2018-12-01

زي لسعة شمعة..

لسة بتيجي على بالي من وقت للتاني.. 
أفتكر إنها كانت تبقى حدوتة جميلة.. 
لو كملت..
زي ما اتخيلتها..
وإنها أجمل لأنها ما كملتش.. وإلا بقت حدوتة عادية.. أو مليانة وجع!
لسة بتوحشني.. 
ببتسم، وبتوجع..
إحساس غريب زي لسعة شمعة على أطراف صوابعي.. 
بحمد ربنا إنها ماجاتش في قلب الكف..
 كانت هتوجع أوي! 

2018-11-25

....

من 4 سنين، لما عرفته كان زي الورد! عمري ما شفته، لكن فاكرة أول مكالمة بالمللي.. كنت في عز اكتئابي، راجعة من الشغل تعبانة ومتضايقة إني هعمل مكالمة شغل تانية.. كنت زي عادتي وأنا بتكلم في التليفون بلف حوالين نفسي في الأوضة الضيقة.. لكن صوته كان براح.. مليان أمل وروقان وبهجة!
لما كتبت الموضوع، عملت شغلي وبس، عبر عن امتنانه ببوكيه ورد بطولي.. كل الجرنال كان منبهر بيه وكنت حقيقي مبسوطة اليوم دا، حسسني إني مميزة، وعملت حاجة ما حصلتش.. رغم إنه كان شغلي وبس! ما اتعودتش حد يشكرني كده على شغلي!
صورة خطه المميز قدام عيني مش راضية تفارقها.. كان كاتب كلام جميل ومبهج.. 
فضلنا على تواصل من بعيد لبعيد 4 سنين .. كذا مرة احتجت استشارته في حاجة ودايمًا حاضر ويرد.. وكل مرة نفس الكلام.. مش هتطلعي رحلة بقى يا سارة؟ لازم تشوفي الدنيا.. وأنا أقوله يابختك.. بتجيب أجازات منين..
كنت بحب والده، بحب إن ابتسامته حلوة وبيحب والدته، وبيهزر معاها ويعمل فيها مقالب.. لما كنت اتخنق من الدنيا وأبقى زهقانة.. ادخل على حسابه.. ومنه أوصل لحسابات عيلته وأقعد أتفرج شوية من بعيد لبعيد على حياتهم.. وانبسط بيهم وأمشي.. من غير ما يحسوا بيا
لما والده اتوفى من سنتين.. بكيت عليه واتخضيت رغم إني ما اعرفوش.. كلمته كان متماسك.. شال الهم شوية بس صوته لسة صافي وبريء.. راضي بقضاء ربنا.. رغم إن موت والده كان مفاجئ جدًا وصادم جدًا..
أنا مش مستوعبة إن محمود مات من كام يوم! فجأة وبشكل صادم جدًا بردو.. كل شوية بفتكره.. بضحك وبشتغل وبرغي ما أصحابي وأشوف أفلام.. بس كل شوية تيجي غصة تفكرني إن محمود مات! 
أمي بتقول على اللي زيه "ابن موت" كان جميل جدًا فعلاً لدرجة إنه مستحيل يكون إلا "ابن موت".
أنا من وقتها مرعوبة.. من شقلبة الحال.. من 4 سنين كانت أسرة سعيدة جدًا وعندهم حياة نموذجية، أب وأم متفاهمين بيحبوا بعض، وولاد متربيين وناجحين ومحترمين.. وحياة مستقرة وهادية.. خلال 4 سنين بس والدته بقت عايشة مأساة من كل الأبعاد.. فجأة فقدت جوزها.. بعد سنة أخوها.. وبعد سنة كمان ابنها! ربنا يلطف بيها ويلطف بينا من اللي مخبياه لينا الدنيا.

احكي لي..



2018-11-06

يا ريتك مش رايح.. يا ريت بتبقى عطول


حين حاولت أن تغمرني بحنانك كجني المصباح شعرت بالخوف. هربت كقطة شارع يمد أحدهم يديه ـ للمرة الأولى ـ  ليمسد على ظهرها الذي تصلب من الخوف.
لم أخف أبدًا أن تكون اليد ممدودة بالأذى وإنما خفت من حنانها! خفت أن أدمنك وأن يكون حنانك / وجودك مؤقتًا وأنا أخاف جدًا إدمان الأشياء المؤقتة.
وحين ابتعدت في النهاية بعد أن تعبت يديك من ملاحقة الفراغ ربما، أو بعد أن خذلك قلقي المزمن، ابتسم ذلك الخوف داخلي ابتسامته الشريرة وأشار إلى ذلك الفراغ الشاهق مكانك وقال لي: انظري ! ألم أحذرك؟
ظل الخوف داخلي مزهوًا بتحقق نبوئته طويلاً، ولكن حين غلبه الشوق الطويل والغياب توارى قليلاً لتظهر علامة استفهام خجلة: لماذا لا أتمتع ولو مرة بفرحة مؤقتة؟ 

****
"أيها البعيد كذكرى الطفولة/ أيها القريب كأنفاسي وأفكاري*".. أفتقدك.
أراجع أحاديثنا العابرة/ الانسيابية مرارًا، أبحث عن الغصّة فلا أجدها. لا أعرف أبدًا لماذا حلّ هذا الصمت الطويل؟ من زرع الألغام في هذه الحديقة؟
31 Jan.2017 




2018-10-30

Why you?!!

لماذا تخطر ببالي كلما شعرت أنني عالقة! أنني ضائعة وتائهة والعالم أكبر مني! لماذا وأنت بعيد لهذه الدرجة؟ ولا تهتم أبدًا! 
أبكي الآن لأنه ليس بوسعي أن ألجأ إليك، ولأنني أحتاجك، وأكره أن أحتاجك! 
أفتقد ذلك الشعور حين كانت لدي نافذة تطل على بابك، كنت أهرب إليها كلما ينهار كل شيء فوق رأسي فأنسى أن النار مضرمة في  بيتي. 
أنا أحبك، وأكره أن أحبك! أحتاجك جدًا وأعرف جيدًا أنك بائس وضائع ولا تملك أن تساعدني، ولكنني في أمس الحاجة لحكمة الكبار الزائفة وأنت تخبرني أن كل شيء سيمر، وأنني أتخبط كثيرًا وأقلق كثيرًا لأنني صغيرة جدًا. وأنه لا بأس أن أخطئ وأنا صغيرة لهذه الدرجة، ولا بأس أن أخطئ في المطلق، وفي أي وقت! 
لا أعرف هل أبكي الآن لأنني ضائعة جدًا ومرهقة جدًا أم لأن كل هذا يحدث لي بدونك!

2018-10-04

Note to self..


محتاجة أفكر نفسي إني في المرة الوحيدة اللي قررت ما أستحملش أكتر وأمشي ما ندمتش، وإن كل اللي عملوا نفسهم أنضج مني وأكثر قدرة على الاحتمال وأذكى مني ما خدوش غير ذل زيادة.
أنا مبسوطة بالتغيير التدريجي البسيط جدًا اللي بيحصل في شخصيتي مؤخرًا، بقى عندي قدر صحي من اللامبالاة، ما بقتش أتوتر بشكل هيستيري وما بقتش أخلي الحاجات اللي ليها علاقة بالشغل تخضني وتوترني وتحرق أعصابي شعرة شعرة.
أتمنى إن دا ما يكونش تغيير مؤقت واستقر في المرحلة دي.
حاسة كمان بشوية ثقة زيادة، ومبسوطة بدا. متصالحة مع نفسي ومع مميزاتي وعيوبي وغرابتي. وبقيت أكتر مرونة في الاستمتاع بوقتي، ومش لازم الحاجات تبقى بالظبط زي ما كنت مخططة عشان أعرف أنبسط.
الأغرب من دا إني متصالحة مع الإرهاق والمجهود اللي ببذله. وحاسة إن دي مرحلة ضرورية مش باصة لها زي زمان، كأني ثور في ساقية.
....
شاطرة يا سارة 💗

2018-08-12


كان بإمكاني أن أمشي نحوك الطريق كاملاً، لو أنني فقط رأيت ذراعيك مفتوحتين في نهايته!

2018-08-07

الخميس 12 يوليو 2017


أنا بحب البيت جدًا. يمكن يكون من أكبر أسباب اكتئابي وتعاستي الفترة دي إني ما بقعدش في البيت وقت كفاية. يوم الخميس كان واحد من الأيام المثالية القليلة جدًا بالنسبة لي. كان عندي شغل، طبقت للصبح أعمله، والشقة كانت تضرب تقلب ودا كان مضايقني جدًا فقررت ما أنامش غير لما أروقها.

لما روقتها قفلت الشيش ونزلت الستاير ورشيت معطر الياسمين وخليتها شبه البيت اللي مرسوم في خيالي. كنت مستخسرة أنام من كتر الانبساط. قعدت أتفرج على التلفزيون لقيت The mentalist وأنا بحب جدًا أتفرج على حاجة أجنبية على التلفزيون في الوقت دا من اليوم.. بعدها حسيت إني عايزة أنام فنمت شوية وكان نفسي جدًا ما أطولش عشان ألحق أصحى واستمتع باليوم..

صحيت فعلاً بعد ساعتين أو تلاتة بالكتير.. اتفرجت على فيلم على اللاب، بعدها رجعت تاني أبص للتلفزيون لقيت حلقة تانية من نفس المسلسل 

خلال دا كان عندي رنجة جاهزة فأكلتها، شربت شاي بالنعناع بعدها، بعد شوية عنب ساقع ومسكر. ما كانش في حاجة تقريبًا بحبها في الأجازة مش موجودة. طول الوقت دا كنت حاسة بسلام ورضا تام عن العالم وعن حياتي وبشكر ربنا وبتمنى منه اللحظة دي تطول لأطول وقت ممكن.

أنا مبسوطة إن الحاجات اللي بتبسطني عادية وبسيطة جدًا ومش مستحيلة، ولو حتى كنت بلاقي بالعافية فرصة أتلم فيها على نفسي من غير أي التزامات تجاه أي حد كده.

بنبسط فعلاً كل ما أفتكر اليوم دا، وبنبسط أكتر لأني اكتشفت إني لسة بقدر أنبسط.

أنا بخاف من الأمومة..


النهاردة في الشغل قابلت في الحمام بنت زميلتنا بتتألم لدرجة إنها بتعيط بالدموع من وجع في بطنها.. ماكنتش اعرف انها حامل واقترحت عليها تاخد مسكن.. أبسط حاجة بنعملها في حالة الألم للدرجة دي.. قالت لي ما ينفعش.. 
تحاملت على نفسها وخرجت عشان تكلم الدكتور تسأله عن الوجع وتسأله تعمل ايه.. لما شفتها افتكرت للمرة المليون إني بخاف من الأمومة جدًا.. بترعب من فكرة إني ما ابقاش ملك نفسي تاني أبدًا! أكل شرب علاج مشي نوم كل حاجة بحساب لأني مسؤولة مش بس عن حياتي لكن عن حياة ابني اللي هو أهم بالنسبة لي من نفسي! 
بعدين وجع الولادة! اللي مش عارفة اتخيله! دا غير أصلاً بهدلة الدكاترة والتحاليل.. وفكرة إني شايلة كائن حي بيتنفس وياكل ويكبر جوايا! بحسها حاجة تخوف.. تخوف كأني شايلة طول الوقت إزازة هشة جدًا جواها فراشة!
بعد الولادة خلاص حياتي كلها بقت ملك حد تاني.. ما ينفعش أنام وقت ما انا عايزة أنام وقت ما ينفع انام.. ما ينفعش أنفرد بنفسي يوم بطوله زي ما بحب.. ما ينفعش حاجات كتير.. مش بس لأنه ما يستغناش عني لكن لأني أنا كمان مش هبقى مطمنة لو بعيد عن عيني! 
بخاف إني أحب كل الحب دا لحد.. إني مش ضامنة إنه ما يتعرضش لأذى ولا ألم.. لأ دا أنا متأكدة إنه هيتعرض لأذى وألم أكتر من مرة سواء طال الوقت أو قصر..
أنا بخاف من الهشاشة والضعف اللي الأمومة بتخلينا فيهم.. وبخاف من القوة اللي بتديهالنا بردو وتخلينا نتحامل على نفسنا أكتر من اللازم عشان مش هينفع ننهار دلوقت..

2018-07-12

هيستيريا


عايزة أعيط. ما بقتش أعرف أشوف نكت "أدخل أعيط في الحمام في الشغل" تضحك خالص..
بقالي أيام كل اللي على بالي إن "ماحدش قالي إنها هتبقى صعبة كده" أنا حقيقي مش عارفة أنا عايزة إيه.. على مقاييس كتير حياتي دلوقتي أحسن بكتير، وقرارات كتيرة اخدتها ماكانش عندي فيها أوبشن تاني.. بس الحياة صعبة أوي! 
أنا مش مبسوطة، مضغوطة وقرفانة وتعبانة ونفسي اتقطع وحيلي اتهد.. بس لو الزمن رجع بيا هختار نفس الاختيارات تاني.. مهم جدًا أعرف بيني وبين نفسي كده. 
ماعرفش ليه بيوصفوا المأزق الصعب بإنه "ضهرك للحيط" أنا نفسي حقيقي أحس إن في حيطة ورا ضهري لأني تعبت من الإحساس بإني واقفة في الهوا تمامًا.. دا أنا حاسة الأسوأ من كده.. أنا طول الوقت شادة أعصابي وبحاول أحفظ توازني لأني طول الوقت على شفا حفرة ما! 
أنا تعبت من المناهدة، كل اللي عايزاه أعيش في سلام والحياة ما تبقاش صعبة كده. تعبت على ما أوصل هنا، ولما وصلت هنا لقيت ناس مش شبهي ويمكن مش متقبلاني عايزة طول الوقت تغير فيا حاجة، وأنا لا شبه هناك ولا شبه هنا.. طول الوقت واقعة في المأزق دا.. مش شبه أي مكان، فيّا من دا ومن دا، ورافضة جزء من دا وجزء من دا.. حتة بازل حيرانة مش لاقية مكانها.
كنت بتكلم مع صديق حوالين الوضع الحالي لكل واحد فينا واللي مثير للسخط جدًا رغم إننا نزعم إننا شاطرين، عندنا ضمير في شغلنا، والمشكلة الأزلية "ما بنحبش الشو" اللي للأسف ضروري جدًا في مصر بالذات.. قالي يا سارة الحياة اختيارات وإحنا اخترنا على فكرة.. اخترنا إننا ما نطلعش على كتاف حد ولا نؤذي حد.. مش عايزين من الدنيا أكتر من السيرة الطيبة وإننا نروح بيتنا نتفرج على مسلسل ونعيط... 
حقيقي دا أدق وصف للي عايزاه من الدنيا.. بس المشكلة إنه حتى دا ما باخدوش! حتى دا بقى صعب جدًا ! 
دا مش انعدام طموح على قد ما هو تعب.. إحباط وتعب ووجع قلب عميق.. جريت لما اتقطع نفسي عشان أوصل بس لخط بداية السبق.. بجري عشان ما يتداسش عليا لو وقفت.. ومش حِمل خالص إن حد يزقني ويزاحم قدامي عشان يسبقني..
المرة دي أنا ما بكتبش دا علشان أرجع له وقت تاني وأقول أنا عديت أوقات صعبة وأفخر بنفسي إني تجاوزتها، ولا عشان بعدين أحمد ربنا إن وضعي بقى أحسن.. لكن عشان لو حد ما لسة ما دخلش الدنيا بقلبه عدى هنا.. يبقى في حد في الدنيا قاله إنها هتبقى صعبة.. صعبة وتقيلة وسخيفة ومتعبة.. وإن اليوم الجديد أحيانًا ما بيبقاش كلمة تفرح زي ما بيقولوا في التنمية البشرية.. لكن حاجة تخوف وترعب لدرجة إنك تبقى مش عايز تنام ولو نمت مش عايز تصحى عشان ما تضطرش تواجه العالم المرعب دا يوم كمان وانت لسة ما تعافيتش.
في كل الجيمز ما بيسمحوش ليك تكمل لعب ولا تحاول تاني إلا لما بار الطاقة بتاعك يتملي على الأقل للحد الأدنى ليه.. لكن الحياة للأسف مافيهاش الأوبشن دا خالص. 

2018-07-07

ضجيج أبيض..

أحاول الكتابة هنا منذ الأمس. أنا أواجه مشكلة كبيرة، أو ربما أكثر. أواجه مشكلة في عقلي، وأخرى في عملي وثالثة في قلبي وربما إن اتبعت نصيحة صديقنا الطبيب وأجريت الفحوص التي يلح عليّ لإجرائها لاكتشفت خللاً آخر في جسدي. 
عقلي يشبه الدوامة طوال الوقت، وهنا تتقاطع مشكلته مع مشكلة العمل، تقول مديرتي إن لدي مشكلة في إدارة وقتي. لا أعقب ولا أندهش ولا أدافع عن نفسي. هي تقول هذا بينما تمر أمام عيني الساعات التي أمضيها محاولة التركيز على العمل وأنا أتصفح فيسبوك بملل دون هدف واضح وأحاول تذكر العمل الذي أريد إنجازه. أجلس في مكاني لساعات طويلة حتى يداهمني الليل أشعر بالشوق للبيت، للقطط ولتمديد ساقي باسترخاء على الأريكة أمام التليفزيون فأنجز العمل في وقتٍ قياسي لأرحل. أشعر كثيرًا أنه يحتجزني كرهينة، أراوغه طول ساعات الدوام لعل معجزة تحدث فأهرب، وحين أفقد الأمل في المعجزة أضطر لإنجازه! 
لم يكن هذا أبدًا موقفي من العمل. قديمًا كان لديّ حماس عظيم، أتذكر جيدًا الليالي التي كنت أعجز عن النوم فيها لأن فكرة ما اختمرت في عقلي أريد تنفيذها ولا يفصلني عن ذلك إلا ساعات الليل.
لا أعرف متى تسرب مني كل هذا الحماس، كنت يومًا بالنسبة للبعض مصدرًا للحماس والإلهام. أتمنى ألا يلتقونني الآن أبدًا. 
مشكلتي أن الأفكار في عقلي تتشعب بسرعة وكثافة لدرجة أنه يستحيل عليّ تتبعها. أنا هنا الآن أفكر في هذه الكلمة، بينما عقلي يطارد عشرات الكلمات والأفكار غير المترابطة دون سببٍ واضح. 
نصحني صديقنا الطبيب الطيب بحبوب برتقالية تساعد على التركيز والنشاط والإنجاز. تقول أختي إنها مفيدة. تقول صديقتي إنها مفيدة. أتذكرها أنا بالكاد فأتناولها يوميًا في مواعيد متضاربة ولكن لا جديد يحدث. نفس الخمول والتشتت والانزعاج بسبب الخمول والتشتت وتضييع الوقت.
أشعر حالاً أنني جثة هامدة. هناك بعض النبض في مكان ما لكنني لا أتبينه. لا أعرف سببه ولا مصدره ولا حتى كيف يمكنني إنقاذه. أشعر أيضًا أنني غارقة في التعاسة دون سببٍ واضح، ولكنني حين اكون في البيت أشعر برضا تام عن الحال. أنا فقط لا أريد أن أواجه العالم.
أتصفح فيسبوك وترتطم عيني بعشرات الأحكام المطلقة والكلمات القاسية التي تسهل على من لم يخوضوا أي تجربة. تصدمني هذه الثقة وإيمان البعض بأن لديهم الحق المطلق. أفكر في الرد. تراودني عشرات الأفكار التي أريد كتابتها، التعليقات التي أود تسجيلها والآراء التي أحتاج للتعبير عنها، لأن هذا يحدد لي، قبل الآخرين، ملامح شخصيتي وتفكيري، ولكنني... لا أعرف. لا أعرف كيف أصف ما أشعر به ويجعلني أتخلى عن الفكرة. 
ما هي مشكلتي؟ لا أعرف! أو "لا أعرف بالتحديد" هناك العديد من مواطن الألم / العطب، أتحسسها مرارًا حين يسألني أحدهم بصدق "كيف حالك؟" ولكنني لا أملك حلاً واحدًا لكل هذا الخلل.
مشكلتي أن الأفكار في عقلي تطاردني بشكل ملح. حتى وأنا أتفاعل مع الآخرين وينتظرون مني أن أبدي انفعالاً أو ينتظرون مني ردًا على ما يقولونه فلا يجدون إلا الصمت أو ردٍ باهت ربما يجعلهم يشعرون أنني لا أسمعهم باهتمام، على الرغم من أنني أفعل ولكن عقلي يركز في كل حكاية وكلمة أكثر من اللازم وينبت منها عشرات الأفكار الكبيرة والصغيرة كورم سرطاني يجتاح ضحيته بلا رحمة. 
مشكلتي أن الأفكار في عقلي تتبخر بسرعة قبل أن أمضغها كفاية. وتظل هكذا كروح قتيل مغبون تحلق للأبد انتظارًا للعدالة. 
.......
أنا آسفة الأفكار خلصت مني! مش عارفة أكمل
حاجة أخيرة.. قريت الحدوتة دي على بُصي وحاسة بشكل ما باللي كتبها. 



2018-06-02

10 Cloverfield Lane

- spoiler alert  - 

الفيلم دا كان مرعب جدًا بالنسبة لي بشكل نفسي! في حد ما تعرفوش بيقولك إن العالم برة بينهار.. وإن في كائنات غريبة ضربت الأرض بكيماوي.. وهو خاطفك عشان بيحميك.. واختارك بالصدفة عشان يحميك من الانهيار بتاع العالم برة.. هو مجهز مخبأ آمن جدًا، ومافيش في المخبأ دا غيرك انت وهو وواحد كمان! 
المخاوف غير المنطقية اللي بيكلمك عنها بتخليك تشك فيه، استعداده أكتر من اللازم كمان بيخليك تشك فيه.. بس قدامك خيارين أصعب من بعض... يا تآمن بيه تمامًا وتكمل في المخبأ.. يا تحاول تهرب وانت وحظك.. يا يطلع كداب وينكتبلك عمر جديد.. يا يطلع صادق وتتحرق! 
كان في شواهد كتير بتقول إنه كداب.. خاصة إنه عنيف أكتر من اللازم.. هتشوف علامات تحسسك إنه كداب وانه مجرم كمان ومختل.. تقرر تهرب.. تاخد ضربة تانية وترجع تاني.. 
هتيجي في لحظة ما تقدرش تقاوم شكك.. فتقلب الترابيزة عليه بشكل ما يسمحلكش أصلاً ترجع تاني.. وتهرب فعلاً.. بعد ما تضطر تقتله.
لحظة مرعبة كانت البطلة بتعيط فيها بعد ما طلعت برة واكتشفت إن في طيور.. وإن دا معناه إن الهوا مش ملوث بالكيماوي.. بتعيط من الفرحة لأنها نجت.. ومن هبلها لأنها خافت كل دا وفي الحقيقة مافيش حاجة تخوف..
هتحس بأمان لحظة واحدة وتتنهد تنهيدة خلاص.. وبعدين تكتشف إنه للأسف كان صح!! وتكتشف إن في كائنات غريبة بتضرب المكان والأرض كلها! 
جنب رعبها من إن كلامه طلع صح وإن فعلاً العالم بينهار.. في ندم إنها دمرت ملاذها الوحيد.. وندم إنها قتلت الشخص اللي كان بيحاول يحميها ! 
المشكلة إنها بردو لو ما كانتش هربت ماكانتش هتبقى مرتاحة.. هتفضل طول الوقت تفكر في إنه كداب وإن العالم مش بينهار برة ولا حاجة!

2018-05-23

2:16 PM

I hate You! 
Actually I hate that I love you, care about you,
I hate waiting for you, feeling empty without you,
I hate that I couldn't stay at that distance from you, not really close, not really far..
I hate all this mixed feelings inside me for you.



2018-05-14

I'm Fine / Not okay


في مدرستين في الـ being not okay.. مدرسة "لأ أنا هعمل نفسي كويس لأن الناس مش لازم تعرف واحتمال أصدق أنا كمان إني كويس" ودي اللي بنحط فيها ميكب، نلبس كويس، نضحك بهيستريا، نعمل أكتيفيتي كتير ونتصور صور حلوة وإلخ إلخ..
المدرسة التانية "أنا مش كويسة، فمش هعمل نفسي كويسة" ودي الحقيقة المدرسة المفضلة بالنسبة لي، واللي بننزل فيها من البيت بأي لبس نقابله، ما نهتمش إلا بإنه يكون مريح ومش عايز وقت كتير، لأننا بننام لأخر لحظة ممكنة وبنأجل مواجهة الحياة لأقصى وقت ممكن.. ما بنتكلمش كتير، ما بنغصبش على نفسنا عشان نضحك.. 
بعض الناس بتبص للمدرسة دي على إنها جريمة كاملة، وضعف أوفر "بأداء دنيا سمير غانم"، وإنه الناس مش ذنبها حاجة تشوفنا مكتئبين، أو يعني ما يصحش تشوفنا كده وإحنا لازم نبقى أقوى من إننا نبين للناس إننا حزينين ومتضايقين، ولازم نضغط على نفسنا اكتر من كده لأن كل واحد فيه اللي مكفيه من ناحية، ومن ناحية تانية مش لازم الناس تعرف عننا حاجة دقيقة كده.
بس أنا على العكس بشوف المدرسة الأولى هي اللي ضعف مش التانية، إنكار ضعفنا هو ضعف في حد ذاته، والشجاعة الأكبر هي إننا نواجه العالم المرعب دا بوشنا الحقيقي وبحقيقة إننا بنزعل وبنكتئب ومودنا بيغلبنا وإننا guess what?  بني آدمين عادي!

مكتومة

دي المرة المعرفش كام اللي افتح فيها المدونة هنا عشان اكتب وما اعرفش اكتب أي حاجة رغم إني مخنوقة وعلى أخري. زينب حاسة ان فيا حاجة وبتسألني أكتر من مرة مالك وانتي كويسة؟ وأنا فعلاً مش عارفة في إيه ومش عارفة أحدد أنا أصلاً كويسة ولا لأ! 
الحالة بتسوء تسوء لحد ما وصلت النهاردة لأكتر حالة بكرهها، ساعات طويلة في الشغل ما عملتش فيها أي حاجة، قدامي الحاجات ومش قادرة ولا عارفة ولا عايزة أكتب، عايزة أصوت وأمشي وبس..
قررت إني أحسن مزاجي برنجة، الحالة دي محتاجة رنجة فعلاً. جبتها وعملتها ومش قادرة أقوم أكلها! 
كان بقالي كام يوم فرحانة إني بعرف أنام بدري وأصحى بدري، لكن جوايا أنا عارفة إني بهرب للنوم أصلاً، لحد ما اللي بهرب من التفكير فيه بقى يجي لي وأنا نايمة.. الحقيقة إن أحلامي اليومين دول مزعجين جدًا، طول عمري بخرف بس ساعات بصحى من النوم بضحك أو بتأمل في التخاريف اللي شفتها في حياتي التانية / منامي لكن اليومين دول الكوابيس / الأحلام سخيفة جدًا ومقبضة وتقيلة على قلبي، ونومي وحش.
بقالي كام يوم كل شوية أفوق على إحساسي بإني زعلانة أو متضايقة أو مقبوضة وأنا ناسية أنا إيه ضايقني أو زعلني أو شلت هم إيه. 
حاسة إني مكتومة، مش عارفة أعبر ولا أفكر ولا أتكلم،  رغم إن في كلام كتير أوي جوايا، وحاجات كتير مضايقاني وعايزة ارصها قدام عيني كده عشان أبقى أحسن. لكن رغم كل دا أنا مبسوطة بكل قرار خدته مؤخرًا، حتى لو بعض القرارات برخم على نفسي بيها جدًا.
.....
الأسبوع دا تقيل جدًا وزي ما يكون ما بيخلصش، مصدومة إن النهاردة لسة الأحد (أو هي للدقة أول ساعات صبح الاتنين) كان المفروض يوم الاثنين دا أكون بستعد عشان لجنة النقابة، أكتر حاجة محسساني بالحنق والضيقة والإحباط، مش عارفة حقيقي لو ما دخلتش اللجنة دي هعمل إيه. 
رغم صعوبة الفترة الجاية، ورغم القلق ومشاعري المتضاربة تجاه اللي بيحصل إلا إني حاسة إن ربنا بيسهل لي قرارات كتير محتاجة أخدها بس كنت مستصعباها من فترة. 

2018-05-10

إلى رفعت.. الرسالة 54

كل صباح أتفقد النبتة الصغيرة في الشرفة، اطمئن أنها بخير، امنحها بعض الاهتمام لأشعر بالرضا عن نفسي، ثم أبدأ يومي المليء بالمهام غير المكتملة والشعور بعدم الإنجاز.
أتأمل في قصة النبتة كثيرًا يا رفعت، كانت مجرد حبة طماطم تالفة، كعشرات غيرها لا أعرف يتلفها شعوري بالاستهلاك / كسلي عن إعداد الطعام، أم أتلفها من البدء الطموح الزائف الذي أغراني بشرائها لأنني توهمت أنه بعد هذا اليوم الطويل سأتمكن من الوقوف عدة ساعات أو حتى دقائق في المطبخ للطهي.
المهم أن هذه النبتة كانت منذ شهور مجرد شريحة من حبة طماطم تالفة اخترتها عشوائيًا لأغرسها في التربة وأمنحها دفعات من الاهتمام والرعاية لتنبت ويكتب لها عمرًا جديدًا، وتتحول من جزء من القمامة إلى نبتة خضراء يانعة تعدني بالثمار في وقتٍ قريب. كان ما حدث أشبه بالمعجزة وتغيير جذري في مسار حياة حبة الطماطم هذه. ولو أنني قررت الكتابة عن هذه النبتة قبل شهور، لقلت إن كثيرين منا يتمنون هذه المعجزة؛ يحلم الشخص منا - بعد أن استهلكته الحياة وأتلفت قلبه الخيبات - لو يظهر من يختاره، هو بالذات رغم كل هذا الخراب، ويمنحه الكثير من الرعاية والاهتمام لينبت من جديد ويمنحه حياة أخرى.
ولكنني الآن أنظر للنبتة وأنا أعرف جيدًا أنني لم أمنحها ذلك الاهتمام لأجلها وإنما لأجلي، لأنني أفتقد ذلك الشعور بالفخر والإنجاز وأنا أراها تنهض أمامي كالعنقاء من الرماد، غرستها في الأرض وتركتها تشق بذرتها، تحفر جذورًا عميقة، تمتص ضوء الشمس وتحوله لغذاء، تبذل مجهودًا مضاعفًا لتشق سطح التربة وتخرج خضراء مستقيمة وقوية، فعلت هي كل هذا وأنا من يشعر بالإنجاز كل صباح!
الآن يا رفعت أنظر إليها وأنا أدرك أنها لا تعنيني بذاتها حقًا؛ أنا فعلاً أهتم بها، أحبها وأفرح لأجلها وأتابعها بشغف لأنني بشكل ما أعتبرها معجزتي وإنجازي الخاص، لا لأنني أهتم لأمرها، لم يكن سيختلف الأمر كثيرًا لو كانت نبتة طماطم أو نعناع أو حتى صبار، المهم أنها تجيد ما تفعله، تشعرني بالرضا عن نفسي، بأنني قادرة على المنح، قادرة على الاهتمام وأن هناك من يحتاج لرعايتي، بدليل ذبولها إن غبت عنها أو نسيتها يومين وربما موتها لو غبت للأبد!
لهذا يا رفعت لم يعد بوسعي أن أرى الأمر بالرومانسية القديمة، لن أتمنى أبدًا أن تحدث معي المعجزة نفسها، أن تمتد يد - تفتقد الشعور بالإنجاز - لتنقذني، تمنحني القليل من الرعاية والاهتمام في مقابل أن أحسن التصرف، أخوض معركتي تحت الأرض وفوقها ببراعة، لتشعر هي بالفخر!

2018-04-27

"يدبر الأمر"


كنتيجة لكوني شخصية مهووسة بالمبالغة في التفكير بعترف إني شيلت هم حاجات كتير جدًا ماكنتش عارفة إنها ممكن تخلص بالسهولة دي.. رغم إن ربنا اداني الدرس دا أكتر من مرة في حياتي: "ما تحسبيهاش" دايمًا بفكر في ردود فعل الآخر وإيه اللي ممكن يحصل لما أخد خطوة معينة، وما بفكرش إنه حسابات الآخر بكرة غير النهاردة ودلوقتي غير بعد دقيقة أصلاَ، وعلمني إن في حاجات فعلاً بتتحل بالوقت.
ربنا كريم وفضله عليا كبير إحساسي الكبير بالراحة دلوقتي علمني حاجات كتير أهمها إني مش لازم أبدًا أعمل في نفسي كده تاني، في حد أقصى من المجهود اللي أقدر أبذله ولازم أحترم قدرتي دي.
في نوع من الفرص بخاف منه جدًا، الفرص اللي تبدو لكل اللي حوالينا مغرية وجميلة وماحدش يعرف اللي فيها غيرنا، ماحدش يعرف إنها مليانة تعب غيرنا، ولما نرفضها نبان للناس جاحدين وناكرين النعمة وأفقنا محدود وماعندناش استعداد نبذل مجهود زيادة.. لازم أتعلم بردو إني أرفض الفرص دي بمنتهى السلام النفسي واللي يلومني أقوله خدها بدالي.
مبسوطة ومرتاحة إني بدأت أتعلم أقول لأ، حتى لو بقولها متأخر أو بقولها لأن أصلاً مافيش خيار غيرها حتى لو كان يبدو إن في خيار.
الله كريم 

2018-04-05

بردًا وسلامًا..

خلينا الأول نتفق إنك كنت صادق جدًا لدرجة إني مرعوبة من شبهة الرياء لو كتبت عنك.. عمالة أجلد نفسي بإني أقرأ كل حرف يتكتب عنك وأعيط بحرقة، لو كنت بتزورني هنا فعلاً زي ما عرفت في مرة، فانت أكيد بتبتسم في سرك وتقولي "يا سارة انتي بتعيطي بحرقة طول الوقت" لكن أنا حزينة عليك حزن ما عرفتوش من ساعة ما أمي رجعت في نص الليل من بيت خالي وقالت لي خالك خلاص يا سارة، ومن ساعة ما رجعوا بجدو محمد من المستشفى وقالوا لي بردو خلاص.
كل مرة بكرر نفس التصرفات، بعيط بحرقة وارفض اصدق وأنام كأني بالظبط بحاول اجري اللقطة دي من الفيلم عشان مش هستحمل أشوفها.. المرة دي ماعنديش رفاهية إني أعمل كده، لكن انت بردو حتى لما مشيت علمتني إني لأول مرة أرفض أتحول للمسخ اللي المفروض أكونه عشان أبقى "شاطرة" بمعايير مهنة مالهاش قلب.
ماليش عين أقول هتوحشني، وأنا كان عندي مليون فرصة أشوفك تاني وضيعتها، لكن انت أكيد عارف إن حالتي كلها على بعضها مش تمام، كمان أنا ماكنتش هفرق معاك أوي زي ما انت هتفرق معايا، ساعات بحس إني كنت خايفة أشوفك تاني لحسن تفكرني بأحلى أيام في حياتي وحسرتي تزيد على كل اللي ما ينفعش يرجع واللي لو رجع مش هيبقى له طعم.
أكتر حاجة وجعت قلبي لما مشيت إني كنت خايفة عليك، شفتك في خيالي جوا صندوق مقفول وضلمة مندهش إنك كبرت للدرجة دي، لدرجة إنك مت! عشان كنت بتقول بوضوح إنك خايف، وأنا أكتر حاجة كنت بحبها في كل اللي بتحكيه كلامك بصدق حقيقي عن خوفك، عن إنك مندهش إن العمر جري والمفروض تبقى كبير دلوقتي بقى وتتصرف زي الكبار. كنت بحس بأمان إنك كبير وعظيم وعادي بردو مخضوض زيي من الدنيا.
 قلبي ما هديش ولا ارتحت غير لما شفت كل الناس دي حواليك، الدعوات والعمرة والصدقة الجارية، بقيت فرحانة ومتطمنة، خلاص مش خايفة عليك الحمدلله،  وبالنسبة لي، وبالنسبة لأنك هتوحشني، ولأني حسيت بصدمة القطة لما أمها تقرر فجأة انها كبرت وتسيبها، قررت أتجاوز الموضوع بالطريقة اللي قدرت أعيش بيها بعد خالي الله يرحمه: انت لسة موجود بس أنا اللي مقصرة ومش بزورك. 
دلوقتي أنا خايفة على دكتور أيمن، وعلى أحمد، وعلى وجعهم من بعدك، غير طبعًا ولادك! بس يمكن بفكر في دكتور أيمن وأحمد عشان أعرفهم، مش لاقية كلام أقوله ليهم، هقولهم إيه؟ مافيش عزا ومافيش كلام ينفع يتقال بدعيلهم بس. 
عارف صحيح إيه اللي هدى قلبي كمان؟ إن المحبة دي كانت باينة لك في حياتك، ماجاتش بعد فوات الأوان، إن ناس كتيرة قالت لك انها بتحبك وانت عايش.
ربنا يرحمك يارب.. يارب تكون متونس.. ربنا رحيم وقلبي حاسس إنك بخير

2018-03-22

شيلوا الميتين اللي هنا..

وأنا بتكلم مع صديقة في التليفون، توصلنا لأدق توصيف للي بعمله في حياتي حاليًا.. قالت لي انتي بتدحرجي الأيام زي ما تكوني بتدحرجي سجادة.. قلت لها سجادة جواها جثة.. والجثة دي هي أنا! 



لازم أسجل هنا قد إيه الأيام دي سخيفة وتقيلة على قلبي ومؤذية.. وإني لازم ما اعملش كده في نفسي تاني، ولازم الوضع دا يكون مؤقت وينتهي فعلاً في أقرب وقت مناسب. لازم أوعد نفسي إني السنة الجاية زي النهاردة ما اكونش في النقطة دي أبدًا. 

PS: I Miss you..

2018-03-18

عن الإحساس دا..

البوست دا بمناسبة الـ theme الجديد للمدونة.. بمناسبة الإحساس دا.. إني روقت الدنيا، وحاسة ولو للحظات إن الدنيا رايقة وإني راضية عنها.. إحساس الهدوم الجديدة اللي بنفرح لما نحس إنها مظبوطة بالمللي علينا.. مش محتاجة أي تظبيط.. وإنها شبهنا.. وإن شخص ما في العالم وهو ما يعرفناش عمل حاجة تناسبنا للدرجة دي.. وقد إيه دا بيدينا إحساس بإننا طبيعيين ويمكن لينا زي.. 

الإحساس العظيم بالقعدة في الشقة لوحدي بعد ما روقتها.. لما البلاط القديم يبدأ يشرب تمامًا الماية اللي اتمسح بيها.. ويطلع ريحة لطيفة جدًا بتفكرني بأيام زمان.. لما أولع البخور وأشنكل الشيش والهوا يهز الستاير وأعمل لنفسي كوباية شاية كمكافأة على الإنجاز.. وأريح ضهري لأول مرة بعد يوم طويل من التعب.. هو دا بالظبط الإحساس اللي بيخليني أقول من قلبي "الحمدلله" وأدعي ربنا يديمها نعمة..


أنا مبسوطة بالثيم الجديد دا.. حاسة إنه مناسبني زي الهدوم الجديدة المظبوطة بالملي، بنت وحيدة بنضارات حواليها قطط وقلوب ونوتبوك ولابتوب وبتضم نفسها تحت الغطا عشان تطمن، وبتحس أحيانًا بالسكينة والرضا..
حاسة إنه شبهي بعشوائيته وشكله المبهج من بعيد رغم التكشيرة على وش البنت اللي مش عارفة تفهم الدنيا كويس ومحتارة معاها ومع ناسها..

لازم أسجل بردو إني النهاردة فرحانة جدًا برسالة من العراق 💚 من مكتبة قالت لي إن كتاب حكايا السمراء عندهم.. وإنهم مستعدين يوصلوه أي مكان للعالم وإنهم اشتروه من معرض القاهرة للكتاب واتشحن لهم.. حبيت التفاصيل في الموضوع والمجهود.. حبيت إنهم مهتمين بالكتاب رغم محاولات الناشر الفاشل في تشكيكي فيه وإنه يحسسني إنه مركون على الرف وماحدش بيعبره لأنه منشور أونلاين.. رغم إن دا دليل على فشله هو في التسويق أصلاً.. 

وغير كده  فرحانة لأنه في العراق تحديدًا بكل غلاوتها على قلبي..

فرحانة لأني من يومين بعد ما يئست من إن الطماطم اللي زرعتها هتنجح وبطلت اسقيها اصلاً لقيتها زرعت وطلعت نبتة خضرا صغيرة.. فرحت جدًا.. 

وفرحانة لأني لأول مرة النهاردة أعرف أكتب Personal statement بنفسي، عن شغلي وطموحي وما إلى ذلك.. وكتبته بالإنجليزي كمان.. 

2018-03-10

......


الحياة غريبة جدًا، أو ممكن نقول غير عادلة أبدًا، ماحدش بيحب يقرب من حد كان موجوع فترة طويلة عشان يريحه، هو إما عايز يقرب من حد سليم معافى تمامًا عشان الحياة محتاجة فرفشة، يا إما بيقرب من الموجوع لأنه، باعتباره استحمل قبل كده السيء، ممكن يستحمل عادي الأقل سوءًا أو حتى الأسوأ؛ وبيبقى مستحيل تطلع برة دايرة الوجع بمساعدة حد..
لو عايز تطلع من دايرة الوجع لازم الأول تطلع منها لوحدك، تعتمد على نفسك وتمسح وجعك دا بنفسك وتمحي له أي أثر، وأي ريحة، وبعدها تدور على القرب من شخص تاني تدعي قدامه إنك عمرك ما شفت وجع فإما يشوفك سليم معافى ممكن تديله الفرفشة اللي محتاجها في حياته.. يا إما يبذل كل اللي يقدر عليه عشان يريحك لأنك "مش وش بهدلة"! 
----
ساعات كتير لما بتاخد هدنة بتشحن طاقتك تاني عشان تقدر تكمل في نفس المسار، لكن كل اللي حاساه من ساعة ما أخدت شبه الهدنة إني مش عايزة أبدًا أرجع تاني.. كل لحظة إحساسي بيتأكد بإني لا أنتمي لكل اللي بيحصل دا!  أنا حقيقي نِفسي في الخلاص وفي نفس الوقت مرعوبة منه! بقول لنفسي يعني في إيه أسوأ من الوضع الحالي؟ بس بفتكر إن في فعلاً الأسوأ.. وبفتكر إن كل خطوة اخدتها لقدام كان فيها تحديات أصعب.. وكان فيها مشاكل أكتر
محتارة جدًا.. ربنا بعتلي من كام يوم علامة، أو اللي أنا فهمته كعلامة، بس رجعت خفت تاني وتراجعت..



2018-03-04

إلى رفعت.. الرسالة (52)


"عن إحساس الإكسبلورر وانت بتفتحه عشان تحمل جوجل كروم" نشرت هذه العبارة العام الماضي يارفعت كمزحة، ولكنها الآن إبرة تنكأ جرحًا قاسيًا جدًا. كلنا نرتكب هذه الجريمة بحق أحدهم وكلنا ضحاياها من آخرين، وهؤلاء الذين يؤلمهم أكثر من اللازم كونهم غير مرئيين يحاولون أن يثبتوا وجودهم في هذا العالم بأي طريقة؛ لكلٍ منا طريقته التي يصرخ بها لعل أحدهم يراه، بعضهم يصرخ بالقسوة والآخر بمحاولات إرضاء الجميع وثالث بالحرص دائمًا على أن يثبت لك في كل لحظة أنه يفهم أكثر وأنك أحمق. وفي النهاية يصبح لدينا هذا العالم القاسي المليء بالمساكين شديدي الفظاظة والقسوة والهشاشة أيضًا؛
وأنا يا رفعت دائمًا ما أتأرجح بين الشعورين، بين الذعر لأنني غير مرئية والرغبة المستمرة في أن أختبئ، ولكن ما يؤلمني أكثر منهما ألا يراني أحدهم أبدًا ويعتقد أنه يفعل، ويظل قبولي مرهونًا بألا أخرج أبدًا عن إطار تلك الصورة التي لم أضع فيها خطًا واحدًا. قيل لي أن أعظم درجات الحب التي يمكن أن يحملها أحدهم لك هو أن يقبلك كما أنت، وهذه في الواقع أقصى درجات الأمان التي يرتكب الكثيرون أطنانًا من الحماقات بحثًا عنها.
...
تقول الصديقة التي أثق جدًا برجاحة عقلها أن هذا الشعور الصارخ بأن الحياة ليست على ما يرام وأنها أكثر تعقيدًا مما ينبغي يرجع إلى لهاثنا وراء الكمال والرغبة المحمومة في السيطرة، أتفق معها وأنا أراجع ما يحكونه لي عن الحياة قديمًا، كانت عبارة عن سلسلة من الأخطاء الفادحة التي لا يقابلها إلا القليل من العقد البسيطة، أقارن ذلك بعشرات المقالات التي ترتطم بها عيني عن العلاقات الصحية والتربية الصحيحة وأصولها وضرورة التدقيق في كل تصرف يصدر عن طفلنا وكل تصرف آخر يصدر عنا تجاهه، ضرورة تحميل كل لحظة بالرسائل والتدقيق في الرسائل التي يتضمنها كلام الطفل وتصرفاته وشعوري بالانزعاج من هذه الحياة البلاستيكية التي يفترض أن نعيشها حتى مع أطفالنا أملاً في الكمال المنشود في التربية، ورعبًا من كل التشوهات النفسية بداخلنا التي يردها علماء النفس لأيام الطفولة.
أقتنع بوجهة النظر هذه ولكنني حين أفكر في أن عشرات المشاكل والعقد الضخمة كان يمكن تفاديها بتصرف صحيح واحد قديمًا يا رفعت أشعر بالقلق: هل حقًا لا نملك إلا خيارين؟ إما تلك الحياة البلاستيكية التي تشبه المشي في حقل ألغام أو أن نفاجأ ذات يوم بأننا على حافة الهاوية لأننا لم ننتبه في الوقت المناسب لكل تلك الانحرافات الصغيرة عن المسار وفضلنا أن نستمتع بالحياة كما هي؟

2018-02-25

my extraordinary, ordinary life



يمكن الحكمة في الحاجات اللي جات متأخرة جدًا دي إنها، رغم كونها عادية جدًا، بتحسسك إنك بتعيش معجزة! 
بين امبارح والنهاردة كل شوية كده أفوق على إني مندهشة إني عايشة الحاجات العادية جدًا دي عادي كده والله من غير أي سسبنس ولا خوف و"عادي كده"!
ممكن يكون دي طريقة مناسبة عشان أتقبل إن حياتي مش هيكون فيها حاجات مبهرة ولا حاجات عظيمة وكبيرة أوي فكان الحل إني أحس بشكل ما بقيمة وعظمة الحاجات العادية؟ مش عارفة. 
.....
زينب رشحت لي فيلم About time وكانت واثقة إنه هيعجبني، شفته امبارح وقعدت أعيط جدًا عشان هو فيه كل حاجة نفسي فيها، فيه كل الـ relationship goals اللي بحلم بيها والله.. مش بس بين البنت وحبيبها لكن كل العلاقات اللي في الفيلم.. مع حلمي بمعجزة شبه معجزته تخليني أقدر أعيش بشكل ما أيام "منزوعة القلق".. القلق اللي بيبوظ 3/4 حياتي واللحظات المميزة فيها.. القلق والحماس والخوف اللي بيبوظوا محاولاتنا الأولى وبيخلوها مش بيرفكت زي ما بنحلم ويخلونا نقعد نبص في السقف ونتخيل سيناريوهات أحسن للفرص اللي ضيعناها من إيدينا.. حبيت أوي إن الفيلم ما حطش خازوق في التجارب اللي بتتكرر... اه في حاجات بتفشل مهما اتشقلبت معاها وجبتها يمين وجبتها شمال.. بس في حاجات عادي بتبقى محتاجة محاولة تانية وصفحة جديدة وبتنجح عادي..
أول ما جيت قلت لعُمر إني قاعدة معاهم كتير.. مش ليلة ويوم زي كل مرة.. عينه لمعت وقالي "واااو" ودي كانت من أجمل تعبيرات المحبة اللي اتقالت لي مؤخرًا.. رغم كده عُمر يبدو ورث مننا الخوف المستمر.. كل شوية يقولي مش رايحة الشغل يا عمتو؟ مش هتروحي الشغل يا عمتو؟ قبل ما يطلع عشان ينام سأل ماما عشان يتطمن "هي عمتو قاعدة بكرة يا تيتة؟"..لسة بدري عليه أوي! 
.....
من ساعة ما شفت الفيلم وأنا بسأل نفسي وبعدين سألت زينب: ليه مافيش كده؟ ولد شكله أقل من العادي وغير مثير للاهتمام يقع في حب البنت اللي تبدو عادية وغير مثيرة للاهتمام بالنسبة لكل الناس لكنه من أول لُقا بيلاقي فيها فتاة أحلامه.. بيطلع عنده كنز وهي عندها كنز.. قالت لي عشان دا فيلم يا سارة!
أيوة يعني ليه الحياة مش زي الأفلام؟ ليه بنجرب الدهب يطلع صفيح.. فنيجي نستنصح بقى ونقول الصفيح دا قشرة وجواه دهب فنكتشف إنه لأ على فكرة دا تحت الصفيح اللي شكله عادي دا.. صفيح مصدي! 
.....
أنا بحب عُمر جدًا. النهاردة كان قاعد في الجنينة وكلنا مشغولين بالشجر اللي بيتزرع والحاجات الجديدة وهو راح جاب قالب طوب ورماه على الأرض في مكان ما، وبعدين جاب واحد كمان وقعد عليهم في حتة فيها شمس، من مكاني عند الشباك ماكنتش شايفة كل الجنينة فمافهمتش عمل كده ليه، فهمت لما لقيته بينقل قالب الطوب تاني ووراه التاني وبيحطهم في مكان جديد فيه شمس بردو.. اكتشفت إنه عمال يتنقل ورا قطة من الشارع كنا بنديها أكل فواخدة علينا شوية لدرجة إنها تقعد شبه آمنة في حضورنا عادي.. القطة بائسة جدًا وعندها عين مفقودة وهو شايف فيها جمال الدنيا وبيقول عليها قطتي وقعد ساعتين ولا حاجة يتنقل وراها في الجنينة مكان ما تروح يروح عشان يقعد قصادها ويبص لها.. وشوية سمعته بيحكي لها حاجات.. لما راح ياخد كيس صن بايتس كنا جايبينهوله راهنت ماما إنه هيدي القطة منه.. ما خيبش ظني أول واحدة خرجها من الكيس اداها للقطة 💜
وبعد شوية كان بيقولي إن القطة محتاجة تروح لدكتور عيون من بتاع القطط عشان عينيها اللي راحت، قلت له يعمل لها إيه يا عُمر قالي يحط لها عين بدالها.. قلت له عدسات زي بتاعتي؟ قالي آه بس عين واحدة بس وهي هترجع تشوف تاني وهتبقى فرحانة..
أنا بحبه جدًا لدرجة إن أي لحظة بيحس فيها بالخذلان حقيقي بتوجع قلبي وبتنكد عليا لوقت طويل وبقعد افكر إزاي أمسح الإحساس دا من على قلبه.. 
طول الوقت بقعد أقول إني مش عايزة أخلف عشان مش عايزة وجع قلب ولأن الدنيا قاسية جدًا.. ودا حقيقي بس مش بمفهوم وجع القلب اللي الناس بتفهمه.. أنا حقيقي مش هقدر أستحمل إن ابني يتوجع، بأي شكل ولأي سبب.. أنا قلبي هفأ لدرجة إنه ما يستحملش الأمومة! 

2018-02-20

لا بأس..


:) Daria Solak



لا بأس يا حبيبي، كل هذه الفوضى داخلك ليست خطأك، إنها خطأ كل الذين لم يخبروك بصدق أنك تستحق الحب.  وكل الذين لم يرون هذا الجمال داخلك، ومن لم يخبروك أن رحيلهم أيضًا ليس خطأك.  

2018-02-17

إلى رفعت.. الرسالة (51)


لماذا نقيس الحب دائمًا بالمجهود المبذول لإثباته ولا نقدره أبدًا بقدر الراحة التي نشعر بها في وجود الآخر؟ هل تعرف الراحة التي أقصدها؟ أظنها تشبه ما تشعر به قطعة بازل حائرة استقرت في موضعها الصحيح أخيرًا بعد عشرات المحاولات لحشرها في غير مكانها. تلك الراحة التي تجعلنا أكثر ثقة، تجعل ابتسامتنا رائعة وروحنا أخف، تلك الراحة بأن نشعر أننا في المكان الصحيح والوقت الصحيح تمامًا وكل ما هو خارج هذه البقعة وهذه اللحظة لا يهم.
حين قالت الفتاة ذات الشعر الأزرق في الفيلم "العديد من الرجال يظنونني أكملهم، أو أنني سأجعلهم أحياء، ولكنني فقط فتاة مدمرة، ترغب في راحة بالها" وددت لو أخترق الشاشة لأحتضنها، وفعلتها مرة أخرى حين كررتها "لستُ ذات مبدأ يا جول.. أنا فتاة تعيسة تبحث عن راحة بالها" هذا ما أتحدث عنه تمامًا يا رفعت. هذا ذاته ما قاله أمل دنقل يومًا "أريد علاقة أكون فيها كما لو كنت جالسًا مع نفسي في غرفة مغلقة."
لا أتخيل أنني بعد يوم صاخب سواء قضيته في العمل أو في مواجهة الحياة اليومية، سأبحث عما هو أكثر من راحة بالي يا عزيزي. ذلك الشعور بالسكون والراحة وتوقف ضجيج الرأس والأسئلة المزعجة. لا أريد أن أحتاج يومًا لمجموعة دعم نسائية تحلل لي كلمات "الآخر" وتصرفاته وتلقنني الردود الصائبة لنتبادل قصف الجبهات ببراعة محترف التنس. لا أريد أن أحتفظ داخلي بصفحات مطوية لأنني أخاف أن أفقد جاذبيتي لو أصبحت كتابًا مفتوحًا. لا أريد المزيد من الحيرة والقلق يارفعت لأنني اكتفيت. 
لماذا يكون شيئًا بسيطًا كعدم الحاجة لخطة أمرًا بهذه الصعوبة يا رفعت؟ لا أعرف متى أصبحت الدنيا معقدة لهذه الدرجة، أشعر أنني لو امتلكت نظارة سحرية ما سأرى جميع الناس في الشارع يحملون تحت إبطهم لفائف ورقية كبيرة عليها عشرات الخطوط المعقدة والمتشابكة تجسد خططهم للتعامل مع الآخرين ولفائف أخرى مكتوبة بخط دقيق تحمل تحليلاتهم المعولبة لردود فعل الآخرين وتصرفاتهم. هذا هو التفسير المنطقي الوحيد لكل هذا التعقيد الذي نعيشه يارفعت.

2018-02-16

empty talk

محتاجة أفكر نفسي باستمرار إن الوضع مؤقت، وأنا بحاول أعمل كده آخر مرة قلت هعتبر نفسي مسجونة مثلا؟ إيه الفرق؟ 
لما فكرت لقيت المشكلة إني مش مسجونة.. الناس مش شايفة الزنزانة اللي حواليا لأنها غير مرئية.. أو لأن جسمي براها لكن هي محاوطة روحي.. أنا أبدو حرة تمامًا ومطلوب مني اتفاعل من العالم من حواليا، في حين إني مش قادرة حقيقي أعمل كده.. الناس حواليا مستنيين مني أكون مبسوطة أو على الأقل لطيفة وأنا فعلاً مش طول الوقت بقدر أعمل كده.. أنا بقوم في الحياة حاليًا بدور الجار العجوز المنزعج للأبد واللي كل ما الجيران يعملوا أي حاجة حواليه يتنرفز ويتعصب ونفسه يعيش في بيت برة الدنيا ويستمتع بشوية هدوء..
حقيقي مش عارفة دا طبيعي ولا لأ.. بشوف اصحابي وهم بيتكلموا بشغف عن التجارب والخروجات والشوبينج ومش بلاقي في نفسي ذرة اهتمام بالعالم دا.. بحس إني شخص ممل جدًا يعني مثلاً إيه اللي يغري أي حد في الدنيا إنه يشاركني الحياة؟ بتصعب عليا نفسي وبحس إني بظلمها وبهضم حقها فأرجع أقول أنا مش الشخص الممل للدرجة، على الأقل بحب إن الناس تستمتع بحياتها.. بحب إنهم يحكوا لي بشغف عن حاجات عملوها وبسطتهم.. بستمتع بالحاجات الصغيرة جدًا وبنبسط بيها وبحس بالرضا.. لكن يبدو إني مش مؤهلة أطلع للدنيا الواسعة أوي.. بحس بس إنها كبيرة عليا.. عايزة طول الوقت أكون في مساحة محدودة.. دا بيحسسني بالأمان..
ماعنديش أي مشكلة أروح مناطق مجهولة بالنسبة لي تمامًا.. أعيش مغامرة وسط ناس ما أعرفهمش.. أسافر لبلد ما اعرفهاش.. لكن في إطار حياتي اليومية مش مستحملة فوقها ضغط التواصل الكثيف مع بني آدمين...
مؤخرًا كررت غلطة عملتها من كام سنة.. قبلت شغل كتير جدًا ومرهق وبيستنزف الدماغ في مقابل إني ما اتواصلش بشكل مباشر وإجباري مع بني آدمين.. دي كانت الصفقة اللي قررت أعملها مع نفسي عشان أقدر أكمل المدة من غير ما يجي لي انهيار عصبي..
لما بفكر في المدة اللي حددتها لنفسي بخاف تكون وهم.. هي تبدو منطقية جدًا من عندي حالاً، مدة مش كبيرة ومش قصيرة وضرورية لاكتمال حاجات كتير جدًا عشان ما ابقاش ضيعت سنين العمر اللي فاتت لكن.. خايفة كل شوية رجلي تغرس أكتر وأجدد المدة تلقائيًا وأنا بصبر نفسي بيها زي ست نفسها تتطلق وتقول لنفسها لما الكبير يخلص الثانوية.. بعدين لما الصغير يخلص الإعدادية.. بعدين لما اجوز البنات وبعدين تلاقي نفسها فجأة قدام: معقولة هتطلق في السن دا؟
------
حاسة العبء اللي على قلبي قنبلة موقوتة ومش شايفة التايمر بتاعها.. مش عارفة هتنفجر إمتى لكن متأكدة إنها هتنفجر..
متضايقة جدًا لأني مش قادرة أتكلم مع أي حد مقرب مني عن اللي حاساه.. لأنهم زهقوا ولأني حاسة بإهانة من إنهم زهقوا من إن ماحدش مستوعب إن اللي بتكلم عنه دا مش دلع ومش نابع من فراغ وإنه مشكلة حقيقية حتى لو بدت مش مهمة بالنسبة لهم! 
لما شفت فيلم the house of sprites وميريل ستريب قالت لجوزها بكل هدوء وصرامة أنا مش هتكلم معاك تاني أبدًا.. كنت فاهمة قد إيه دي عقوبة قاسية.. لكن كنت مشفقة عليها زي ما أنا مشفقة عليه بالظبط.. 
أنا حقيقي حزينة لأني في وقت من الأوقات ما كانش بيفرق معايا أبدًا يكون في حد بيسمع.. حد اتأكد إنه عرف اللي جوايا.. زعلانة إني دلوقتي حاسة بالاحتياج دا! نفسي اتكلم إلى المالا نهاية وأعيط لحد ما كل الكثافة اللي على قلبي تخلص.. وعلى بالي جدًا الليالي الكتيرة اللي قضيتها على سطوح بيتنا.. نايمة على الأرض أو المرجيحة وبكلم ربنا وبحكي له كل حاجة بصوت مسموع وبعيط بحرقة.. 
بمناسبة بيتنا أنا واحشني أكل كتير أوي.. منه اكل ماكنتش بحبه في بيتنا أصلاً.. 
امبارح لما بابا كان هنا.. بعد ما أكلنا وكنا بنتفرج على التلفزيون وبناكل برتقال.. بنتفرج على برنامج ما بحبوش وشامة ريحة السجاير اللي ما بحبهاش.. فجأة حسيت إني لأول مرة بحب ميكس الريحة دا.. قشر البرتقال مع السجاير وفي الخلفية صوت التلفزيون على برنامج بيتكلم عن السياسة ما بحبش أتفرج عليه غير في وجوده..
اكتشفت إن المشهد بيفكرني بأوقات الهدنة القليلة جدًا.. الوقت الوحيد اللي كنت فيه مبسوطة تقريبًا.. انبسطت امبارح إني ما افتكرتش، زي كل مرة، المشهد اللي بعده لما كل حاجة بتنهار...
بقالي أسبوع بروح الشغل ومش بعمل أي حاجة تقريبًا.. دماغي بلاطة مصدية ماعنديش ولا فكرة ولا عندي طاقة.. كل يوم بروح بتأنيب ضمير وإحساس إن في مصيبة هتحصل لأني ما بشتغلش كويس.. بس في نفس الوقت عايزة أختبر الإحساس دا بتاع إن ممكن عادي أقصر.. ممكن كل حاجة ما تبقاش بيرفكت.. ممكن أتعب وما يبقاليش مزاج.. وإن يوم ما يكون في عواقب تبقى على حاجة عملتها تستحق دا فعلاً..
---
أنا عيطت بهيستريا وأنا بشوف المشهد دا... 

 I need you to stay. Please,I need to think that I'm worth somebody sticking around for.
- Just before I go

x

2018-02-07

......


كنت لحد وقت قريب زعلانة إني مش مسنودة غير على شطارتي وضهري للحيط..
كنت متوترة ومرعوبة وأنا عارفة إنها كل اللي حيلتي عشان عارفة إني لو ما كنتش أتطور وأثبت طول الوقت إني كويسة ومفيدة ماحدش هيسمي عليا..
اليومين دول شفت حكمة ربنا وفايدة إني مش مسنودة غير على شطارتي.. وفي نفس الوقت بدعي ربنا يحافظ لي عليها وأنا عارفة ومدركة جدًا إني ما املكش في نفسي حاجة وممكن بكرة الصبح ألاقي نفسي زي الموس التِلم لو ربنا شال مني نعمته دي..
كتير بحس إن حياتي قصيرة أوي عشان الدايرة فيها بتدور بسرعة أوي أسرع مما أتخيل.. عشان كده لما ناس بتطمني وتقولي إن أمر ما هيتطلب سنين وبعدين يظبط ببقى مش عارفة انبسط بالكلام دا لأن الأيام تقيلة جدًا وسريعة جدًا في نفس الوقت عليا...
مش عارفة هوسي وجناني تجاه المستقبل دا هيخلص امتى.. مش عارفة إمتى هبطل أقلق على بكرة وأنا عارفة كويس إني بعرف اتأقلم مع كل الظروف والأوضاع.. تعبت حقيقي من الهستيريا اللي عندي دي.. 
النهاردة ربنا ألهمني شوية حلول وهحاول أنفذها.. حسيت إني أهدى شوية لما توصلت لها.. كل اللي بتمناه من ربنا إني أصمد شوية كمان.. أصمد حبة عشان ما أضيعش كل حاجة على الأرض.. وبعدها ربنا يديني البصيرة وحاسة القطط وأعرف أمشي في الوقت الصح..
حاليًا كل اللي بتمناه شوية إرادة تخليني أصحى من النوم الصبح، وطاقة تخليني أنجز وأعرف أفكر بسرعة عشان أقدر أرتاح

2018-02-05

إلى رفعت.. الرسالة (50)


لماذا لا يمكنني التلاشي يا رفعت دون أن أموت؟ أتحول إلى رماد لبعض الوقت، أو أستعير حيلة لعبة الطفولة وأردد "كهرباء" وأتجمد مكاني لا أتحرك ولا يمكن لأحد لمسي حتى أقرر بنفسي في اللحظة المناسبة أن "أفك الكبس"! 
دائمًا تنفد بطاريتي في الوقت غير المناسب يارفعت؛ أتوقف عن الجري قبل سنتيمتر واحد من خط النهاية وأشعر أنني اكتفيت. بالأمس كنت أتحدث مع صديق عن هذا الخوف، فزاعتي طوال الوقت هي تلك الصورة للشخص الذي توقف عن نبش الحائط وأصابه التعب والإحباط واليأس بينما كان يفصله عن الكنز سنتيمتر واحد فقط. دائمًا أفكر في هذا السنتيمتر هل هو القادم؟ أم الذي يليه؟ أم الذي يليه ما يليه؟ قطعت عشرات الأمتار أملاً في أن يكون كل ما يفصلني عما أريده هو "مجرد سنتيمتر آخر".
بعد هذه المرحلة تجد فجأة أنك انتظرت أكثر من اللازم، انتظرت وقتًا أطول من أن تضيعه بسهولة في لحظة يأس فتقرر أن تبذل المزيد من الوقت لأنه "فات الكتير وما بقى إلا القليل" و"مش معقولة نضيع كل الصبر دا على الآخر".
ننسى أحيانًا أننا ينبغي أن نتوقف الآن لننقذ هذا "القليل" من الضياع على سراب، أو نتوقف لأننا قد نصل لما نريد ولكننا نخسر روحنا، أو حتى لأن ما نريده ليس أعظم من الثمن الذي ينبغي علينا سداده لنحصل عليه.
الآن يا رفعت أراجع كل هذه السيناريوهات ولا يمكنني التحرك خطوة نحو أحدهم وكأنني فقدت السيطرة على تلك التي تحمل اسمي وجسدي وتعيش حياتي، أكتفي فقط بمشاهدتها وتوجيه اللوم لها ومعرفة مواضع أخطائها وما كان ينبغي عليها أن تفعله دون أن أتدخل أبدًا لإنقاذها، وكأن ما يحدث الآن هو تلك اللحظات بعد الموت التي يصورونها في الأفلام، الروح تراقب الجسد عاجزة تمامًا عن تحريكه قيد أنملة.

2018-01-31

إلى ر فعت.. الرسالة (49)


لا مذاق لي يارفعت. كل تلك الخيارات، حتى التي أتخذها بنفسي، لا تشبهني. لا تشبه كل هذا الصخب الذي يحدث داخلي.
أنظر في عيونهم، أعرف أن تلك التي يرونها ليست أنا. أشعر بالخيبة أحيانًا أتمنى لو أفتح عيونهم على وسعها وأجبرهم على رؤيتي، وأحيانًا أكتفي بثقب نافذة إلى قلبي كي يرون وجهًا لا يلمحونه دون مساعدتي. 
أحيانًا أشعر بالسخط، ألعنهم لأنهم لا يبذلون جهدًا كافيًا لرؤيتي كما أنا، على حقيقتي، ثم أخبر نفسي بأنني في موضعهم لن أبذل ذلك الجهد الذي أنتظر أن يبذلونه لأجلي. أنا في النهاية شخص غير مثير للاهتمام للوهلة الأولى، تمامًا مثل الفيلم الأول لتوم هانكس.
وأحيانًا أخرى لا أبالي، أنظر للصورة الوهمية في عيونهم وأسايرهم وأنا أضحك لنفسي من حماقتهم. ولكنني، أعترف، أحيانًا أخاف أن يكونوا هم على حق، وأنا الحمقاء التي لا تعرف نفسها.
أتأمل حساب ذلك الزميل على "انستجرام" يبدو وسيمًا واثقًا في الصور. ابتسامته لا بأس بها، مسماه الوظيفي يبدو جيدًا، يؤمن بأنه يجيد عمله وكثيرًا ما يتحدث عن ذلك، حتى أمامنا نحن الذين نعرف الحقيقة كاملة. أتساءل هل يعرف الآخرون، الذين لا يرون منه إلا الصورة، أن رائحته مزعجة وأن قدراته محدودة وأنه لا يحظى باحترامنا؟ 
الوسيم الآخر الذي يعرف أنه وسيم ويتعامل مع أي فتاة باعتبارها واحدة من معجباته، هل تعرف الفتيات اللائي يتساءلن بحسرة عن سر عزوبيته إلى الآن أن عقل الطفل أكثر نضجًا منه وأنه مغرم بالخلافات الصغيرة والمشاكل التافهة وأن أي كلمة تعبر أذنيه لابد وأن ورائها مؤامرة؟ أشعر بالرعب وأنا أفكر في هذه المفارقات، في المسافات التي تجعل الصور أكثر وضوحًا والقرب الذي يخفي عنا الكثير من التفاصيل والزاوية التي ننظر منها والتي توهمنا أحيانًا بأن المشهد بانورامي أمامنا في حين أنها في النهاية مجرد زاوية للرؤية لا أكثر.
في طفولتي كنت أصدق بانبهار ما يقوله الآخرون عن أنفسهم، أشعر في الوقت نفسه بالضآلة لأنني لا أملك يقينا مشابهًا تجاه نفسي. حين كبرت وأصبحت أميز الفرق بين ما يقولونه والحقيقة أصبحت أشعر بالخوف من أن أملك مثل هذه الثقة التي تجعلني أبدو حمقاء في عيون الآخرين، الذين يرون الحقيقة التي لا يمكنني رؤيتها. كل ما أقوله عن نفسي، لا عن مشاعري، أحرص أن يكون مصحوبًا بـ "ربما" و"أعتقد" أو "هكذا أرى" لأمنح نفسي خطًا أخيرًا للرجعة "على الأقل لم تكن أكيدة تمامًا".
.....
كل هذا هراء يا رفعت، كل ما كتبته إلى الآن محض هراء. في الحقيقة، كل ما كنت أود أن أقوله، وكل ما يؤلمني هو أنني أشعر بأنه "لا مذاق لي"، أنا أشبه الماء الذي أحبه كثيرًا، له مذاق غير محسوس، لكنك تميزه حين يتغير.

2018-01-27

مسألة وقت


من البداية كان الصراع مع الحياة مسألة وقت. هل نضجر ظلام الرحم فنموت، ننتظر وقتًا أطول ولكنه أقصر مما ينبغي فنولد مبتسرين، أم ننتظر إلى النهاية ونطرد إلى الجحيم/ الحياة ! 

2018-01-24

خلطبيطة بالصلصة..

.....
بما إنه:
"I can't run. I can't hide. And I can't wait."
وبما إني ماعنديش كمان الأوبشن العظيم اللي كان عندها في الفيلم وهو "قتله" لأني مش عارفة أنا بالظبط المفروض أقتل مين ولا مين ولا إيه عشان أحس براحة.. قررت أدخل مود الـ Hibernate لفترة مؤقتة.. وأبطل أرفص في الرمال المتحركة عشان ما اغرقش فيها لحد ما يظهر رقم جديد في المعادلة أو يظهر حل.. 

في أغنية ما جات على بالي دلوقتي ماعرفتش أمسكها بتتكلم عن إنه في حاجات ما بيحلهاش غير الوقت.. 

قررت إني في آخر كل يوم أهدي نفسي دش سخن.. وشوية تفضية دماغ.. وأحاول استمتع بالكام دقيقة اللي بقعدهم في البيت..

....

حاسة إن مافيش أي تفسير لروحي المرهقة بالدرجة دي في السن دا إلا إني جاية من حياة تانية وعجزت بقى وتعبت.. 
النهاردة لما لمحت الست العجوزة في العزا، داخلة بعكاز فكرت في إني عمري ما باخد أبدًا الخطوة دي إلا لو الناس خدتني في رجليها كده نروح.. مارحتش عزا غير مرات معدودة.. فكرت هل هبقى مستنية حد يعزيني؟ مش عارفة! 
المهم إني لمحت تحت عبايتها السودا اللي كان فيها بواقي شياكة قديمة إنها لابسة بنطلون بيجامة رجالي صوف، ولابسة شراب رجالي مدخلة فيه رجل البنطلون عشان تواجه البرد اللي جسمها في السن دا ما يقدرش يواجهه لوحده.. 
خفت أوي لما حسيت إني نفسي أوي أوصل لسنها دا ومرحلة السلام دي.. هي نازلة من البيت بهدوء، العزا دا هو أكتر حدث بارز في يومها، مقررة إن راحتها ودفاها أهم من شكلها، وبردو حاولت تلبس اللي يعجب الناس.. بشكل ما اتمنيت أكون مكانها..
خايفة أوي لما الدوشة اللي في حياتي تخلص، أحس إني ندمانة وزهقانة من الهدوء دا.. 
مش عارفة ليه فعلاً أنا بعيش برة الوقت وطول الوقت مستنية حاجة في زمن تاني؟؟

....
فكرة إن مشكلتنا تبقى جوا دماغنا دي مرعبة، أنا أصلاً دماغي صعيدي زي ما أمي بتقولي، فبيبقى صعب عليا جدًا أقنع نفسي بحاجة!
بقعد ساعات طويلة قدام الكتابة متنحة لأن دماغي عاصية عليا وعايزة حالاً وأنا المفروض أسلم الشغل، تكتب في الرواية اللي بادئة فيها من 4 سنين، ولما أفتح الرواية اللي بادئة فيها من 4 سنين تهرب لفيسبوك! دماغي عاملة زي تلميذ خيبان بيهرب من المذاكرة للأكل! 
في المقابل، ماعنديش من السنتحة ما يكفي لإني أسمع كلام دماغي وأريحها وأعمل اللي عايزاه فعلاً 

....

كنت بفكر كده، لقيت إني شخصية مرهقة للي أحبهم جدًا.. الحب عندي (في الوقت الحالي) أهميته تكمن في إني أشارك اللي بحبه وأثق فيه، كل هشاشتي وأعمق مخاوفي وأفكاري السودا وأحاسيسي بالإحباط، بكتشف إني بحب حد لما أكون مستعدة فعلاً أعمل معاه كده.. المشكلة إني اكتشفت إن دا بيشيل اللي قدامي مسؤولية ويحس إنه المفروض يعمل لي حاجة، وممكن يحس بالإحباط إنه مش قادر يساعدني، وأنا المساعدة فعلاً اللي محتاجاها كلها إني أحس إني "مسموح لي أشارك" من غير ما أخاف إن دا يدي انطباع عني بإني سوداوية أو كئيبة أو ضعيفة! 
معرفش أنا كده كئيبة ولا لأ، لكن أنا في المقابل عندي نفس الرغبة في المشاركة بكل حاجة فرحتني، بسطتني، خلتني ابتسم، شفتها حلوة وعجبتني، وكل فكرة إيجابية فكرت فيها بخصوص الفكرة السلبية اللي سبق واتكلمت عنها! باختصار بشوف الموضوع كأني بدي full access لمساحة أفكاري ودماغي.
بسجل الكلام دا دلوقتي عشان عايزة أرصد كده أنا إمتى هغير فكرتي دي عن الحب، هكتشف إنها غلط أو ما تنفعش امتى! خاصة إني مؤخرًا اكتشفت إن دا ما ينفعش.. وإن دا مرهق ومربك جدًا للآخر.

....

يوم بعد التاني بحس إنها حاجة مرعبة إني أجيب طفل للعالم. النهاردة كنت بفكر في إنه ذنبي إيه إن زهرة شبابي تبقى في الزمن دا؟ العالم كأنه بينتهي، الحياة بتخلص والفرص بتخلص والوضع مرهق جدًا وتقيل ومحبط حتى بالنسبة للناس اللي حققت جزء كبير من أحلامها. بفكر بعدها في ولاد أخويا، إزاي فعلاً هيقدروا يواجهوا العالم دا؟ بفتكر إنه الأجيال الجديدة طالعة أكثر قوة مننا، أكثر وعيًا وذكاءً، وإننا بنحب ولاد أخويا زي ما اتمنينا نتحب وفعلاً هندعمهم.. بس بردو الدنيا بقت قاسية أوي ومفزعة، وحقيقي كأنها آخر أيام الأرض..

.....
اليومين دول هافف عليا جدو محمد، فاكرة كويس إنه سابنا يوم 20 يناير، من كام يوم كنت بقرأ الرسالة اللي حكيت فيها لرفعت عن اليوم دا وكنت بعيط بهيستريا، فاكرة كل التفاصيل والإحساس التقيل على قلبي.. الغريب إنه بالصدفة كان "العشق الممنوع" بيتعرض في التلفزيون كأن كل حاجة بتتآمر عليا عشان أفتكر.
بفتكر دلوقتي إنه أيامها كانت قعدتي دي، أكتب على اللابتوب للمدونة، كان ليها طعم سحر، وجو مليان سسبنس وكنت مبسوطة بكل ضغطة لإيدي على الكيبورد. أنا حاسة دلوقتي إني في مرحلة ما بعد الحرب، بعد ما نشوة الانتصار تختفي، ويبدأ كل جرح حصلي وقت الحرب ينقح عليا واكتشف مدى فداحة الخساير اللي حصلت لي، وماكنتش حاسة بيها في المعركة بفضل الأدرينالين العالي، وغريزة البقاء، وإن "السكينة سرقاني".. أنا حاليًا فقت من البنج.