2018-02-25

my extraordinary, ordinary life



يمكن الحكمة في الحاجات اللي جات متأخرة جدًا دي إنها، رغم كونها عادية جدًا، بتحسسك إنك بتعيش معجزة! 
بين امبارح والنهاردة كل شوية كده أفوق على إني مندهشة إني عايشة الحاجات العادية جدًا دي عادي كده والله من غير أي سسبنس ولا خوف و"عادي كده"!
ممكن يكون دي طريقة مناسبة عشان أتقبل إن حياتي مش هيكون فيها حاجات مبهرة ولا حاجات عظيمة وكبيرة أوي فكان الحل إني أحس بشكل ما بقيمة وعظمة الحاجات العادية؟ مش عارفة. 
.....
زينب رشحت لي فيلم About time وكانت واثقة إنه هيعجبني، شفته امبارح وقعدت أعيط جدًا عشان هو فيه كل حاجة نفسي فيها، فيه كل الـ relationship goals اللي بحلم بيها والله.. مش بس بين البنت وحبيبها لكن كل العلاقات اللي في الفيلم.. مع حلمي بمعجزة شبه معجزته تخليني أقدر أعيش بشكل ما أيام "منزوعة القلق".. القلق اللي بيبوظ 3/4 حياتي واللحظات المميزة فيها.. القلق والحماس والخوف اللي بيبوظوا محاولاتنا الأولى وبيخلوها مش بيرفكت زي ما بنحلم ويخلونا نقعد نبص في السقف ونتخيل سيناريوهات أحسن للفرص اللي ضيعناها من إيدينا.. حبيت أوي إن الفيلم ما حطش خازوق في التجارب اللي بتتكرر... اه في حاجات بتفشل مهما اتشقلبت معاها وجبتها يمين وجبتها شمال.. بس في حاجات عادي بتبقى محتاجة محاولة تانية وصفحة جديدة وبتنجح عادي..
أول ما جيت قلت لعُمر إني قاعدة معاهم كتير.. مش ليلة ويوم زي كل مرة.. عينه لمعت وقالي "واااو" ودي كانت من أجمل تعبيرات المحبة اللي اتقالت لي مؤخرًا.. رغم كده عُمر يبدو ورث مننا الخوف المستمر.. كل شوية يقولي مش رايحة الشغل يا عمتو؟ مش هتروحي الشغل يا عمتو؟ قبل ما يطلع عشان ينام سأل ماما عشان يتطمن "هي عمتو قاعدة بكرة يا تيتة؟"..لسة بدري عليه أوي! 
.....
من ساعة ما شفت الفيلم وأنا بسأل نفسي وبعدين سألت زينب: ليه مافيش كده؟ ولد شكله أقل من العادي وغير مثير للاهتمام يقع في حب البنت اللي تبدو عادية وغير مثيرة للاهتمام بالنسبة لكل الناس لكنه من أول لُقا بيلاقي فيها فتاة أحلامه.. بيطلع عنده كنز وهي عندها كنز.. قالت لي عشان دا فيلم يا سارة!
أيوة يعني ليه الحياة مش زي الأفلام؟ ليه بنجرب الدهب يطلع صفيح.. فنيجي نستنصح بقى ونقول الصفيح دا قشرة وجواه دهب فنكتشف إنه لأ على فكرة دا تحت الصفيح اللي شكله عادي دا.. صفيح مصدي! 
.....
أنا بحب عُمر جدًا. النهاردة كان قاعد في الجنينة وكلنا مشغولين بالشجر اللي بيتزرع والحاجات الجديدة وهو راح جاب قالب طوب ورماه على الأرض في مكان ما، وبعدين جاب واحد كمان وقعد عليهم في حتة فيها شمس، من مكاني عند الشباك ماكنتش شايفة كل الجنينة فمافهمتش عمل كده ليه، فهمت لما لقيته بينقل قالب الطوب تاني ووراه التاني وبيحطهم في مكان جديد فيه شمس بردو.. اكتشفت إنه عمال يتنقل ورا قطة من الشارع كنا بنديها أكل فواخدة علينا شوية لدرجة إنها تقعد شبه آمنة في حضورنا عادي.. القطة بائسة جدًا وعندها عين مفقودة وهو شايف فيها جمال الدنيا وبيقول عليها قطتي وقعد ساعتين ولا حاجة يتنقل وراها في الجنينة مكان ما تروح يروح عشان يقعد قصادها ويبص لها.. وشوية سمعته بيحكي لها حاجات.. لما راح ياخد كيس صن بايتس كنا جايبينهوله راهنت ماما إنه هيدي القطة منه.. ما خيبش ظني أول واحدة خرجها من الكيس اداها للقطة 💜
وبعد شوية كان بيقولي إن القطة محتاجة تروح لدكتور عيون من بتاع القطط عشان عينيها اللي راحت، قلت له يعمل لها إيه يا عُمر قالي يحط لها عين بدالها.. قلت له عدسات زي بتاعتي؟ قالي آه بس عين واحدة بس وهي هترجع تشوف تاني وهتبقى فرحانة..
أنا بحبه جدًا لدرجة إن أي لحظة بيحس فيها بالخذلان حقيقي بتوجع قلبي وبتنكد عليا لوقت طويل وبقعد افكر إزاي أمسح الإحساس دا من على قلبه.. 
طول الوقت بقعد أقول إني مش عايزة أخلف عشان مش عايزة وجع قلب ولأن الدنيا قاسية جدًا.. ودا حقيقي بس مش بمفهوم وجع القلب اللي الناس بتفهمه.. أنا حقيقي مش هقدر أستحمل إن ابني يتوجع، بأي شكل ولأي سبب.. أنا قلبي هفأ لدرجة إنه ما يستحملش الأمومة! 

2018-02-20

لا بأس..


:) Daria Solak



لا بأس يا حبيبي، كل هذه الفوضى داخلك ليست خطأك، إنها خطأ كل الذين لم يخبروك بصدق أنك تستحق الحب.  وكل الذين لم يرون هذا الجمال داخلك، ومن لم يخبروك أن رحيلهم أيضًا ليس خطأك.  

2018-02-17

إلى رفعت.. الرسالة (51)


لماذا نقيس الحب دائمًا بالمجهود المبذول لإثباته ولا نقدره أبدًا بقدر الراحة التي نشعر بها في وجود الآخر؟ هل تعرف الراحة التي أقصدها؟ أظنها تشبه ما تشعر به قطعة بازل حائرة استقرت في موضعها الصحيح أخيرًا بعد عشرات المحاولات لحشرها في غير مكانها. تلك الراحة التي تجعلنا أكثر ثقة، تجعل ابتسامتنا رائعة وروحنا أخف، تلك الراحة بأن نشعر أننا في المكان الصحيح والوقت الصحيح تمامًا وكل ما هو خارج هذه البقعة وهذه اللحظة لا يهم.
حين قالت الفتاة ذات الشعر الأزرق في الفيلم "العديد من الرجال يظنونني أكملهم، أو أنني سأجعلهم أحياء، ولكنني فقط فتاة مدمرة، ترغب في راحة بالها" وددت لو أخترق الشاشة لأحتضنها، وفعلتها مرة أخرى حين كررتها "لستُ ذات مبدأ يا جول.. أنا فتاة تعيسة تبحث عن راحة بالها" هذا ما أتحدث عنه تمامًا يا رفعت. هذا ذاته ما قاله أمل دنقل يومًا "أريد علاقة أكون فيها كما لو كنت جالسًا مع نفسي في غرفة مغلقة."
لا أتخيل أنني بعد يوم صاخب سواء قضيته في العمل أو في مواجهة الحياة اليومية، سأبحث عما هو أكثر من راحة بالي يا عزيزي. ذلك الشعور بالسكون والراحة وتوقف ضجيج الرأس والأسئلة المزعجة. لا أريد أن أحتاج يومًا لمجموعة دعم نسائية تحلل لي كلمات "الآخر" وتصرفاته وتلقنني الردود الصائبة لنتبادل قصف الجبهات ببراعة محترف التنس. لا أريد أن أحتفظ داخلي بصفحات مطوية لأنني أخاف أن أفقد جاذبيتي لو أصبحت كتابًا مفتوحًا. لا أريد المزيد من الحيرة والقلق يارفعت لأنني اكتفيت. 
لماذا يكون شيئًا بسيطًا كعدم الحاجة لخطة أمرًا بهذه الصعوبة يا رفعت؟ لا أعرف متى أصبحت الدنيا معقدة لهذه الدرجة، أشعر أنني لو امتلكت نظارة سحرية ما سأرى جميع الناس في الشارع يحملون تحت إبطهم لفائف ورقية كبيرة عليها عشرات الخطوط المعقدة والمتشابكة تجسد خططهم للتعامل مع الآخرين ولفائف أخرى مكتوبة بخط دقيق تحمل تحليلاتهم المعولبة لردود فعل الآخرين وتصرفاتهم. هذا هو التفسير المنطقي الوحيد لكل هذا التعقيد الذي نعيشه يارفعت.

2018-02-16

empty talk

محتاجة أفكر نفسي باستمرار إن الوضع مؤقت، وأنا بحاول أعمل كده آخر مرة قلت هعتبر نفسي مسجونة مثلا؟ إيه الفرق؟ 
لما فكرت لقيت المشكلة إني مش مسجونة.. الناس مش شايفة الزنزانة اللي حواليا لأنها غير مرئية.. أو لأن جسمي براها لكن هي محاوطة روحي.. أنا أبدو حرة تمامًا ومطلوب مني اتفاعل من العالم من حواليا، في حين إني مش قادرة حقيقي أعمل كده.. الناس حواليا مستنيين مني أكون مبسوطة أو على الأقل لطيفة وأنا فعلاً مش طول الوقت بقدر أعمل كده.. أنا بقوم في الحياة حاليًا بدور الجار العجوز المنزعج للأبد واللي كل ما الجيران يعملوا أي حاجة حواليه يتنرفز ويتعصب ونفسه يعيش في بيت برة الدنيا ويستمتع بشوية هدوء..
حقيقي مش عارفة دا طبيعي ولا لأ.. بشوف اصحابي وهم بيتكلموا بشغف عن التجارب والخروجات والشوبينج ومش بلاقي في نفسي ذرة اهتمام بالعالم دا.. بحس إني شخص ممل جدًا يعني مثلاً إيه اللي يغري أي حد في الدنيا إنه يشاركني الحياة؟ بتصعب عليا نفسي وبحس إني بظلمها وبهضم حقها فأرجع أقول أنا مش الشخص الممل للدرجة، على الأقل بحب إن الناس تستمتع بحياتها.. بحب إنهم يحكوا لي بشغف عن حاجات عملوها وبسطتهم.. بستمتع بالحاجات الصغيرة جدًا وبنبسط بيها وبحس بالرضا.. لكن يبدو إني مش مؤهلة أطلع للدنيا الواسعة أوي.. بحس بس إنها كبيرة عليا.. عايزة طول الوقت أكون في مساحة محدودة.. دا بيحسسني بالأمان..
ماعنديش أي مشكلة أروح مناطق مجهولة بالنسبة لي تمامًا.. أعيش مغامرة وسط ناس ما أعرفهمش.. أسافر لبلد ما اعرفهاش.. لكن في إطار حياتي اليومية مش مستحملة فوقها ضغط التواصل الكثيف مع بني آدمين...
مؤخرًا كررت غلطة عملتها من كام سنة.. قبلت شغل كتير جدًا ومرهق وبيستنزف الدماغ في مقابل إني ما اتواصلش بشكل مباشر وإجباري مع بني آدمين.. دي كانت الصفقة اللي قررت أعملها مع نفسي عشان أقدر أكمل المدة من غير ما يجي لي انهيار عصبي..
لما بفكر في المدة اللي حددتها لنفسي بخاف تكون وهم.. هي تبدو منطقية جدًا من عندي حالاً، مدة مش كبيرة ومش قصيرة وضرورية لاكتمال حاجات كتير جدًا عشان ما ابقاش ضيعت سنين العمر اللي فاتت لكن.. خايفة كل شوية رجلي تغرس أكتر وأجدد المدة تلقائيًا وأنا بصبر نفسي بيها زي ست نفسها تتطلق وتقول لنفسها لما الكبير يخلص الثانوية.. بعدين لما الصغير يخلص الإعدادية.. بعدين لما اجوز البنات وبعدين تلاقي نفسها فجأة قدام: معقولة هتطلق في السن دا؟
------
حاسة العبء اللي على قلبي قنبلة موقوتة ومش شايفة التايمر بتاعها.. مش عارفة هتنفجر إمتى لكن متأكدة إنها هتنفجر..
متضايقة جدًا لأني مش قادرة أتكلم مع أي حد مقرب مني عن اللي حاساه.. لأنهم زهقوا ولأني حاسة بإهانة من إنهم زهقوا من إن ماحدش مستوعب إن اللي بتكلم عنه دا مش دلع ومش نابع من فراغ وإنه مشكلة حقيقية حتى لو بدت مش مهمة بالنسبة لهم! 
لما شفت فيلم the house of sprites وميريل ستريب قالت لجوزها بكل هدوء وصرامة أنا مش هتكلم معاك تاني أبدًا.. كنت فاهمة قد إيه دي عقوبة قاسية.. لكن كنت مشفقة عليها زي ما أنا مشفقة عليه بالظبط.. 
أنا حقيقي حزينة لأني في وقت من الأوقات ما كانش بيفرق معايا أبدًا يكون في حد بيسمع.. حد اتأكد إنه عرف اللي جوايا.. زعلانة إني دلوقتي حاسة بالاحتياج دا! نفسي اتكلم إلى المالا نهاية وأعيط لحد ما كل الكثافة اللي على قلبي تخلص.. وعلى بالي جدًا الليالي الكتيرة اللي قضيتها على سطوح بيتنا.. نايمة على الأرض أو المرجيحة وبكلم ربنا وبحكي له كل حاجة بصوت مسموع وبعيط بحرقة.. 
بمناسبة بيتنا أنا واحشني أكل كتير أوي.. منه اكل ماكنتش بحبه في بيتنا أصلاً.. 
امبارح لما بابا كان هنا.. بعد ما أكلنا وكنا بنتفرج على التلفزيون وبناكل برتقال.. بنتفرج على برنامج ما بحبوش وشامة ريحة السجاير اللي ما بحبهاش.. فجأة حسيت إني لأول مرة بحب ميكس الريحة دا.. قشر البرتقال مع السجاير وفي الخلفية صوت التلفزيون على برنامج بيتكلم عن السياسة ما بحبش أتفرج عليه غير في وجوده..
اكتشفت إن المشهد بيفكرني بأوقات الهدنة القليلة جدًا.. الوقت الوحيد اللي كنت فيه مبسوطة تقريبًا.. انبسطت امبارح إني ما افتكرتش، زي كل مرة، المشهد اللي بعده لما كل حاجة بتنهار...
بقالي أسبوع بروح الشغل ومش بعمل أي حاجة تقريبًا.. دماغي بلاطة مصدية ماعنديش ولا فكرة ولا عندي طاقة.. كل يوم بروح بتأنيب ضمير وإحساس إن في مصيبة هتحصل لأني ما بشتغلش كويس.. بس في نفس الوقت عايزة أختبر الإحساس دا بتاع إن ممكن عادي أقصر.. ممكن كل حاجة ما تبقاش بيرفكت.. ممكن أتعب وما يبقاليش مزاج.. وإن يوم ما يكون في عواقب تبقى على حاجة عملتها تستحق دا فعلاً..
---
أنا عيطت بهيستريا وأنا بشوف المشهد دا... 

 I need you to stay. Please,I need to think that I'm worth somebody sticking around for.
- Just before I go

x

2018-02-07

......


كنت لحد وقت قريب زعلانة إني مش مسنودة غير على شطارتي وضهري للحيط..
كنت متوترة ومرعوبة وأنا عارفة إنها كل اللي حيلتي عشان عارفة إني لو ما كنتش أتطور وأثبت طول الوقت إني كويسة ومفيدة ماحدش هيسمي عليا..
اليومين دول شفت حكمة ربنا وفايدة إني مش مسنودة غير على شطارتي.. وفي نفس الوقت بدعي ربنا يحافظ لي عليها وأنا عارفة ومدركة جدًا إني ما املكش في نفسي حاجة وممكن بكرة الصبح ألاقي نفسي زي الموس التِلم لو ربنا شال مني نعمته دي..
كتير بحس إن حياتي قصيرة أوي عشان الدايرة فيها بتدور بسرعة أوي أسرع مما أتخيل.. عشان كده لما ناس بتطمني وتقولي إن أمر ما هيتطلب سنين وبعدين يظبط ببقى مش عارفة انبسط بالكلام دا لأن الأيام تقيلة جدًا وسريعة جدًا في نفس الوقت عليا...
مش عارفة هوسي وجناني تجاه المستقبل دا هيخلص امتى.. مش عارفة إمتى هبطل أقلق على بكرة وأنا عارفة كويس إني بعرف اتأقلم مع كل الظروف والأوضاع.. تعبت حقيقي من الهستيريا اللي عندي دي.. 
النهاردة ربنا ألهمني شوية حلول وهحاول أنفذها.. حسيت إني أهدى شوية لما توصلت لها.. كل اللي بتمناه من ربنا إني أصمد شوية كمان.. أصمد حبة عشان ما أضيعش كل حاجة على الأرض.. وبعدها ربنا يديني البصيرة وحاسة القطط وأعرف أمشي في الوقت الصح..
حاليًا كل اللي بتمناه شوية إرادة تخليني أصحى من النوم الصبح، وطاقة تخليني أنجز وأعرف أفكر بسرعة عشان أقدر أرتاح

2018-02-05

إلى رفعت.. الرسالة (50)


لماذا لا يمكنني التلاشي يا رفعت دون أن أموت؟ أتحول إلى رماد لبعض الوقت، أو أستعير حيلة لعبة الطفولة وأردد "كهرباء" وأتجمد مكاني لا أتحرك ولا يمكن لأحد لمسي حتى أقرر بنفسي في اللحظة المناسبة أن "أفك الكبس"! 
دائمًا تنفد بطاريتي في الوقت غير المناسب يارفعت؛ أتوقف عن الجري قبل سنتيمتر واحد من خط النهاية وأشعر أنني اكتفيت. بالأمس كنت أتحدث مع صديق عن هذا الخوف، فزاعتي طوال الوقت هي تلك الصورة للشخص الذي توقف عن نبش الحائط وأصابه التعب والإحباط واليأس بينما كان يفصله عن الكنز سنتيمتر واحد فقط. دائمًا أفكر في هذا السنتيمتر هل هو القادم؟ أم الذي يليه؟ أم الذي يليه ما يليه؟ قطعت عشرات الأمتار أملاً في أن يكون كل ما يفصلني عما أريده هو "مجرد سنتيمتر آخر".
بعد هذه المرحلة تجد فجأة أنك انتظرت أكثر من اللازم، انتظرت وقتًا أطول من أن تضيعه بسهولة في لحظة يأس فتقرر أن تبذل المزيد من الوقت لأنه "فات الكتير وما بقى إلا القليل" و"مش معقولة نضيع كل الصبر دا على الآخر".
ننسى أحيانًا أننا ينبغي أن نتوقف الآن لننقذ هذا "القليل" من الضياع على سراب، أو نتوقف لأننا قد نصل لما نريد ولكننا نخسر روحنا، أو حتى لأن ما نريده ليس أعظم من الثمن الذي ينبغي علينا سداده لنحصل عليه.
الآن يا رفعت أراجع كل هذه السيناريوهات ولا يمكنني التحرك خطوة نحو أحدهم وكأنني فقدت السيطرة على تلك التي تحمل اسمي وجسدي وتعيش حياتي، أكتفي فقط بمشاهدتها وتوجيه اللوم لها ومعرفة مواضع أخطائها وما كان ينبغي عليها أن تفعله دون أن أتدخل أبدًا لإنقاذها، وكأن ما يحدث الآن هو تلك اللحظات بعد الموت التي يصورونها في الأفلام، الروح تراقب الجسد عاجزة تمامًا عن تحريكه قيد أنملة.