعرفة قواعد اللعبة.. فقط أطالب بمعرفة سبب الخسارة!
شعوري بالظلم جعلني أشعر بالحقد. شعرت بالرعب اليوم لأنني أدركت ذلك بوضوح وواجهت نفسي به "أنا أشعر بالحقد"! وأعجز عن التعامل مع العالم وأنا أحمل هذا الشعور الذي يشبه "الفلتر" المر أرى من خلاله كل الدنيا وأعجز عن الاستمتاع بها ! الشيء الوحيد الذي هون عليّ هو أنني لم أجن تمامًا، ولم أفقد القدرة على السيطرة على تصرفاتي، ومنعت نفسي من الانتقام بطريقة تفسد على "آخرين" حياتهم. 


****** 
"متهيألي ربنا هيجازينا خير يا بسكوتة على إننا بنحاول نبقى كويسين؟" الصراع المرير بين ما تدفعني نفسي إليه وما أريده لها يشعرني بالضياع. أفقد البوصلة وأتخبط وكالعادة أشعر بالذنب لأنني متخبطة، ولأنني فاقدة الإحساس بمتعة الحياة، ولأنني غاضبة لعدم استمتاعي بالحياة ! ولغبائي لكوني غاضبة ولا أغير شيئًا !حتى اللحظة التي أدركت فيها أنني أحاول ! بالتأكيد يعرف الله أنني أفعل، ويعلم ـ أكثر مما أعرف ـ أية حرب أخوضها ! ويعرف أنني لا أريد أن أكمل حياتي بهذا الشكل. 


2015-06-01

رسالتي الثامنة إلى رفعت..


أحبك يا رفعت لأنك لست مثاليًا، ولا تدعي ذلك، ولا حتى تحاول أن تصبح كذلك. أحبك لأنك حقيقي جدًا، فأرى حتى قبحك جميلاً لأنه حقيقي.
أفكر كثيرًا هذه الأيام يا رفعت، في الشعرة بين أن نهتم بأنفسنا، ونحاول أن نكون أجمل، وأفضل، كأهم جميل يمكن أن نسديه للعالم، وبين أن ندعي المثالية والكمال. تلك الشعرة الفارقة بين أن "نكون" وأن "نبدو". 

أفكر لماذا أفضل دائمًا أولئك الواضحين بأخطائهم وعيوبهم وخطاياهم على أولئك الذين يظهرون لي وجهًا ملائكيًا وكأن الدنيا لا تعنيهم في شيء؟ هل لأنهم ـ المثاليين ـ  لا يأخذون مواقفًا حقيقية أبدًا؟ هل لأنني أراهم دمى بلاستيكية، وجهها يحمل انفعال واحد فحسب في كل الأحوال حتى لو كنت بصدد خلع رأسها أو ذراعيها ؟ أراهم مرعبين جدًا حتى أنني ـ على سبيل التغيير ـ أريد أن ألعب هذا الدور ليوم واحد!

أخافهم يا رفعت، لأن أولئك الذين يحاولون إخفاء نقصهم يكرهونه، ولن يتقبلون أبدًا نواقصي! أخافهم لأنهم يعتقدون أن ما يفعلونه إحدى علامات النضج، ولا أراه سوى محاولة طفولية للمكابرة، كتلك التي فعلناها مرارًا في صبانًا، حين كنا نكتم وجعنا وشعورنا بالقهر ونعلن بسماجة وابتسامة عريضة لوالدينا أن الضربة لم تؤلم! 

يقول النقاد الفنيون إن أي ممثل بإمكانه أن يلعب دور الشخصية الطيبة، ولكن الاحتراف الحقيقي يظهر في لعب دور الشخصية "الشريرة" بتركيبتها المعقدة جدًا. وكذلك الحياة يا رفعت، بإمكان أي شخص أن "يبدو" طيبًا، ومثاليًا جدًا، يكفي أن يرسم ابتسامة عريضة طوال الوقت، يتظاهر بتقبله للجميع طوال الوقت، يتماهى مع أي شخص يقابله، يلفظ كلامًا لطيفًا طوال الوقت، لكن الاحتراف الحق هو أن تعيش "حقيقيًا" تدفع ثمن مواقفك الحقيقية، تقول ما تود أن تقوله لا ما ينتظر الآخرون أن يسمعوه منك، تظهر بالشكل الذي تحبه، تبتسم لمن يبتسم لهم قلبك فعلاً، وتخلص حياتك ممن يشكلون عبئًا عليها.. أن تكون "حقيقيًا" لا تعني بالضرورة أن تكون "شريرًا" ولكن البعض سيرونك كذلك، وأحيانًا ستكون كذلك لأن هذه هي الحقيقة ! أنت "إنسان" يخطئ ويصيب، يظلم ويعدل، يغضب وينفعل ويحزن.. 

في طفولتي كان أبطالي المفضلين في السينما وشخصيات الكارتون هم الأطيّب، أو الأكثر مثالية ـ للدقة ـ ولكنني حين نضجت أصبحت أعجز عن التعاطف معهم، وبعد بعض الوقت أصبحت أكرههم حقًا.. ميكي، ذكية الذكية، سميرة أحمد، شمسة، أدهم صبري، وقائمة تطول لأولئك الأشخاص الذين أثق بأنهم ليسوا ملائكة، ولكنهم لا يصدرون لنا إلا هذا الوجه، يجعلوننا نشعر بالدونية والضعف، نحاول أن نطمس كل ملامحنا، نكبت مشاعرنا "الحقيقية" أملاً في أن نصبح "مثاليين" ونشبههم ولكننا في الحقيقة لا نشبه أحدًا ! 

أكرههم يا رفعت لأنهم ليسوا مثاليين ولكنهم يبدون كذلك.


2015-05-17

هم الأهل عايزين إيه غير إنهم يشوفوا ابنهم مبسوط؟؟ أقولك أنا *

"يعني هم الأهل يعني عايزين إيه غير يشوفوا ابنهم مبسوط" إكليشيه محفوظ، تسمعه في كل مرة تبدي اعتراضًا على تدخل أهلك في حياتك ومحاولاتهم فرض السيناريو الخاص بهم عليها، في كل مرة لا تتفق اختياراتك مع أحلامهم وتريد أن تتخذ قرارًا "من برة المنهج"! 
"هم أهلك يعني عايزين إيه غير سعادتك؟" السؤال مُغري بالتفكير حقًا، يبدو منطقيًا جدًا (واحد زائد واحد يساوي اتنين) أهلي يحبونني إذن بالتأكيد هم يريدون سعادتي! لكن ببعض التفكير تكتشف أن هذا ليس حقيقيًا، كل القصص التي وقعت أمامي، كل الحوارات بين الأهالي والأبناء التي كنت طرفًا فيها من بعيد أو قريب تؤكد لي أن الأهل يريدون أشياء أخرى غير "انبساط وسعادة" ابنهم! 
جرب مثلاً أن تخبر أهلك أنك ستستقيل من وظيفتك الثابتة، التي تدر عليك دخلاً محترمًا من أجل العمل بشكل حر في المجال الذي تحبه ويسعدك حقًا، ستقابلك عاصفة من الرفض في الغالب، لا لأن أهلك لا يحبونك ولكن لأنهم يريدونك "مستقرًا" ! 
الأهل يهمهم جدًا أن تكون "ناجحًا" ليس بمفهومك الخاص، ولكن ناجحًا بمقاييس المجتمع (زي ما الكتاب بيقول)، ما يهم الأهل أكثر من سعادتك هو أن تكون "مقبول اجتماعيًا"، حتى لو قمعت من أجل ذلك كل مواهبك المتفردة، كل رغباتك غير التقليدية وعاداتك التي تشعرك بالفعل بالراحة ولكنها غريبة على المجتمع. ما يهم الأهل أكثر من سعادتك هو أن "يفرحوا بيك" حين يأتي السن الرسمي للتزاوج وفقًا لقواعد المجتمع، يهتم أهلك جدًا بأن تتزوج زيجة تليق بك، وهنا أيضًا هم يبحثون عن سعادتك وفقًا لمقاييسهم فالزيجة يجب أن تكون "مشرفة" بمقاييس المجتمع أيضًا، وليس شرطًا أن تحب شريك / شريكة حياتك، المهم أن تكون ممن يرضى المجتمع عنهم.
ما يهم الأهل أكثر من سعادتك هو أن تكون ثريًا، أو على الأقل حالتك المادية جيدة، حتى لو كنت تشعر بالتعاسة في عملك، فالمبرر موجود دائمًا "ماحدش بياكلها بالساهل" "مافيش حلاوة من غير نار" وأحيانًا "خلق الإنسان في كبد"!
ما يهم الأهل أكثر من سعادتك هو أن تكون بأمان، بالتالي لا يجب أن تخرج في مغامرة مع أصدقائك لأن هذا يحمل احتمالات بأن تتعرض للخطر، رغم أنك ستكون سعيدًا، ولكن أمانك أولوية. 
بشكل عام، ما يهم الأهل أكثر من سعادتك هو أن تعيش حياة "طبيعية" بمقاييس المجتمع، حتى لو لم تكن "سعيدة"، هم بالتأكيد يظنون أنهم يبحثون عن سعادتك، ولكن الحقيقة أن "سعادتك" هو مفهوم يجب أن تحدده وحدك. 

* إلى القلة النادرة من الأهالي التي تريد فعلاً السعادة الحقيقية لأبنائهم وتقدمها على أي شيء آخر، نعتذر عن التعميم :)
سارة درويش
16 مايو 2015 

2015-05-08

أشجار قليلة عند المنحنى


لأنها غير متوفرة إلكترونيًا، ولأنني اكتشفت بينما أتحدث مع صديقتي أننا لم نعد نتذكر ما نقتبسه لأننا لا نكتبه بأيدينا ونكتفي بتصويره بأي طريقة فحسب، ولأنها لا يجب أن تنسى، أحببت أن أسجل بعض الاقتباسات التي لا أريد نسيانها من "أشجار قليلة عند المنحنى"..

"كان بإمكاننا أن نقلل صحراء الروح التي أقامها أبي ممتدة بيني وبين الرجال منذ جئت إلى الدنيا. كنت أطمح أن يرمم حطام الصورة الضاربة في أبعاد الروح والعين والقلب، غير أن نطاقًا صحراويًا امتد ليشمل كل شيء".

"لا شيء ينشأ من فراغ، أقصد البعد.. وأنت لابد أن تفيق أولاً، وتبحث عني كي تجدني.. ولن تجدني".

"أحيانًا كثيرة أشعر أنني لم أعد أنا. ما كل هذا الضعف الذي صار يلفني مثل شاش وقطن، لا يسمحان للجرح أن يتنفس حتى يلتئم".

" في كل يوم يشربون حتى الثمالة، يغيبون عن الوعي ولا يغيبون عن الجرح".

"فكرت كيف تطيق ميسون هذه الوحدة التي صارت قدرها الحتمي. الغريب أنني ومنذ عرفتها لم أرها تشكو الوحدة قط. فكثيرًا ما أسمعها تحدثني عن حياتها الممتلئة بأشياء تحبها، تربي عصافير صغيرة وأسماكًا ملونة، وترسم لوحات جميلة وتقرًا كتبًا وتكتب قصائد وتعمل في المجلة التي يعمل بها عابد، وفي يوم إجازتها تسافر إلى أمها في الجنوب، حاملة هدايا مألوفة ومحببة، وهناك تأخذ حصتها الشهرية من الحنان الجنوبي.. ثم تعود".

"مازلت أرى أبا فرات شاعري الحالم، شاعرًا شبه جائع، شبه حاف شبه عريان.. لكنه إنسان".

"ترددت كثيرًا في قرار الزواج، كنت أرغب في الزواج من رجل أحبه ولا شيء أكثر. غير أن طيات الغموض التي يلف عائد بها نفسه مثل طبقات الكفن، لا تمنحني أدنى قدرة على لمس جوهر روحه التي عرفتها حين رأيته في القاهرة".

"كل المثقفين العرب يتزوجون "مرّة" من وراء الجاموسة، إن لم تكن الجاموسة نفسها ولا يتزوجون مثقفة".

"حتى الرجل الذي أحببته يصر على استكمال هذه المهزلة الإنسانية، بأن يجعلني أقرأ تفاصيل الحياة وفق خبراته وأرى الدنيا بعيونه وأفكر بعقله وأعرف البشر من خلاله".

"منذ تزوجت عائد وأنا أدرك أنني تزوجت أبي الذي أهدرت عشر سنوات من عمري كي أتفادى الزواج منه. غير أن أبي كان واضحًا وصريحًا في ممارسات الحظر والمنع والقمع والصرامة، على العكس من ذلك الذي يرفع شعارات العدل والحرية وحقوق الإنسان ويمارس معي أعتى سبل القمع والتخويف والإرهاب".

"للمرة الأولى أتذكر أبي وكم القلق الذي كان يبثه في البيت حتى أن أختي الصغيرة وافتني مرة تشبيه بليغ جدًا للحالة، إننا كأنما نعيش مع وحش كاسر في بيت واحد، نتعامل معه، نحدثه، ونخدمه ونقدم له فروض الولاء والطاعة ولكن يظل احتمال الفتك بنا قائمًا طوال الوقت".

"حين سقطت على الأرض لم يتضح تمامًا ذلك الخيط الواهي بين الحزن والجنون".

"أخبرني عائد أنه وضع الحقائب في السيارة وأن عليّ فقط تغيير الثوب الكئيب الذي يراني به. يحدثني عائد كما لو كنت ممثلة وهو المخرج الذي يطالبني بسرعة الاندماج في شخصية الدور الذي اختارني له بعناية، وبذل جهد أكبر في إتقان الدور أو نزع ثياب المشهد توطئة للدخول إلى مشهد آخر".

"في تلك الليلة رحنا نطرح مخاوفنًا جانبًا مثل ثياب قديمة لا تساير عصرنا".

"ماذا يمكنني أن أفعل لهذه المرأة المشحونة بغربة أبدية؟"

"كنت أقدر بعض من براءتها في التعامل مع العالم".

"ثمة تجاعيد نفسية تطفو سريعًا ويبدو أثرها على وجهي".

"استعرضت عيون الرجال المتزوجين الذين أراهم في الحياة كلها مطفأة مثل رماد السجائر".

"ثمة شعور بالدوار يلفني فأتساند بوجه "عائد" في المخيلة".

2015-04-29

Words can kill !



من كام شهر، في ورشة "دويتشه فيله" كان في جزء تطبيق عملي، كل واحد بيطبق اللي اتعلمناه أثناء الورشة، قدام زمايله واحنا بعد ما يخلص نقيّم الآداء واللي عمله.. 
وقتها المدرب قال لنا ضمن "شروط اللعبة" يعني شرط مهم جدًا "ما تنتقدش أي حاجة من غير ما تقدم لزميلك نصيحة إنت شايفه ازاي ممكن يطور نفسه ويحل المشكلة دي".

يعني مثلاً ما ينفعش تقوله بس "انت مش كويس عشان خطك زي الزفت" لكن ممكن تقوله "أنا شايف ان الخط مش واضح، ممكن تتخطى المشكلة دي بإنك تتدرب على الكتابة يدويًا أكتر مثلاً، أو تاخد كورس في الخط".

هو هنا ما قالوش الخط مش عاجبني، الخط مش على مزاجي، هو قاله عيب محدد "الخط مش واضح" ! دي الشعرة بين النقد البناء وإننا نقول اللي على مزاجنا وبس.

قالنا وقتها إنه النفس البشرية بطبيعتها بتميل جدًا للانتقاد وإنها تشوف العيوب وخلاص، لو سيبنا نفسنا لكده هنهدم اللي قدامنا مش هنساعده بالنقد بتاعنا.

لما حط الشرط دا وكل شوية كان بيفكرنا بيه، الملاحظات اللي قدمناها كانت أقل، لأننا كنا بنفكر قبل ما نقول ملحوظة سلبية، ونقول ممكن الحل ازاي، لو ماوصلتش لحل ما عرفش أقول الانتقاد ودا كويس ! لأنه أنا لما أحط حاجات سلبية ومافيش طريقة ازاي اتخطاها انا بحط قدامه طوب مش بساعده وبهد ثقته في نفسه واحسسه إنه "بص انت مش نافع"!

لما بتقرر تقول "حل" بدل ما تقول ملحوظة سلبية وبس، انت بتحس بالمسؤولية بردو على الكلام اللي بتقوله مش بتقوله وخلاص عشان مستمتع بحدف الطوب.

الخلاصة.. 

في فرق كبير بين إنك تكون عايز تنتقد حد وإنك عايز تنظّر عليه! فرق بين إنك عايز تساعده وإنك عايز تحسسه بالدونية..

حاجة تانية مهمة، عايز تعرف اللي بينتقدك بإخلاص، واللي بيقولك أي كلام وخلاص.. اسأله "في رأيك أنا ممكن أتخلص من العيب اللي انت شايفه دا ازاي؟" أو "اقترح عليا حل" ! اقترح عليا تعديل.. هتلاقيه وقع في شبر ماية ومش هيقولك أي حاجة وهيحس بصعوبة الموقف

لو كان دايمًا في شرط إننا ما نقولش أي عيب في أي حاجة من غير ما نقول السبب ونوضح هي ممكن تبقى أجمل أو متكاملة ازاي كان زماننا أحسن كتير

2015-04-26

قائمة بالمفقودات

الروقان
الشعر
الضحك من القلب
الانبساط
الاستمتاع
الفرحة الحقيقية
نفس مكتمل
الاكتفاء من العياط
راحة البال
الاطمئنان
الرضا
الإحساس بالإنجاز
الحماس
الشغف
الفضول
العناد
المقاوحة
البركة في الوقت... إلخ إلخ 

2015-04-20

رسالتي السابعة.. إلى رفعت


أشعر بالضياع يا رفعت، لم أتخيل يومًا أن الضياع يمكن أن يأتي بهذا الشكل.. دائمًا ما كانت الكلمة ترتبط في ذهني بالفراغ والفوضى، بغياب أي خيط يربطنا لأي شيء، ولم أتخيل أبدًا أنه يمكن أن أضيع وأنا مربوطة لساقية تدور وأدور معها، ولكنني أضيع في هذه الحدود الضيقة جدًا والمسارات المحسوبة! أضيع مني يا رفعت.
تفاصيلي أفلتت مني لدرجة مخيفة، تسربت من دون أن أشعر فلم أستوعب في الوقت المناسب لأنقذها، وما تبقى، ما تبقى مني يا رفعت لا يزال يتسرب وأنا أعرف.. ولكنني لا أعرف يتسرب من أين.. ولا أعرف حين أحدد مكان الثقب هل سيمكنني إصلاحه في الوقت المناسب أم لا ! 
وحدها الكتابة يارفعت تعيد لي تفاصيلي، ترتبني وتجعلني أفهم من أنا.. ولهذه الأسباب أهرب منها ! حين قال "غسان" * "لماذا لا تكتبين؟ أتخافين مني أم من نفسك أم من صدق حروفك؟ اكتبي ! " نكأ أسوأ جروحي.
لا أعرف إلى متى سأظل أخشى مواجهة نفسي، وأي شيء مرعب أخفيه داخلي حتى أنني أخشى مواجهته؟ متى سأفعلها وماذا سيحدث لي! لا أعرف.


* أتذكر الآن بشكل ملح المشهد الأخير من ذلك الفيلم الغامض "Enemy" حين دخل غرفة زوجته ليراها تحولت إلى عنكبوت أسود ضخم يملأ الغرفة، هذه الصورة هي كل ما يخطر ببالي الآن حين أفكر في ما أخفيه داخلي وأخشى مواجهته!*

هذا الفيلم الذي لم أفهمه، جدد مخاوفي من "الغريب" الذي يختفي وراء كل منا، حتى أولئك الذين نحبهم، الغريب الذي أبتعد عن الجميع كي لا أراه.
أنا أخشى ذلك الغريب الذي يختفي وراء ظهر الشخص الوحيد الذي سأحب أن أعرفه ! ويجب أن أفعل.
أنا حزينة يا رفعت لأنني لا آتيك إلا بأكوام من الحزن والمخاوف والتعاسة، لا ألجأ إليك إلا حين أوشك على الغرق، ولكن هل تصدقني يارفعت، أنا لا أضن عليك بلحظات سعادتي ولكنني لم أعد قادرة على الإحساس بالسعادة ولا الفرح ولا حتى الاستمتاع اللحظي بالشؤون الصغيرة التي طالما عشقتها! الحالة تسوء يارفعت.. وأنا خائفة.

*غسان كنفاني


2015-04-17

ثرثرة.. وهل أملك سواها؟


"But we're not like other people. We love each other in our own way, and we can have the life together that we want. You won't be the perfect husband? I can promise you I harboured no intention of being the perfect wife. I'll not be fixing your lamb all day, while you come home from the office, will I? I'll work. You'll work. And we'll have each other's company. We'll have each other's minds. Sounds like a better marriage than most. Because I care for you. And you care for me. And we understand one another more than anyone else ever has."



قالتها ببساطة وحرقة تؤكد أنها حقًا تعنيها! ورفضها ببساطة تؤكد أنه حقًا لم يقدرها.. لا التضحية ولا هي ذاتها.. وكغيره من الحمقى مضى، تخلى عنها مقنعًا نفسه أنه بطل آخر، يضحي بقلبه، وبحبها من أجلها، كلهم يمارسون الوصاية ذاتها، كأن كل أنثى هي طفلة لا تعرف مصلحتها وهم فقط يعرفونها، بالتالي هم حتى لن يمنحونها حق الاختيار قبل أن يضحوا بها (لها) !حين يكون لي ابنة سأصدعها بنصيحة واحدة "لا ترضي بالهم، لأنه في النهاية لن يرضى بكِ، وستكرهين نفسك حينها!"

2015-01-06

طقس تقليدي في وداع 365 يومًا

لخط أوضح اضغط ctrl و +                   


"تمهيد"

كشوف الحسابات ليست مجدية، كل عام في وداع سابقه نتفنن في ادعاء الموضوعية، نواجه أنفسنا بعيوبنا، وأخطاء ارتكبناها وأحلامنا التي لم ننتحرك نحوها قيد أنملة، وخذلاننا وضعفنا وكأننا نسلم للعام الجديد عهدته ونتأكد أنها كاملة..
كل عام نبالغ في التدقيق في ما نعتبرها وهمًا "إنجازاتنا" كتاجر مفلس، لنبتاع بها بعض الحماس لمواصلة عام جديد، لن يتغير الوضع كثيرًا لو لم نستقبله بكل هذه الضجة، ونحن نعلم جيدًا أننا لو كنا ننجز حقًا لما احتجنا لورقة وقلم لتذكر ذلك.
كل عام نختذل الـ 365 يومًا في 4 أحرف، نجمعهم معًا في سلة واحدة ونضع لها تصنيفًا واحدًا، ونلقها خلف ظهرنا، بكل تفاصيلها.. الحلوة والمرة، ونختصر كل هذا في وصمة نلطخ بها العام حسب مزاجنا الحالي، أو على الأقل حسب حدثه الأخير.. وننسى تمامًا كل ما حدث، حتى إذا جربنا التفتيش في ذكرياتنا بعد زمن، نمر بسطحية أمام الأدراج، نقرأ التصنيف، ونهمهم "كانت سنة....".

"عناوين"

عرفت تمامًا شعور الدجاجة في آلة تنظيف الريش!
كلمة السر... أنا سعيدة.. أنا كاذبة
نحن أجبنّ من الاستمرار في كذبة
زئردة.. سمكتي الذهبية
اللعبة لا تستهويني
الشخص الأوفر حظًا بأصدقائه على الإطلاق
هل يستحقون حقًا عناء ابتسامتك؟
الأبعد.. أكثر أمانًا
العالم أتفه من أن تكترث له

"تفاصيل"

مش فاكرة بالظبط بداية السنة اللي فاتت كانت إزاي؟ مش قادرة أفتكر بالظبط أنا انبسطت أكتر ولا زعلت؟ بس أنا حاسة إني طالعة منها كسبانة! 
جربت نوع جديد من القوة، ومن راحة البال! راحة التخلي عن الحاجات/ الناس اللي طول الوقت خايف تخسرها، فما تقدرش تستمتع بالحياة من كتر ما انت طول الوقت خايف ومتكدر وقلقان وزعلان.
فاكرة كويس أوي إني عيطت السنة اللي فاتت دي كتير، وإني انهرت أكتر، وإني اكتأبت وارتبكت واتصرفت بغباء في مواقف كتير.. بس لما برجع أبص للنتيجة بلاقي نفسي كسبانة! حتى خساراتي كانت محشية مكسب! لدرجة إني مكسوفة وأنا بكتب "خسارة"..
مِش فاكرة من السنة اللي فاتت غير إني يمكن دلوقتي مش كويسة.. بس هبقى كويسة ! وإني متقبلة كل اللي حصلي وبيحصلي باعتباره حاجة ضرورية علشان أكبر بقى وأبطل أبقى "كدة" زي ما انا كده! 
فاكرة كمان إني أكتر واحدة على وش الأرض محظوظة بناس بتحبها بجد وبتهتم بيها، وبيساندوها ويسندوها (والفرق بين الكلمتين كبير)...
مزاجي الهباب، ونفسيتي الملغبطة وفترة كآبتي واكتئابي اللي طولوا من أهم مميزاتهم إنهم فلتروا الناس من حواليا.. مين كويس بس شايف انه مش مضطر يستحملك.. مين بيستحملك في أي وضع.. مين بيحبك جدًا لدرجة إنه مش قادر يستحملك.. ومين بيحبك جدًا لدرجة إنه بيحب يستحملك!
فاكرة كمان إني عرفت الفرق بين الطبطبة اللي بتسند وتقوي وتهون.. والطبطبة اللي تضعف وتوجع، والفرق بين "مالك" الحنينة.. و"مالك" الفضولية اللي صاحبها بيقدمها كمفتاح لباب مليان تنظير وتنطيط..
عرفت السنة اللي فاتت بالذات قيمة الناس اللي تقدر تآمن لهم! الكنز اللي جوا بير بيستوعب كل حرف تنطقه ويدفنه للأبد جواه..
السنة اللي فاتت عرفت معنى الفرحة اللي مش مشروطة.. اللي هي "كدة وخلاص" وعرفت إزاي "أفرح وخلاص" وأستوعب الفرحة في لحظتها ومش مهم أي حاجة بعد كده..
ما عملتش إنجازات علشان أتحكم في حياتي وأغيرها السنة اللي فاتت، علشان أتعلم كتير وأعرف كتير وأعرف أنبسط رغم كل حاجة.. أنا بس "عشت".. والظروف خدمتني.. وعرفت أستغل كل حاجة بتحصل لي
السنة دي ممكن ما اعملش إنجازات كبيرة.. بس متأكدة إني هستوعب حاجات أكتر في الحياة.. مش لأني رهيبة ومافيش مني.. لكن حاسة إن ربنا شاء إني أعرف .. وبيحط في طريقي كل اللي ممكن يعرفني الدنيا.
جلفدان وعصابتها، وزئردة.. كانوا من أهم الحاجات في حياتي السنة اللي فاتت..
لسة مش مستوعبة إن جلفدان بقت ماما! ومش مستوعبة إني ولدتها.. مش مستوعبة إن ولادها اللي كانوا أصغر من كف إيدي بقوا قطاقيط كبار وبيلعبوا دلوقتي ! وعيني بتدمع كل ما ابص لهم وأشوف كده كأنهم ولادي! 
زئردة.. كأنها سمكة دهب جلابة حظ!
مش متخيلة إزاي الكائن الصغنن اللي وقع لي من السما حرفيًا، وكنت شايلة هم إنه يكون عبء إضافي يخليني مبسوطة كده.. ويخليهم مبسوطين كده!
زئردة اللي بقت يتيمة وأمها الله أعلم عايشة أو ميتة، اللي جلفدان وعيالها كانوا رافضينها وبيضربوها بعنف، وعوروها كتير.. 
زئردة اللي حاولت أتخلى عنها فهي رفضت تتخلى عني ! 
بابتسامة روحها اللي بحسها رغم إن ملامحها ما بتضحكش.. وتخطيها لكل حاجة رخمة تحصل لها بسعة صدر مدهشة وبراءة طفولية غريبة.. دلوقتي بقت ست البيت :) ووِش السعد..
ماقدرش أنسى أزمة جلفدان النفسية ! (أيوة كان عندها أزمة نفسية!!) 
لما بقت أم واتركنت على الرف، وبدأت تكتئب.. تنام كتير.. تقعد بعيد.. وتراقب لعبي مع ولادها بحسرة! فخورة جدًا إني قدرت أتعامل مع الموقف وأرجعها تاني.. شقية وحيوية كأنها أصغر عيالها ! بالنسبة لي دا انتصار كبير.. في عز ما أنا حاسة إني كائن فاشل ما بيعرفش يسند حد! وفي عز ما كان في ناس مصرة جدًا تحسسني إني مش فاهماها ولا هقدر أفهمها ولا هقدر أساعدها.. عرفت أساعد كائن حي ما بيفهمش الكلام مافيش بيننا لغة.. وساعدته يتغلب على أزمة نفسية!