2017-12-31

2017 أو أليس في بلاد العجائب


السنة اللي فاتت زي دلوقتي كنت شخص مختلف كتير، ومش مبسوط. السنة دي الحمد لله راضية جدًا وأكثر اطمئنانًا.. لو هحط label للسنة دي هعتبرها سنة "الشجاعة" بالنسبة لي.. كنت أشجع بكتير من قبل كده، وبقى عندي الجرأة أطلع برة "منطقة راحتي" والمضمون واللي اتعودت عليه وأستكشف الدنيا والناس برة دايرتي..


جربت حاجات كتير كنت في سنين قبلها بقعد أحسبها بالمللي قبل ما أجربها وأنا خايفة جدًا من الفشل، من ردود الفعل، من الإحباط وما بفكرش أبدًا لو ظبطت هنبسط إزاي.. حاجات كتير من اللي جربتها ما ظبطتش بس لقيت الموضوع مش مرعب زي ما كنت متخيلة، قلت لنفسي "كفاية كنتي شجاعة" وقلت لها في أوقات تانية "كفاية إنك واضحة" وكفاية إني وصلت لنتايج واضحة حتى لو النتيجة دي إن الحاجات دي ما تنفعنيش..


حسيت السنة دي إني عاملة زي أليس في بلاد العجائب.. شفت حاجات كتير غريبة وقابلت ناس اغرب.. وناس كنت شايفاها بطريقة بصيت لها بصة تانية.. الدنيا دارت ولفت ووريتني العجب في سنة واحدة بس.. شفت تدابير ربنا اللي قد إيه مظبوطة بالمللي ودا قلل كتير من إحساسي بالهم.. بقيت كل شوية أقول ربنا هيدبرها وأحاول أهدى.. 


عرفت السنة دي بوضوح إيه الحاجات اللي مش عايزاها واللي ما تنفعنيش، وعرفت كمان كتير عن اللي محتاجاه وعايزاه، رغم إني متأكدة إنه بعد كام شهر ويمكن كام يوم اللي محتاجاه يتغير بس مبسوطة إني دلوقتي في اللحظة دي عارفة إيه اللي يناسب النسخة دي من شخصيتي..


عرفت السنة دي إن في حاجات كتير "مؤقتة"، حاجات حلوة وحاجات وحشة ولازم أتقبل دا، وسواء كانت هي حاجات حلوة أو وحشة تقبل إنها مؤقتة هيساعدني كتير دلوقتي.. وعرفت إنه مش لازم إحساسي بعدم الانتماء لأشخاص أو أماكن يكون غلط.. يمكن فعلاً لأني مش المفروض أكون هنا.. مش لازم أحشر البازل هنا لو دا مش مكانه لأنه في الآخر هيتشوه ويشوه المكان اللي يتحط فيه..


ناس كتير السنة دي سندتني، حتى من غير ما يعرفوا إنهم بيسندوني.. هاين عليا أقولهم واحد واحد شكرًا 


كتبت السنة دي كتير، أكتر من أي سنة فاتت ومبسوطة.. وأثر رسايل رفعت كان أوضح بكتير عليا رغم إني بدأتها من سنتين..


السنة دي كانت غريبة، مليانة مفاجآت ومليانة أيام فيها عياط كتير وإحساس بالفشل والعجز بس لما ببص للصورة من بعيد شوية بلاقيها كانت حلوة.. كانت عاملة زي 10 سنين ورغم كده فاتت هوا..

2017-10-24

3 ورقات

كيف وصلت إلى هنا؟ لقد كان خيارك الحر تمامًا ولكنني اصطفيتك.

هناك حيلة؟ دائمًا هناك حيلة، الحياة كلها حيلة سحرية غريبة. أحيانًا ما تكون الحيلة بسيطة جدًا وتحتاج فقط أن نراقب بدقة يد الحاوي. أحيانًا نتغافل عمدًا عن سر الحيلة كي نستمتع باللعبة أو نخسرها، لأننا نريد أن نخسر أو نفكر طويلاً: كيف فعلها؟ أو حتى نؤمن أنه ساحر.
الخدعة أحيانًا ما لا يكون لها أي معنى، كهذا الكلام تمامًا، حيلة لأجل الحيلة ومجرد حديث لأجل الحديث والائتناس بأن هذه العيون تحديدًا تقرأ ما كتبت. مصافحة من نوع خاص مثلاً. ثرثرة لا هدف لها إلا الثرثرة لكسر هذا الصمت المحمل بالأسئلة وتقطيبة الجبين والقلق. 
هذه الثرثرة بعد نحو 23 ساعة دون نوم، والكثير من التفاصيل وانتقال يشبه السفر بين مدينتين يمكن أن تكون خطيرة كأثر البنج، لذا ينبغي أن أصمت الآن. 

2017-07-17

..شي بيت

كنت بفكر إيه الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليني أتراجع عن حلم السفر والخروج من مصر، لقيت إن الحاجة اللي ممكن تخليني ألغي الفكرة هي إن يكون عندي بيت بتاعي، بتاع سارة...

طول عمري عندي الحلم دا، إني يكون عندي بيتي / شقتي الخاصة بيا وتكون على البلاط وأفرشها من أول حاجة لآخر حاجة.. 
بقالي كام يوم كده عمالة أجمع في صور للشقة المزعومة وأفكر نفسي تبقى شبه إيه؟ البوست دا هعمله عشان خايفة على ما أقدرأحقق حلمي وأجيب شقتي أكون نسيت أصلاً ملامح البيت اللي في خيالي ونسيت أنا كان نفسي في إيه..
اه افتكرت حاجة كمان..
بحس إن الإنسان مننا ضروري يقعد كفاية في البيت، وضروري يكون عنده بيت بيحبه.. أنا بحس إني قطة، لازم تدخل جوا صندوق كرتون عشان وهي برة الكرتون المقفول دا هرمون التوتر طول الوقت موجود وهي بتحتاج تشحن روقان واطمئنان وراحة بال جوا الصندوق..
البيوت لازم تبقى صناديقنا الكرتون وإلا تبقى غربة جوا غربة! 









1408 !



مش عارفة ليه بنتكسف نلجأ لحد معين وإحنا تعبانين بس.. إحنا بنتكسف حتى من ربنا لما ما نلجألوش غير في تعبنا واحتياجنا.. رغم إن دا معناه إننا عارفين فين راحتنا! أنا لحد اللحظة كنت بفكر إني مكسوفة من المدونة عشان مش بلجأ لها إلا وانا متضايقة.. زي رفعت في الأول بردو كنت مكسوفة إني ما بكتبلوش غير وأنا حالتي كرب.. بس من شوية كده وأنا قاعدة أفكر طب أروح لمين؟ قلت ليه اتكسف إنها مكان راحتي! 
أنا بقالي حبة وقت عندي أسئلة كتير، حيرة ومخاوف عبيطة ومخاوف كبيرة شايلاها ومش عارفة أروح بيها فين؟ زي قطة شايلة عيالها في بقها مش لاقية أي مكان تحطهم فيه فعمالة تصوت! اللي بيحصلي اني مش عارفة حتى أصوت.
زمان كنت بزعل من نفسي لأني هبلة وممكن لو متضايقة وأي حد اتكلم معايا احكيله أنا متضايقة من إيه.. زي سفنجة شاربة ماية عن آخرها وأي لمسة بتخليها تطلع كل اللي جواها.. دلوقتي زعلانة لأني فعلاً مش عارفة أحكي ! 
كنت بقول لرفعت في رسالة إني بقيت بسكت لأني بقيت أحس إن الكلام بيتهان. فكرة إني أصيغ مشاعري واللي حاسة بيه، مهما بدا تافه، في كلام والكلام دا يروح لحد ما يقدروش بتوجع!
بسكت عشان كده، وبسكت عشان الناس فيها اللي مكفيها، وبسكت عشان بقيت بحس إن اللي جوايا إزاز مكسور لو عدى على لساني هيجرحه وهيروح لقلب اللي قدامي يجرحه! 
اكتشفت مؤخرًا إن الوجع اليومي، كسر الخاطر البسيط، اللي ما يبانش دا، أقسى أوي من الأوجاع الكبيرة اللي من كتر قسوتها ساعات بتبقى رحيمة بيك لأنك بتفكر تتخلص منها ازاي وتتجاوز المرحلة. لكن الوجع اليومي، اللي بيتكرر كل يوم، بيحسسك إنك مش هينفع تتجاوزه.. مش هينفع تتجاوز حياتك! 
وساعات بصدق كلام صديقي، الوجع اليومي دا أصلاً نابع من فراغ، من إننا ماعندناش مشاكل كبيرة فبنتصدر في الهايفة ! 
أنا في الحقيقة مش عارفة أي حاجة غير إني موجوعة لدرجة إني مش عارفة اتنفس. طبيًا دا له مبررات لكن نفسيًا أنا بحس إن النفس مخنوق في بحر كبير من العياط جوا مستعد يخرج من غير اي سبب.
أنا مخنوقة من إيه؟ متضايقة من إيه؟ سؤال بسأله لنفسي مليون مرة، وبتسئله مليون مرة من ناس مهتمة فعلاً براحتي لكن مش عارفة ألاقي إجابة. أو عارفة وبكابر. أو عارفة بس مش عارفة اصيغ دا في نقط واضحة.
إحساسي تجاه حياتي دلوقتي زي بالظبط إحساسي بعد ما أخلص فرجة على فيلم عاجبني من النوع اللي بيخليني أخلص الفيلم وأكره إني مضطرة أعيش الحياة دي مش الحياة اللي في الفيلم ! 
كنت بتفرج من يومين على فيلم Before Sunset وحسيت إنه ليه يعني الحياة مش شبه اليوم اللي عاشوه في الفيلم دا؟ ليه مافيهاش المعجزات دي والترتيب؟ وأنا بشوف الفيلم أدركت للمرة المليون اني بحب السفر. بحب خفة الروح وقت السفر وخفة الكتف من المسؤوليات.
بمناسبة السفر أو المسؤوليات مش عارفة، افتكرت إني امبارح شفت في الميموريز إني زي النهاردة من  4 سنين كنت اتنقلت القاهرة، وافتكرت قد إيه القاهرة متوحشة وقد إيه وأنا صغيرة ومنبهرة دايمًا بالبلد اللي مليانة دوشة مقارنة بالبلد الهادية إني ماكنتش بستوعب الناس اللي بيقولوا إن القاهرة متوحشة وإن الحياة هناك سراقة. كنت مندهشة إزاي حواليهم كل الحياة دي والدوشة والنور ومش شايفينها وتعبانين كده؟ دلوقتي فهمت! 
نرجع للفيلم؟ أنا حالاً حاسة إحساس بطل الفيلم لما قالها: I feel like if someone were to touch me, I’d dissolve into molecules.
أنا حاسة كمان إحساس بطل فيلم 1408 ! إحساسه بالرعب إنه مش عارف اللي هو عايشه جوا الاوضة دا حقيقي ولا وهم من خياله، إحساسه بالحصار، إحساسه بإن شريط حياته بيرجع قدامه وإحساسه المرعب لما عرف إن الساعة السودا اللي عاشها دي هتتكرر تاني! حاسة بالدوخة دي.. بالجحيم دا

2017-05-05

عزيزي رفعت..



قبل هذه الرسائل قرأت كثيرًا عن الكتابة كوسيلة للتعافي، تلك الوسيلة التي استخدمها المعالجون النفسيون لسنوات طويلة من أجل مساعدة الناس على الشفاء من الضغوط النفسية والصدمات، ولكنني لم أجرب أبدًا أن ألمس هذا التأثير وألاحظه. ولكنني الآن ألمسه بوضوح شديد ليس فقط في مشاعري وإنما أيضًا حين أعيد قراءة الرسائل من الأولى إلى آخر رسالة كتبتها. لا أزعم أنني الآن في حالة مثالية، ولكنني على الأقل قادرة على التواصل مع نفسي، قادرة على التعبير عنها.
هذه الرسائل شخصية جدًا وربما لا تفيدك حين تقرأها بشيء؛ لكنها تجربة عمرها عامين مطروحة بين أصابعك ربما تدفعك للكتابة كمحاولة للتعافي.

لتحميل وقراءة كتاب "عزيزي رفعت"

صفحة الكتاب على موقع GoodReads

2017-03-16

خلطبيطة..


لحد وقت قريب كنت بحس بقهرة إني مش قادرة، رغم كل اللي حاسة بيه، أنسحب. دلوقتي..بقيت مترددة بين إني بشكر ربنا إني ماعنديش رفاهية الهرب وأواجه، لأنه أنا المفروض أنشف بقى! وإني أحس بنفس القهرة لأني تعبت.
في الحاجات اللي بقدر أهرب فيها، بعمل زي العيل الصغير اللي بيلعب بالمكعبات والشكل ما عجبهوش فقرر يفركش كل حاجة ويجيبها الأرض.. أو زي ما بعمل في كل الجيمز.. لما تبوظ مني أو آخد خطوة ماعجبتنيش.. بخرج وأبدأ من جديد.. 
دايمًا عندي رغبة في إني أبدأ من جديد.. إني نفسي أسافر مثلاً وأعيش في مكان تاني وأعرف ناس جداد أعاملهم بالطريقة اللي اتعلمتها من الناس اللي قبلهم..
زي الراجل اللي قتل 99 نفس وخرج من بلده عشان يتغير.
بنبهر في الأفلام الأجنبي بقدرة البني آدمين إنهم يتزرعوا في أي مكان جديد.. من غير صعوبات كبيرة.. مش بس بنبهر بالقوانين اللي بتسمح بدا.. لكن بقدرتهم هم على إنهم يخرجوا بجذورهم من الأرض ويحطوها في أرض تانية.. والأهم من دا ودا.. إن جذورهم ما تمتش في الطريق! 
*****
لما بعمل سيرش عن كلمة طلاق، بلاقي صورة كده لطفل بين إيد أبوه وأمه وكل واحد بيشده في ناحية والصورة بتتقطع، بالولد، في النص! 
أنا طول حياتي الولد دا ! مطلوب مني طول الوقت أخد طرف، أبقى مع حد ضد حد وإلا أبقى ملعونة من الطرفين! والحقيقة إني عمري ما قدرت أنتمي لأي طرف.. أنا بنتمي لنفسي بالعافية أصلا! 
يعني أنا مش شايفة نفسي صح في كل حاجة، دا أنا بختلف معايا، مش هختلف معاكوا؟ 
الموضوع دا بيضغطني جدًا.. وتقريبًا من أكبر الأسباب اللي بتخليني نفسي أهرب! 
الغريب.. إن كل طرف، ما بيهتمش ولا يبذل جهد مع اللي مضمونين في فريقه زي ما بيبذل جهد معايا! كأن وقوفي في النص بيحسسهم بأمل أو خطر! إني ممكن في أي لحظة أنحاز لفريق من الاتنين والمعادلة تختل.
إيه اللي واجعني في كل دا بقى؟ إني ولا مرة حسيت إني فارقة مع حد.. أنا يمكن أفرق في المعركة، لكن مش معاهم هم! أنا في نظرهم البطاطساية الزيادة اللي ما نقوهاش.. بس بيحطوها في الميزان عشان يطب! 

*****
مؤخرًا بقيت مبسوطة بنفسي عشان بحاول قدر الإمكان أخرج برة منطقة راحتي، وبحاول قدر الإمكان أعمل حاجات من غير ما أخوف نفسي من عواقبها، وأقول اللي حاجات اللي عايزة أقولها فعلاً، سواء حلوة أو وحشة، من غير ما أفكر في تبعات دا.
والنهاردة بقلب في الميموريز بتاعة فيسبوك، لقيت إن الطريقة الخامسة من الطرق العشرين لمواجهة الاكتئاب اللي كنت بفكر فيهم من 3 سنين هي "غامر/ جرب"
يارب ارزقني طول السنة نص شجاعتي في مارس! 
****
لما بعرف إن حد يهمني قرأ حاجة من كلامي بروح اقراه تاني.. بتخيل إنه جنبي وبنقراه تاني سوا، بحس إن الكلام نوّر وإنه مختلف.. وأحس بونس.
أنا بحب الونس.
****
أنا بحب السفر، بحب الإحساس بإن روحي خفيفة ومافيش عليا أي مسؤولية، إني وبكل ضمير مستريح، ما اعملش أي واجبات وأجزم بإني هعمل كل حاجة ان شاء الله لما أرجع.
نفسي مثلاً بعد 20 سنة، أكون بلف في العالم واعمل رحلات مش عشان أي حاجة غير عشان أشوف الدنيا وأعرفها.. أو زي إليزابيث جلبرت مثلاً! 
****
في برطمان السعادة لقيت ورقة بتاريخ 28 فبراير 2016 مكتوب فيها "الإحساس دا!" أنا كل ما أقراها افتكر الإحساس دا، وروحي تبقى خفيفة جدًا وقتها.. وبكتشف إني بقيت ناضجة كفاية، زي البطل في فيلم Endless Love لما قالها "I don’t care. I don’t. I don’t care if we have 10 days, or 1 week or 1 day...."
أنا أصلاً بقيت ناضجة كفاية لدرجة إني أشوف الفيلم عبيط :D  بس دا ممنعنيش عن إني أشوف فيه حاجات.


2017-03-12

تايهة في خرم إبرة

© Catarina Carvalho

أنا عايزة أعيط.
عايزة أقول دا هنا عشان مش عايزة طبطبة مبتذلة زي ما ممكن يحصل على فيسبوك! عشان مش مستنية رد
عشان أنا مؤخرًا بكتب اللي عايزة أعمله بدل ما اعمله عشان ما بلحقش أعمله.. خاصة لو بُكا! 
أنا في الحقيقة كل يوم الصبح بقعد على السرير خمس دقايق عايزة أعيط وأقول انا مش عايزة أخرج واواجه العالم! 
معرفش دا اكتئاب تاني ولا إيه.. ولا دا المفروض يكون طبيعي قدام اللي بواجهه! 
الحقيقة أنا مش عارفة أنا بواجه إيه بالظبط! أنا حاسة إني راكبة البتاعة دي في الملاهي اللي بتخلينا نلف حوالين نفسنا وما نلحقش حتى نصوت!
أو مثلاً.. أنا راكبة طول الوقت عجلة، ماعنديش أوبشن إني أوقفها.. لازم طول الووقت أبص قدامي مش حواليا، عشان ما اتكعبلش.. عشان لو اتكعبلت مش هقوم!
النهاردة، كنت بتكلم مع صديقة. قلت لها طول عمري بواجه مشاكل، وواجه عقبات كتير أوي في طريقي لأحلامي.. لكن المصيبة دلوقتي.. إني أنا العائق الوحيد قدام أحلامي! أنا لازم أواجه نفسي واتصدى لنفسي واضغط على نفسي.
حياتي ملغبطة لأبعد حد، من غير داعي ولا سبب لدا، كل اللي ناقصني عشان أنظمها.. حاجة بسيطة جدًا زي إني يبقى عندي إرادة وأصحى في ميعاد بدري! مش قادرة أعمل حاجة بسيطة زي دي!
أنا واقعة في معضلة إني كل يوم الصبح ببص في المراية. بشوف وش تعبان ومكتئب وبيكون قدامي معضلتين، إما أكون حلوة وأحط على وشي ابتسامة عشان الناس مش ذنبها يعني تشوفني بالبؤس دا..
يا إما أنزل زي ما أنا وأنا بسب وبلعن فكرة إننا ماعندناش حتى رفاهية إننا نكون على طبيعتنا.. نبان تعبانين لما نكون تعبانين فعلاً.. نبان فرحانين لما نكون فرحانين فعلاً.. نبان زعلانين وإحنا زعلانين!
بواجه نفس المعضلة كل ما اجي أعبر عن نفسي على فيسبوك، أو هنا، اكتشفت إن الناس بتاخد الكلام اللي بنكتبه بمنتهى الجدية.. أو بمعنى أصح.. بيتخيلوا إن إحنا "بس" اللي بنكتبه دا.. أو إن اللي بنكتبه دا هو "كل حاجة" عننا.. بواجه معضلة ليه؟ بقول ليه أصدر للناس إني شخصية كئيبة بتصدر طاقة سلبية ومزعجة، في حين إني في الواقع مثلاً، دمي خفيف، وبميل فعلاً للتفاؤل مش لافتراض الأسوأ.. بعدين الجزء التاني من المعضلة، هو هل المفروض أكون أراجوز؟ هل أنا موجودة عشان أسلي الناس وأضحكهم.. أو أعجبهم؟
رغم رعبي المستمر من أحلامي اللي بتتحقق بحذافيرها، وأكتشف إنها فالصو، بعدين.. ورغم إني بدأت أشك إن في حاجة في الحياة دي ليها طعم.. لسة بحلم حلم واحد نفسي أفقد الذاكرة وأنساه!
بمناسبة الذاكرة، وأنا بتكلم مع الصديقة نفسها، قلت لها بردو إني لما بفتكر نفسي من كام سنة.. وبقرأ مثلاً آرائي أو ريفيوهات ليا على كتب.. بحس إني مصدومة.. إني مش عارفاني وكإني مش أنا اللي عمرها قالت دا! ماكنتش هبلة أو ساذجة ونضجت مثلاً لأ.. مش معترضة حتى على آرائي.. أنا حاسة إني مش أنا أصلاً! كأني فقدت فعلاً الذاكرة! ماعرفش دا حصل امتى !
بقالي فترة مش عارفة أزعل على حاجات معينة خسرتها الفترة اللي فاتت.. مش لاحقة أزعل أصلا! وحاسة بالذنب إني ما زعلتش وما ادتش الحاجات دي حقها من الزعل.. بزايد على نفسي! مهزلة.
النهاردة، ورغم كل حاجة، حطيت ورقة جديدة في برطمان السعادة، جاتلي رسايل وإشارات من ربنا كتير، في منها رسايل بحاول أتغابى وما أفهمهاش وبدعي ربنا تكون غلط..
أنا مرهقة وحزينة. 
أنا مش عايزة أكون كده طول الوقت! 
جوايا حد عايز ينبسط ويستمتع بالحياة بس محبوس.. مش عارفة أطلعه.. 
أنا تايهة يارب! تايهة في خرم إبرة.

2017-02-02

إلى رفعت.. الرسالة (31)



كان ذلك في يناير يا رفعت، أذكر كل ما حدث تلك الليلة بالتفصيل. كنا نعرف أن زيارته، مهما طالت، ستكون عابرة! ورغم ذلك لم أصدق أبدًا أنه رحل. بكل سذاجة وعناد وجنون أخذت أضمه وأحدثه، أهز كتفيه، أجرب ذلك البخاخ الذي كان يدسه في فمه ليمنحه، بالتقسيط، ما تبقى له من أنفاس في الدنيا.
كالعادة كنت متمسكة بأمل ساذج وغير منطقي يقول لي إنه سيكون على ما يرام، كررت ذلك مرارًا بثقة لا أعرف كيف توهمتها، كيف توهمت أنه بمجرد رفضي القوي لشيء مفزع كهذا لن يحدث أبدًا ! 
أرسلوا في طلب الطبيب فلم يأتِ، عدوى الرفض التي انتابتني سيطرت على إخوتي، وأصر أخي على نقله للمستشفى، بينما كان يستعد للمغادرة، تقول أمي أن ندائنا عليه ردّ فيه الروح مرة أخرى، نظر إليّ في عيني، نظر لنا جميعًا نظرة الوداع، ثم رحل للأبد! 
واصلت الرفض، دفست رأسي في الوسادة وبكيت حتى غرقت في النوم، رفضت أن أستيقظ وأودعه، بينما كانوا يجهزونه للرحيل، كنت نائمة، أحلم به، أجلس معه في الغرفة وأقنع نفسي أن ما من شيء قد حدث! 
رفضت أن أقبله للمرة الأخيرة أو ألقي عليه النظرة الأخيرة، فضلت أن أقضي تلك اللحظات معه، مع روحه، لا جثته! 
----
في مارس! تكرر السيناريو بشكل مختلف، حين أخبرني أنه أصيب بالسرطان رفضت أن أصدق، أنكرت الأمر بالهيستريا نفسها، أخبرته وأخبرت نفسي مرارًا أنه لن يموت، أنني لن أذوق أبدًا هذا الوجع! وكأنني أظن الحياة تطلب رأيي ورفضي لمجرد التفكير في الأمر يعني أنه لن يحدث أبدًا!
حين اختنق الحب ببطء كنت أرفض التصديق، كنت أرفض أن هذا سيحدث، أنكره بشدة ولا أسمح لنفسي بالتفكير فيه، حتى تحلل الجثمان أمام عيني وأنا لا أزال أراه جيدًا وبخير، لم أدرك الحقيقة إلا حين حاولت التمسك به، ووجدت أصابعي تقبض على الفراغ.
هل تظنني تعلمت يا رفعت؟ بالطبع لا! حتى هذه اللحظة حين قرأت صديقة تكتب أن والدتها ماتت إكلينيكيًا والأطباء يرفضون فصلها عن الأجهزة لترحل بسلام ضبطت نفسي متلبسة أكتب لها، بالسذاجة نفسها أو قل بالحماقة نفسها، ربما لا يزال هناك أمل! متى أكبر يا رفعت؟ 

2 فبراير 2017 

2017-01-03

إلى رفعت.. الرسالة (30): كل شيء يمر!

هذه اللحظة ستمر يا رفعت. أنا أعرف ذلك جيدًا، ولكنني لست واثقة مما يأتي بعدها هل سيكون سعيدًا أم أنني كالمعتاد، سأشتاق لهذه اللحظة على سخافتها وأردد مرة أخرى "على الأقل كنت نفسي"! 

مررت بالكثير يا رفعت، وحين أعيد النظر للوراء أجد نفسي حقًا قطعت مسافة شاسعة. أشعر بالخوف يا رفعت، ذلك الخوف الذي ينتابك حين تذوب آخر ذرة من حماسك وشجاعتك للمضي نحو مكان مجهول، وقد قطعت مسافة طويلة جدًا بعيدًا عن بيتك، عن أمانك ومنطقة راحتك، وتصبح تمامًا في منتصف الطريق، أو بعد المنتصف بقليل، أنت بعيد كثيرًا عن أمانك، وبعيد لمسافة غير معلومة عن هدفك، وكلا الطريقين يحملان نفس القدر من المخاطرة! والأسوأ من هذا أنك لست واثقًا حقًا أنك تسير باتجاه ما تريده، أو أن ما تريده هذا سيمنحك ما تريد أو تشعر أنك لا تسير حقًا ولكنك تدفع دفعًا نحو هذا الاتجاه، لست تنزلق من هاوية حتى، بسرعة وبألم أقل، وإنما يتم سحلك على جبل مليء بالنتوءات والشوك! ولا تعرف كم تبعد قمته ولا حتى ما ينتظرك عند تلك القمة.

هل يستحق الأمر كل هذا التفكير حقًا؟ هل ينبغي أن نأخذ الحياة بهذه الجدية؟ هل هؤلاء الكبار المخيفين بهذه الخطورة حقًا؟ أم كما قال عماد أبو صالح:
"دائماً يتواطأ الهواء معهم
وينفخ جلابيبهم 
لكي يظهروا في عيوننا الصغيرة
أضخم من حقيقتهم."
هل ينبغي أن نفكر بهذا القدر في أنفسنا يارفعت؟ هل يجب أن نعرفها ونقترب منها لهذه الدرجة؟ أم فقط يكفي أن نعرف ماذا نريد؟ 
حسنًا. في هذه اللحظة أنا أعرف ماذا أريد، ولكنني لا أعرف فعلاً هل أريده للدرجة التي تجعلني أصل له كما وصلت لغيره؟
اليوم، شاهدت فيلمًا مرعبًا، يصنف كفيلم غموض لكنه أكثر رعبًا من أسوأ أفلام الرعب بالنسبة لي، الفيلم يحمل اسم A Good Marriage بعد أول خمس دقائق منه، تكتشف الزوجة التي أمضت مع زوجها قرابة 25 عامًا أو 30، لا أذكر بالتحديد، أن زوجها الطيب المحبوب الذي تهيم عشقًا فيه ويعيشون معًا حياة مثالية للغاية، قاتل متسلسل.
هل تدرك المأساة يا رفعت؟ 30 عامًا تحت سقف واحد لا تكون أحيانًا كافية لأن تعرف الشخص الذي تواصل حياتك معه، لا يخفي كل منا قاتل متسلسل داخله بالطبع، ولكن هذا يذكرني بالتحديد بالشعور الذي كان يراودني في طفولتي، حين أجد نفسي فجأة اتساءل في الفصل كمن استيقظ لتوه من الغيبوبة، أين أنا؟ ومن هؤلاء؟ وماذا يجعلني أثق بهم هكذا لأجلس على تلك المسافة بينهم.
هل هذا توحد أو اغتراب يا رفعت؟ لا أعرف. ولكنني أريد أن أبكي. كل يوم أكتشف شيئًا جديدًا، أحيانًا يكون تافهًا، ولكنه يفزعني.. يجعلني أشعر بالغربة، أشعر أنني لا أنتمي لأي مكان أو شخص، أشعر طوال الوقت نفس شعور بطلة الفيلم، وهي تنام لليلة الأولى إلى جوار زوجها الذي اكتشفت لتوها أنه قاتل متسلسل.
هل تعرف ما هو الأسوأ من اكتشافها يا رفعت؟ حين تضطر أن تخبر الناس بذلك، حين لا يصدقونها، وحين يكتشفون أن ما تقوله معناه ببساطة أنها كانت طوال ذلك الوقت أكبر حمقاء في العالم، أما ما هو أسوأ على الإطلاق، هو ما فعلته بطلة الفيلم يا رفعت، حين قررت أن تتخلص منه دون أن تكشف للآخرين شيئًا! 
هذا هو الأكثر إيلامًا على الإطلاق، أن يقتلك أحدهم معنويًا كل يوم، بدمٍ بارد وبكل هدوء وهو يعلن للجميع كل لحظة كم يحبك، ويرى الآخرون كم أنت محظوظ به، وحين تكتشف الحقيقة، يكون كبلك بكل هذا الحب المعلن أمام الآخرين، والأسوأ هو أنك تكره نفسك حين تضطر لقتله، دفاعًا عن النفس، الأسوأ أنه يجبرك أن تشبهه بشكل ما، أن تلعب وفق قواعده لأن قواعدك لن تقودك للانتصار أبدًا!
لا عليك يا رفعت. كل شيء يمر. حتى تلك اللحظة، حتى شعورك بأنك تكره نفسك، حتى خوفك من أن تشبهه، حتى اللحظة التي تكتشف فيها أنك، للأسف، أصبحت تشبهه.
كل شيء يمر يا رفعت، حتى نحن وكل ما نعنيه لهذا العالم.

2017-01-01

.... 2016

كنت مقررة لحد وقت قريب جدًا ما اكتبش عن السنة اللي فاتت دي.. ولحد آخر دقايق في السنة كنت فاكرة اني عديت بسنة سيئة جدًا
والحقيقة هي كانت قاسية جدًا، وصعبة عليّا وصادمة في أوقات كتير.. لكن في الآخر، الحمد لله، أنا طالعة منها مجبورة الخاطر.. وراضية يارب جدًا!
السنة دي الفيلم جري قدامي بسرعة أوي، أسرع مما تخيلت، وشفت الداين بيتدان بسرعة جدًا، وأنا شخصيًا حاجات كنت بغلط فيها في حق الناس بقت تترد لي فوري، وربنا كان كريم وبيلهمني أفكر وأعرف إن دا عشان عملت كذا! 
السنة اللي فاتت حققت فيها دستة أحلام، كنت خلاص بطلت أحلم بيها وكنت حاسة إنها ما بقتش فارقة معايا، بس لما اتحققت انبسطت، من قلبي جدًا..
السنة اللي فاتت عرفت معنى الوجع الحقيقي لإني ما الاقيش نفسي! أدور على اللي جوايا مالاقيش حاجة غير هم تقيل أسود! وعرفت بردو معنى الفرحة من القلب وإننا نعيش اللحظة.. أي نعم ما بقتش أعمل كده بشكل مطلق بس عشت كام لحظة!
السنة اللي فاتت أكتر سنة قربت فيها من نفسي، وبطلت اهرب منها، وبطلت أقسى عليها اكتر من اللازم وأجلدها عمال على بطال، طبطبت عليها، وعذرتها وسامحتها.. وعرفت إنه يوم ما البوصلة بيني وبينها تضيع ماحدش هيقدر يساعدني غير نفسي..
السنة اللي فاتت عرفت معنى القهرة الحقيقية من القلب، بس عرفت بردو حلاوة إني أجيب حقي، وحلاوة إن ربنا يرد لي حقي! 
السنة اللي فاتت جربت حاجات كتير ماكنتش متخيلة إني هقدر أجربها قبل مثلاً 10 سنين ولا حاجة.. ومبسوطة بالتجارب.. رغم إني حبيت قوقعتي أكتر بكتير.. بس مبسوطة بالمرات اللي طلعت فيها براها.. 
شكرًا يا رب على السنة دي، على اللي اتعلمته فيها، واللي كرمتني بيه.. وحتى على غلطاتي اللي كانت سبب في إني أعرف أكتر.. 

لماذا لا يمر من هنا ولاد الو.....؟

عندي مزيج غريب من الرغبة في العياط من القهرة والعياط من الفرحة وإحساسي بنصرة ربنا ليا.
ربنا العالم بحالي، وإني قربت أفقد إيماني بإن اللي بيتعب بيلاقي وإن لكل مجتهد نصيب، وبقى يفكرني بدا كل لحظة.
ربنا اللي بيوصل لي رسالة، إنه مهما الناس حاولت تلبس وشوش وترسم صورة وهمية عن نفسها في الآخر بتتكشف.. وكل الحكاية بس.. إن أجزاء البازل تتحط في الأماكن الصح !
أنا مش موجوعة. أنا حاسة إني كبرت سنييييييييييين في كام شهر. حاسة إني ما بقتش أندهش من مدى براعة الناس في الكدب والغش وتصديق الوهم اللي هم نفسهم بيصدروه!
بس لسة بترعب إني أنا كمان أكون موهومة كبيرة!

درافت من تاريخ مش عارفاه ومش عارفة أكمله !