2015-04-29

Words can kill !



من كام شهر، في ورشة "دويتشه فيله" كان في جزء تطبيق عملي، كل واحد بيطبق اللي اتعلمناه أثناء الورشة، قدام زمايله واحنا بعد ما يخلص نقيّم الآداء واللي عمله.. 
وقتها المدرب قال لنا ضمن "شروط اللعبة" يعني شرط مهم جدًا "ما تنتقدش أي حاجة من غير ما تقدم لزميلك نصيحة إنت شايفه ازاي ممكن يطور نفسه ويحل المشكلة دي".

يعني مثلاً ما ينفعش تقوله بس "انت مش كويس عشان خطك زي الزفت" لكن ممكن تقوله "أنا شايف ان الخط مش واضح، ممكن تتخطى المشكلة دي بإنك تتدرب على الكتابة يدويًا أكتر مثلاً، أو تاخد كورس في الخط".

هو هنا ما قالوش الخط مش عاجبني، الخط مش على مزاجي، هو قاله عيب محدد "الخط مش واضح" ! دي الشعرة بين النقد البناء وإننا نقول اللي على مزاجنا وبس.

قالنا وقتها إنه النفس البشرية بطبيعتها بتميل جدًا للانتقاد وإنها تشوف العيوب وخلاص، لو سيبنا نفسنا لكده هنهدم اللي قدامنا مش هنساعده بالنقد بتاعنا.

لما حط الشرط دا وكل شوية كان بيفكرنا بيه، الملاحظات اللي قدمناها كانت أقل، لأننا كنا بنفكر قبل ما نقول ملحوظة سلبية، ونقول ممكن الحل ازاي، لو ماوصلتش لحل ما عرفش أقول الانتقاد ودا كويس ! لأنه أنا لما أحط حاجات سلبية ومافيش طريقة ازاي اتخطاها انا بحط قدامه طوب مش بساعده وبهد ثقته في نفسه واحسسه إنه "بص انت مش نافع"!

لما بتقرر تقول "حل" بدل ما تقول ملحوظة سلبية وبس، انت بتحس بالمسؤولية بردو على الكلام اللي بتقوله مش بتقوله وخلاص عشان مستمتع بحدف الطوب.

الخلاصة.. 

في فرق كبير بين إنك تكون عايز تنتقد حد وإنك عايز تنظّر عليه! فرق بين إنك عايز تساعده وإنك عايز تحسسه بالدونية..

حاجة تانية مهمة، عايز تعرف اللي بينتقدك بإخلاص، واللي بيقولك أي كلام وخلاص.. اسأله "في رأيك أنا ممكن أتخلص من العيب اللي انت شايفه دا ازاي؟" أو "اقترح عليا حل" ! اقترح عليا تعديل.. هتلاقيه وقع في شبر ماية ومش هيقولك أي حاجة وهيحس بصعوبة الموقف

لو كان دايمًا في شرط إننا ما نقولش أي عيب في أي حاجة من غير ما نقول السبب ونوضح هي ممكن تبقى أجمل أو متكاملة ازاي كان زماننا أحسن كتير

2015-04-26

قائمة بالمفقودات

الروقان
الشعر
الضحك من القلب
الانبساط
الاستمتاع
الفرحة الحقيقية
نفس مكتمل
الاكتفاء من العياط
راحة البال
الاطمئنان
الرضا
الإحساس بالإنجاز
الحماس
الشغف
الفضول
العناد
المقاوحة
البركة في الوقت... إلخ إلخ 

2015-04-20

رسالتي السابعة.. إلى رفعت


أشعر بالضياع يا رفعت، لم أتخيل يومًا أن الضياع يمكن أن يأتي بهذا الشكل.. دائمًا ما كانت الكلمة ترتبط في ذهني بالفراغ والفوضى، بغياب أي خيط يربطنا لأي شيء، ولم أتخيل أبدًا أنه يمكن أن أضيع وأنا مربوطة لساقية تدور وأدور معها، ولكنني أضيع في هذه الحدود الضيقة جدًا والمسارات المحسوبة! أضيع مني يا رفعت.
تفاصيلي أفلتت مني لدرجة مخيفة، تسربت من دون أن أشعر فلم أستوعب في الوقت المناسب لأنقذها، وما تبقى، ما تبقى مني يا رفعت لا يزال يتسرب وأنا أعرف.. ولكنني لا أعرف يتسرب من أين.. ولا أعرف حين أحدد مكان الثقب هل سيمكنني إصلاحه في الوقت المناسب أم لا ! 
وحدها الكتابة يارفعت تعيد لي تفاصيلي، ترتبني وتجعلني أفهم من أنا.. ولهذه الأسباب أهرب منها ! حين قال "غسان" * "لماذا لا تكتبين؟ أتخافين مني أم من نفسك أم من صدق حروفك؟ اكتبي ! " نكأ أسوأ جروحي.
لا أعرف إلى متى سأظل أخشى مواجهة نفسي، وأي شيء مرعب أخفيه داخلي حتى أنني أخشى مواجهته؟ متى سأفعلها وماذا سيحدث لي! لا أعرف.


* أتذكر الآن بشكل ملح المشهد الأخير من ذلك الفيلم الغامض "Enemy" حين دخل غرفة زوجته ليراها تحولت إلى عنكبوت أسود ضخم يملأ الغرفة، هذه الصورة هي كل ما يخطر ببالي الآن حين أفكر في ما أخفيه داخلي وأخشى مواجهته!*

هذا الفيلم الذي لم أفهمه، جدد مخاوفي من "الغريب" الذي يختفي وراء كل منا، حتى أولئك الذين نحبهم، الغريب الذي أبتعد عن الجميع كي لا أراه.
أنا أخشى ذلك الغريب الذي يختفي وراء ظهر الشخص الوحيد الذي سأحب أن أعرفه ! ويجب أن أفعل.
أنا حزينة يا رفعت لأنني لا آتيك إلا بأكوام من الحزن والمخاوف والتعاسة، لا ألجأ إليك إلا حين أوشك على الغرق، ولكن هل تصدقني يارفعت، أنا لا أضن عليك بلحظات سعادتي ولكنني لم أعد قادرة على الإحساس بالسعادة ولا الفرح ولا حتى الاستمتاع اللحظي بالشؤون الصغيرة التي طالما عشقتها! الحالة تسوء يارفعت.. وأنا خائفة.

*غسان كنفاني


2015-04-17

ثرثرة.. وهل أملك سواها؟


"But we're not like other people. We love each other in our own way, and we can have the life together that we want. You won't be the perfect husband? I can promise you I harboured no intention of being the perfect wife. I'll not be fixing your lamb all day, while you come home from the office, will I? I'll work. You'll work. And we'll have each other's company. We'll have each other's minds. Sounds like a better marriage than most. Because I care for you. And you care for me. And we understand one another more than anyone else ever has."



قالتها ببساطة وحرقة تؤكد أنها حقًا تعنيها! ورفضها ببساطة تؤكد أنه حقًا لم يقدرها.. لا التضحية ولا هي ذاتها.. وكغيره من الحمقى مضى، تخلى عنها مقنعًا نفسه أنه بطل آخر، يضحي بقلبه، وبحبها من أجلها، كلهم يمارسون الوصاية ذاتها، كأن كل أنثى هي طفلة لا تعرف مصلحتها وهم فقط يعرفونها، بالتالي هم حتى لن يمنحونها حق الاختيار قبل أن يضحوا بها (لها) !حين يكون لي ابنة سأصدعها بنصيحة واحدة "لا ترضي بالهم، لأنه في النهاية لن يرضى بكِ، وستكرهين نفسك حينها!"