2018-11-25

....

من 4 سنين، لما عرفته كان زي الورد! عمري ما شفته، لكن فاكرة أول مكالمة بالمللي.. كنت في عز اكتئابي، راجعة من الشغل تعبانة ومتضايقة إني هعمل مكالمة شغل تانية.. كنت زي عادتي وأنا بتكلم في التليفون بلف حوالين نفسي في الأوضة الضيقة.. لكن صوته كان براح.. مليان أمل وروقان وبهجة!
لما كتبت الموضوع، عملت شغلي وبس، عبر عن امتنانه ببوكيه ورد بطولي.. كل الجرنال كان منبهر بيه وكنت حقيقي مبسوطة اليوم دا، حسسني إني مميزة، وعملت حاجة ما حصلتش.. رغم إنه كان شغلي وبس! ما اتعودتش حد يشكرني كده على شغلي!
صورة خطه المميز قدام عيني مش راضية تفارقها.. كان كاتب كلام جميل ومبهج.. 
فضلنا على تواصل من بعيد لبعيد 4 سنين .. كذا مرة احتجت استشارته في حاجة ودايمًا حاضر ويرد.. وكل مرة نفس الكلام.. مش هتطلعي رحلة بقى يا سارة؟ لازم تشوفي الدنيا.. وأنا أقوله يابختك.. بتجيب أجازات منين..
كنت بحب والده، بحب إن ابتسامته حلوة وبيحب والدته، وبيهزر معاها ويعمل فيها مقالب.. لما كنت اتخنق من الدنيا وأبقى زهقانة.. ادخل على حسابه.. ومنه أوصل لحسابات عيلته وأقعد أتفرج شوية من بعيد لبعيد على حياتهم.. وانبسط بيهم وأمشي.. من غير ما يحسوا بيا
لما والده اتوفى من سنتين.. بكيت عليه واتخضيت رغم إني ما اعرفوش.. كلمته كان متماسك.. شال الهم شوية بس صوته لسة صافي وبريء.. راضي بقضاء ربنا.. رغم إن موت والده كان مفاجئ جدًا وصادم جدًا..
أنا مش مستوعبة إن محمود مات من كام يوم! فجأة وبشكل صادم جدًا بردو.. كل شوية بفتكره.. بضحك وبشتغل وبرغي ما أصحابي وأشوف أفلام.. بس كل شوية تيجي غصة تفكرني إن محمود مات! 
أمي بتقول على اللي زيه "ابن موت" كان جميل جدًا فعلاً لدرجة إنه مستحيل يكون إلا "ابن موت".
أنا من وقتها مرعوبة.. من شقلبة الحال.. من 4 سنين كانت أسرة سعيدة جدًا وعندهم حياة نموذجية، أب وأم متفاهمين بيحبوا بعض، وولاد متربيين وناجحين ومحترمين.. وحياة مستقرة وهادية.. خلال 4 سنين بس والدته بقت عايشة مأساة من كل الأبعاد.. فجأة فقدت جوزها.. بعد سنة أخوها.. وبعد سنة كمان ابنها! ربنا يلطف بيها ويلطف بينا من اللي مخبياه لينا الدنيا.

احكي لي..



2018-11-06

يا ريتك مش رايح.. يا ريت بتبقى عطول


حين حاولت أن تغمرني بحنانك كجني المصباح شعرت بالخوف. هربت كقطة شارع يمد أحدهم يديه ـ للمرة الأولى ـ  ليمسد على ظهرها الذي تصلب من الخوف.
لم أخف أبدًا أن تكون اليد ممدودة بالأذى وإنما خفت من حنانها! خفت أن أدمنك وأن يكون حنانك / وجودك مؤقتًا وأنا أخاف جدًا إدمان الأشياء المؤقتة.
وحين ابتعدت في النهاية بعد أن تعبت يديك من ملاحقة الفراغ ربما، أو بعد أن خذلك قلقي المزمن، ابتسم ذلك الخوف داخلي ابتسامته الشريرة وأشار إلى ذلك الفراغ الشاهق مكانك وقال لي: انظري ! ألم أحذرك؟
ظل الخوف داخلي مزهوًا بتحقق نبوئته طويلاً، ولكن حين غلبه الشوق الطويل والغياب توارى قليلاً لتظهر علامة استفهام خجلة: لماذا لا أتمتع ولو مرة بفرحة مؤقتة؟ 

****
"أيها البعيد كذكرى الطفولة/ أيها القريب كأنفاسي وأفكاري*".. أفتقدك.
أراجع أحاديثنا العابرة/ الانسيابية مرارًا، أبحث عن الغصّة فلا أجدها. لا أعرف أبدًا لماذا حلّ هذا الصمت الطويل؟ من زرع الألغام في هذه الحديقة؟
31 Jan.2017