2023-01-21

كلام يمكن مش المفروض أقوله!

"الملتفت لا يصل يا سارة.. كملي من غير ما تبصي حواليكي"  نيرة قالت لي الكلام دا امبارح، بعد فضفضة طويلة عن حاجة آذتني نفسيًا، ولحد دلوقتي لسة بتحسسني بعدم راحة. يمكن مش زي زمان هتخليني أقف محلك سر وأشكك في نفسي، بس أكيد مش بتبسطني. 

أنا مترددة بقالي كتير أكتب الكلام دا، لكن حاسة إني عايزة أخرجه، عشان اتجاوز كل مشاعري تجاه الموضوع وأسيبها ورا ضهري وأمشي. 

محتاجة أسجل إني فخورة بنفسي. فخورة بالتطور اللي تطورته.  في 12 سنة عدت بين نشر أول كتاب ليا "زوجي مازال حبيبي" وبين الكتاب العزيز على قلبي "عزيزي رفعت" و13 سنة بين أول كتاب وأول رواية. اتعلمت خلالهم كتير وطورت نفسي كتير ولسة بتعلم ولسة محتاجة اتطور، لكن لازم أقف دلوقتي وأقول لنفسي إني مبسوطة باللي عملته. 

في مرحلة ما، كنت بتكسف أجيب سيرة كتاب زوجي مازال حبيبي، من كتر السلخ والتريقة على الكتاب. اللي بعترف إن مستواه ماكانش أعظم حاجة. لكن حجم الهجوم كان على قد حجم الانتشار. وبسبب السلخ والتريقة فضلت سنين ايدي خايفة تلمس الورق / الكيبورد. 

لما بقول إن عزيزي رفعت ساعدني اتعافى فهو ما خلانيش بس اتعافى من الاكتئاب، لكن ساعدني اتعافى من بلوك الكتابة اللي استمر سنين. لما كتبت أول رسالة كنت بجد بفضفض، مش بفكر في أسلوب أدبي ولا حاجة. وكذلك رسايل كتير بعدها. فوجئت الناس بتعلق على الكتابة، بتقول إني بكتب كويس، بتقول إن الكلام بيعبر عنها، واحدة واحدة لقيت نفسي قادرة أكتب تاني برة الرسايل، وواثقة وحابة اللي بكتبه. 

في اللحظة دي، أنا متفهمة تمامًا الناس اللي انتقدت / سلخت بحدة تتناسب مع مدى انتشار الكتاب الأول رغم بساطته، ويمكن سذاجته. لكن مش مسامحة في الأسلوب اللي تجاوز انتقاد الكتابة لإهانتي أنا. مش مسامحة بعض الناس اللي عملت صفحات متفرغة بس تنتقد أي حاجة تانية أكتبها مش بس الكتاب اللي كان بالعامية (لهدف إنه يوصل لأي حد ويحسس أي حد إنه يقدر يعبر عن مشاعره). مش مسامحة لأني دلوقتي شايفة وعارفة إن كان في حاجات كتير جدًا سيئة لكنهم ما انتقدوهاش بنفس الحدة إما لأنهم أصحابهم أصلاً أو لأن ليهم شلة، أو لأنهم مش منتشرين أوي فالانتقاد مش هيسمع أوي. 

مش متسامحة مع الناس اللي بتقرأه بعد سنين طويلة، وتحكم عليا بس من خلاله وتتجاهل إن ليا كتب تانية وإني بتعلم وبتطور. 

بفضفض مع اصحابي المقربين وأقولهم إني اتوجعت (ولازلت بتوجع) من الناس اللي آذتني بالطريقة دي واتسببت في إني اتعطلت سنين، فلفتوا انتباهي إنه مكانش المفروض أقف، وإني غلطت غلطة كبيرة لما اديت ودني للكلام دا وسمحت له يوقفني. 

بس برجع أتعاطف مع نفسي، وأقول إني وقتها كنت صغيرة جدًا، وكنت هشة لأسباب كتير، ودي ماكانتش معركتي الوحيدة في الدنيا. 

في اللحظة دي أنا فخورة بكتابي الأول. بمشاعري اللي الناس صدقتها. بإنه كان مرسال حب بين ناس كتير. وناس كتير لما جات ترتبط / تتجوز قدمته للطرف التاني عشان يقولوا له إن النوع دا من الحب / العلاقة غير المعقدة / المودة هو اللي جواهم وعايزينه. 

في اللحظة دي فخورة باللي اتعلمته، بإني أنا نفس الشخص اللي بنى نفسه طوبة طوبة، خطوة خطوة، ووقع وقام، وبإني عمري ما سرقت مجهود حد، ولا طلعت على اكتاف حد، ولا عمري خدت حاجة ما استحقهاش بسيف الحياء. وإني ماليش شلّة. وإني ما بتسولش مجاملات على كتبي. وفخورة بكل قارئ ما اعرفوش كان مدفوع بس بالمحبة عشان يبعتلي يقولي إني عبرت عنه وإنه بيحب كتابتي. وإن دول هم شلتي الوحيدة اللي بتمنى ربنا ما يحرمنيش منها أبدًا..