2015-05-08

أشجار قليلة عند المنحنى


لأنها غير متوفرة إلكترونيًا، ولأنني اكتشفت بينما أتحدث مع صديقتي أننا لم نعد نتذكر ما نقتبسه لأننا لا نكتبه بأيدينا ونكتفي بتصويره بأي طريقة فحسب، ولأنها لا يجب أن تنسى، أحببت أن أسجل بعض الاقتباسات التي لا أريد نسيانها من "أشجار قليلة عند المنحنى"..

"كان بإمكاننا أن نقلل صحراء الروح التي أقامها أبي ممتدة بيني وبين الرجال منذ جئت إلى الدنيا. كنت أطمح أن يرمم حطام الصورة الضاربة في أبعاد الروح والعين والقلب، غير أن نطاقًا صحراويًا امتد ليشمل كل شيء".

"لا شيء ينشأ من فراغ، أقصد البعد.. وأنت لابد أن تفيق أولاً، وتبحث عني كي تجدني.. ولن تجدني".

"أحيانًا كثيرة أشعر أنني لم أعد أنا. ما كل هذا الضعف الذي صار يلفني مثل شاش وقطن، لا يسمحان للجرح أن يتنفس حتى يلتئم".

" في كل يوم يشربون حتى الثمالة، يغيبون عن الوعي ولا يغيبون عن الجرح".

"فكرت كيف تطيق ميسون هذه الوحدة التي صارت قدرها الحتمي. الغريب أنني ومنذ عرفتها لم أرها تشكو الوحدة قط. فكثيرًا ما أسمعها تحدثني عن حياتها الممتلئة بأشياء تحبها، تربي عصافير صغيرة وأسماكًا ملونة، وترسم لوحات جميلة وتقرًا كتبًا وتكتب قصائد وتعمل في المجلة التي يعمل بها عابد، وفي يوم إجازتها تسافر إلى أمها في الجنوب، حاملة هدايا مألوفة ومحببة، وهناك تأخذ حصتها الشهرية من الحنان الجنوبي.. ثم تعود".

"مازلت أرى أبا فرات شاعري الحالم، شاعرًا شبه جائع، شبه حاف شبه عريان.. لكنه إنسان".

"ترددت كثيرًا في قرار الزواج، كنت أرغب في الزواج من رجل أحبه ولا شيء أكثر. غير أن طيات الغموض التي يلف عائد بها نفسه مثل طبقات الكفن، لا تمنحني أدنى قدرة على لمس جوهر روحه التي عرفتها حين رأيته في القاهرة".

"كل المثقفين العرب يتزوجون "مرّة" من وراء الجاموسة، إن لم تكن الجاموسة نفسها ولا يتزوجون مثقفة".

"حتى الرجل الذي أحببته يصر على استكمال هذه المهزلة الإنسانية، بأن يجعلني أقرأ تفاصيل الحياة وفق خبراته وأرى الدنيا بعيونه وأفكر بعقله وأعرف البشر من خلاله".

"منذ تزوجت عائد وأنا أدرك أنني تزوجت أبي الذي أهدرت عشر سنوات من عمري كي أتفادى الزواج منه. غير أن أبي كان واضحًا وصريحًا في ممارسات الحظر والمنع والقمع والصرامة، على العكس من ذلك الذي يرفع شعارات العدل والحرية وحقوق الإنسان ويمارس معي أعتى سبل القمع والتخويف والإرهاب".

"للمرة الأولى أتذكر أبي وكم القلق الذي كان يبثه في البيت حتى أن أختي الصغيرة وافتني مرة تشبيه بليغ جدًا للحالة، إننا كأنما نعيش مع وحش كاسر في بيت واحد، نتعامل معه، نحدثه، ونخدمه ونقدم له فروض الولاء والطاعة ولكن يظل احتمال الفتك بنا قائمًا طوال الوقت".

"حين سقطت على الأرض لم يتضح تمامًا ذلك الخيط الواهي بين الحزن والجنون".

"أخبرني عائد أنه وضع الحقائب في السيارة وأن عليّ فقط تغيير الثوب الكئيب الذي يراني به. يحدثني عائد كما لو كنت ممثلة وهو المخرج الذي يطالبني بسرعة الاندماج في شخصية الدور الذي اختارني له بعناية، وبذل جهد أكبر في إتقان الدور أو نزع ثياب المشهد توطئة للدخول إلى مشهد آخر".

"في تلك الليلة رحنا نطرح مخاوفنًا جانبًا مثل ثياب قديمة لا تساير عصرنا".

"ماذا يمكنني أن أفعل لهذه المرأة المشحونة بغربة أبدية؟"

"كنت أقدر بعض من براءتها في التعامل مع العالم".

"ثمة تجاعيد نفسية تطفو سريعًا ويبدو أثرها على وجهي".

"استعرضت عيون الرجال المتزوجين الذين أراهم في الحياة كلها مطفأة مثل رماد السجائر".

"ثمة شعور بالدوار يلفني فأتساند بوجه "عائد" في المخيلة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Say something...