عايزة أعيط وادبدب في الأرض. الحقيقة إني بعيط، والدبدبة في قلبي.
كل حاجة هتعدي. حاجة تطمن وتزعل. أنا متقبلة تمام. بس عايزة كل حاجة تعدي بقى
عايزة أعيط وادبدب في الأرض. الحقيقة إني بعيط، والدبدبة في قلبي.
كل حاجة هتعدي. حاجة تطمن وتزعل. أنا متقبلة تمام. بس عايزة كل حاجة تعدي بقى
بتخافي من الوحدة يا سارة؟
- بحبها
متأكدة؟
- ممكن أكون بقنع نفسي إني بحبها؟
****
حاسة بالعجز وأنا واقفة قدام السؤال، هي إيه الوحدة؟ بخاف منها ؟ مضايقاني؟ بحبها؟ بستخبى فيها؟ حاسة بعجز عن وصف نوع الوحدة اللي قلبي حاسسها. بحس ساعات بجحود وأنا بقول إني حاسة إني وحيدة وأنا حواليا أهل وأصحاب جدعان فعﻻً ومهتمين فعﻻً.
بحاول أفهم أنا حاسة بإيه مش عارفة.
****
رحت الكلية بتاعتي تاني، وأنا في الطريق لقيت نفسي بفكر، هل البنت اللي كانت بتمشي الطريق دا كل يوم كانت تتخيل تحقق اللي حلمت بيه واللي حتى ما حلمتش بيه؟ هل كانت مصدقة إن كل دا هيحصل؟ حسيت بفضل ربنا وكرمه وأمل كبير إني يومًا ما، كمان كام سنة، همشي من الطريق دا اللي بروح منه كل يوم واسأل نفسي اﻷسئلة دي: هل البنت اللي كانت بتمشي الطريق دا كل يوم لوحدها في قلبها هموم الدنيا كانت تتخيل إن كل دا هيحصل؟
لما قلت لـ د.ياسر إني بعمل كل حاجة بقلبي وقالي دا اللي بيخوفني عليكي يا سارة ما حسيتش بشفقة تجاه نفسي. حسيت إنه لو اقدر اختار دايمًا هعمل كل حاجة بقلبي بردو. قلبي اللي ما حيلتيش غيره وغير صدقه وانغماسه في أي حاجة للآخر. حتى لو فيلم بشوفه، حتى لو حكاية بتتحكي لي.
في نفس الوقت حاجة جوايا حست بامتنان. بإنها حاجة حلوة إن حد يبقى خايف عليا وشايل بشكل ما همي رغم اني ما اتمناش اقلقه بس فكرت إنه.. يا سارة يمكن انتي مش وحيدة زي ما انتي متخيلة. في ناس مشغولة عليكي انتي بس مش عارفة.
أعتقد إني هفضل طول عمري ممتنة ل د. ياسر إنه شافني. شافني حتى في الوقت اللي انا ماكنتش شايفة فيه نفسي. وإنه من الناس القليلة جدا في الدنيا اللي بحس إنها فاهماني. ﻻ بتسيء تقدير ذكائي وﻻ بتبالغ في تقدير خطري. وﻻ بتحكم على اختياراتي وﻻ تصرفاتي رغم الخبرة
محتاجة أفتكر دايمًا كل ما اكون حزينة من قلبي إني ما اتشافتش وما اتفهمتش أفتكر إنه ربنا حطه في طريقي وإن إيمانه بيا كبير، أكبر أحيانًا من إيماني بنفسي.
أحيانًا بحس بنوع من الأسى بيخليني عايزة أسمع بلا توقف أغنية "جيتك أمشي".. أسى لأسباب وأحيانًا من غير أسباب.. بحس بس إني عايزة اسمعها وأعيدها وأفتكر كل حاجة بذلت كل اللي في وسعي وما جاتش.
كل الخطوات اللي جه بعدها خذلان. كل المرات اللي اكتشفت فيها إنه كل اللي املكه مش كفاية. كل الصدق اللي بتبذله مش بيكون كفاية.
بتعور قلبي "بكل نقائي وما وصلتك!" بحسه بيقولها بذهول وخيبة أمل. كل الصدق اللي عندي مش كفاية؟
المشكلة إني ساعات بحس إن دماغي بتسمعها "بسبب كل نقائي ما وصلتك!"
المشكلة التانية إنه لسة في أمل! لسة بعد كل العذاب، كل الخذلان، كل الألم، التوهة، الإحساس بالظلم، لسة في أمل! لسة مستنيه "وانتظر جيتك الآن!"
وبعدها يجي رعب "كل ما أخشاه تكون انت وهم.. أو تكون انت دخان"!
الأغنية البديعة دي كلمات أسعد الغريزي..