2017-03-16

خلطبيطة..


لحد وقت قريب كنت بحس بقهرة إني مش قادرة، رغم كل اللي حاسة بيه، أنسحب. دلوقتي..بقيت مترددة بين إني بشكر ربنا إني ماعنديش رفاهية الهرب وأواجه، لأنه أنا المفروض أنشف بقى! وإني أحس بنفس القهرة لأني تعبت.
في الحاجات اللي بقدر أهرب فيها، بعمل زي العيل الصغير اللي بيلعب بالمكعبات والشكل ما عجبهوش فقرر يفركش كل حاجة ويجيبها الأرض.. أو زي ما بعمل في كل الجيمز.. لما تبوظ مني أو آخد خطوة ماعجبتنيش.. بخرج وأبدأ من جديد.. 
دايمًا عندي رغبة في إني أبدأ من جديد.. إني نفسي أسافر مثلاً وأعيش في مكان تاني وأعرف ناس جداد أعاملهم بالطريقة اللي اتعلمتها من الناس اللي قبلهم..
زي الراجل اللي قتل 99 نفس وخرج من بلده عشان يتغير.
بنبهر في الأفلام الأجنبي بقدرة البني آدمين إنهم يتزرعوا في أي مكان جديد.. من غير صعوبات كبيرة.. مش بس بنبهر بالقوانين اللي بتسمح بدا.. لكن بقدرتهم هم على إنهم يخرجوا بجذورهم من الأرض ويحطوها في أرض تانية.. والأهم من دا ودا.. إن جذورهم ما تمتش في الطريق! 
*****
لما بعمل سيرش عن كلمة طلاق، بلاقي صورة كده لطفل بين إيد أبوه وأمه وكل واحد بيشده في ناحية والصورة بتتقطع، بالولد، في النص! 
أنا طول حياتي الولد دا ! مطلوب مني طول الوقت أخد طرف، أبقى مع حد ضد حد وإلا أبقى ملعونة من الطرفين! والحقيقة إني عمري ما قدرت أنتمي لأي طرف.. أنا بنتمي لنفسي بالعافية أصلا! 
يعني أنا مش شايفة نفسي صح في كل حاجة، دا أنا بختلف معايا، مش هختلف معاكوا؟ 
الموضوع دا بيضغطني جدًا.. وتقريبًا من أكبر الأسباب اللي بتخليني نفسي أهرب! 
الغريب.. إن كل طرف، ما بيهتمش ولا يبذل جهد مع اللي مضمونين في فريقه زي ما بيبذل جهد معايا! كأن وقوفي في النص بيحسسهم بأمل أو خطر! إني ممكن في أي لحظة أنحاز لفريق من الاتنين والمعادلة تختل.
إيه اللي واجعني في كل دا بقى؟ إني ولا مرة حسيت إني فارقة مع حد.. أنا يمكن أفرق في المعركة، لكن مش معاهم هم! أنا في نظرهم البطاطساية الزيادة اللي ما نقوهاش.. بس بيحطوها في الميزان عشان يطب! 

*****
مؤخرًا بقيت مبسوطة بنفسي عشان بحاول قدر الإمكان أخرج برة منطقة راحتي، وبحاول قدر الإمكان أعمل حاجات من غير ما أخوف نفسي من عواقبها، وأقول اللي حاجات اللي عايزة أقولها فعلاً، سواء حلوة أو وحشة، من غير ما أفكر في تبعات دا.
والنهاردة بقلب في الميموريز بتاعة فيسبوك، لقيت إن الطريقة الخامسة من الطرق العشرين لمواجهة الاكتئاب اللي كنت بفكر فيهم من 3 سنين هي "غامر/ جرب"
يارب ارزقني طول السنة نص شجاعتي في مارس! 
****
لما بعرف إن حد يهمني قرأ حاجة من كلامي بروح اقراه تاني.. بتخيل إنه جنبي وبنقراه تاني سوا، بحس إن الكلام نوّر وإنه مختلف.. وأحس بونس.
أنا بحب الونس.
****
أنا بحب السفر، بحب الإحساس بإن روحي خفيفة ومافيش عليا أي مسؤولية، إني وبكل ضمير مستريح، ما اعملش أي واجبات وأجزم بإني هعمل كل حاجة ان شاء الله لما أرجع.
نفسي مثلاً بعد 20 سنة، أكون بلف في العالم واعمل رحلات مش عشان أي حاجة غير عشان أشوف الدنيا وأعرفها.. أو زي إليزابيث جلبرت مثلاً! 
****
في برطمان السعادة لقيت ورقة بتاريخ 28 فبراير 2016 مكتوب فيها "الإحساس دا!" أنا كل ما أقراها افتكر الإحساس دا، وروحي تبقى خفيفة جدًا وقتها.. وبكتشف إني بقيت ناضجة كفاية، زي البطل في فيلم Endless Love لما قالها "I don’t care. I don’t. I don’t care if we have 10 days, or 1 week or 1 day...."
أنا أصلاً بقيت ناضجة كفاية لدرجة إني أشوف الفيلم عبيط :D  بس دا ممنعنيش عن إني أشوف فيه حاجات.


2017-03-12

تايهة في خرم إبرة

© Catarina Carvalho

أنا عايزة أعيط.
عايزة أقول دا هنا عشان مش عايزة طبطبة مبتذلة زي ما ممكن يحصل على فيسبوك! عشان مش مستنية رد
عشان أنا مؤخرًا بكتب اللي عايزة أعمله بدل ما اعمله عشان ما بلحقش أعمله.. خاصة لو بُكا! 
أنا في الحقيقة كل يوم الصبح بقعد على السرير خمس دقايق عايزة أعيط وأقول انا مش عايزة أخرج واواجه العالم! 
معرفش دا اكتئاب تاني ولا إيه.. ولا دا المفروض يكون طبيعي قدام اللي بواجهه! 
الحقيقة أنا مش عارفة أنا بواجه إيه بالظبط! أنا حاسة إني راكبة البتاعة دي في الملاهي اللي بتخلينا نلف حوالين نفسنا وما نلحقش حتى نصوت!
أو مثلاً.. أنا راكبة طول الوقت عجلة، ماعنديش أوبشن إني أوقفها.. لازم طول الووقت أبص قدامي مش حواليا، عشان ما اتكعبلش.. عشان لو اتكعبلت مش هقوم!
النهاردة، كنت بتكلم مع صديقة. قلت لها طول عمري بواجه مشاكل، وواجه عقبات كتير أوي في طريقي لأحلامي.. لكن المصيبة دلوقتي.. إني أنا العائق الوحيد قدام أحلامي! أنا لازم أواجه نفسي واتصدى لنفسي واضغط على نفسي.
حياتي ملغبطة لأبعد حد، من غير داعي ولا سبب لدا، كل اللي ناقصني عشان أنظمها.. حاجة بسيطة جدًا زي إني يبقى عندي إرادة وأصحى في ميعاد بدري! مش قادرة أعمل حاجة بسيطة زي دي!
أنا واقعة في معضلة إني كل يوم الصبح ببص في المراية. بشوف وش تعبان ومكتئب وبيكون قدامي معضلتين، إما أكون حلوة وأحط على وشي ابتسامة عشان الناس مش ذنبها يعني تشوفني بالبؤس دا..
يا إما أنزل زي ما أنا وأنا بسب وبلعن فكرة إننا ماعندناش حتى رفاهية إننا نكون على طبيعتنا.. نبان تعبانين لما نكون تعبانين فعلاً.. نبان فرحانين لما نكون فرحانين فعلاً.. نبان زعلانين وإحنا زعلانين!
بواجه نفس المعضلة كل ما اجي أعبر عن نفسي على فيسبوك، أو هنا، اكتشفت إن الناس بتاخد الكلام اللي بنكتبه بمنتهى الجدية.. أو بمعنى أصح.. بيتخيلوا إن إحنا "بس" اللي بنكتبه دا.. أو إن اللي بنكتبه دا هو "كل حاجة" عننا.. بواجه معضلة ليه؟ بقول ليه أصدر للناس إني شخصية كئيبة بتصدر طاقة سلبية ومزعجة، في حين إني في الواقع مثلاً، دمي خفيف، وبميل فعلاً للتفاؤل مش لافتراض الأسوأ.. بعدين الجزء التاني من المعضلة، هو هل المفروض أكون أراجوز؟ هل أنا موجودة عشان أسلي الناس وأضحكهم.. أو أعجبهم؟
رغم رعبي المستمر من أحلامي اللي بتتحقق بحذافيرها، وأكتشف إنها فالصو، بعدين.. ورغم إني بدأت أشك إن في حاجة في الحياة دي ليها طعم.. لسة بحلم حلم واحد نفسي أفقد الذاكرة وأنساه!
بمناسبة الذاكرة، وأنا بتكلم مع الصديقة نفسها، قلت لها بردو إني لما بفتكر نفسي من كام سنة.. وبقرأ مثلاً آرائي أو ريفيوهات ليا على كتب.. بحس إني مصدومة.. إني مش عارفاني وكإني مش أنا اللي عمرها قالت دا! ماكنتش هبلة أو ساذجة ونضجت مثلاً لأ.. مش معترضة حتى على آرائي.. أنا حاسة إني مش أنا أصلاً! كأني فقدت فعلاً الذاكرة! ماعرفش دا حصل امتى !
بقالي فترة مش عارفة أزعل على حاجات معينة خسرتها الفترة اللي فاتت.. مش لاحقة أزعل أصلا! وحاسة بالذنب إني ما زعلتش وما ادتش الحاجات دي حقها من الزعل.. بزايد على نفسي! مهزلة.
النهاردة، ورغم كل حاجة، حطيت ورقة جديدة في برطمان السعادة، جاتلي رسايل وإشارات من ربنا كتير، في منها رسايل بحاول أتغابى وما أفهمهاش وبدعي ربنا تكون غلط..
أنا مرهقة وحزينة. 
أنا مش عايزة أكون كده طول الوقت! 
جوايا حد عايز ينبسط ويستمتع بالحياة بس محبوس.. مش عارفة أطلعه.. 
أنا تايهة يارب! تايهة في خرم إبرة.