2023-10-30

الجاحدة

نص لـ تغريد شاهين


ليس هناك علاج لليتم، وهو ليس حالة تنتهي بعد فترة. لا يمكنك مع التقدم في العمر أن تتوقف عن كونك يتيماً. وجهك ذو التجاعيد السطحية والعميقة. السواد الذي يظلل عينيك. ذاكرتك التي تلعب معك الغميضة، فتذهب لتختبئ وتنام في مخبئها، ناسيةً اللعبة من أساسها. 

شعرك الذي يشيب ويشيب ويشيب وكأن هناك من يسابقه... كل مظاهر التقدم في العمر لن تستطيع تمويه عينيك وهما تبدوان كبئرين فارغين لا قرار لهما، عينا يتيم يعرف أن العالم في أفضل حالاته ليس سوى مشفق... ولن تستطيع تمويههما عندما تبدوان كبئرين يفيضان كلما مر بقربك والدٌ ما يمسك بيد طفله متباهياً...

اليتم ليس له علاج، يقول صوتٌ ما: اليتم ليس مرضاً.

طبعاً اليتم ليس مرضاً، اليتم أبو الأمراض كلها...

اليتم هو الثقب الأسود في قلبك، ثقبٌ بحجم أب، يبتلع كل من يدخله. هل فكرت يوماً أن ترفض حباً لأنك تعرف أن ما من أحد سيشبع قلبك الجائع؟ من يسقي الصحراء بكأس ماء ثم يلقبها بجاحدة؟؟ 

اليتم هو أن لا تنضج أبداً، أن تعرف كل شيء عن النضج، لكنك لا يمكن أن تعيشه. أن تعرف كل شيء عن الحب، لكنك لا يمكن أن تعيشه. الثقب الأسود في قلبك يمنعك أن تعيشه، أنت تعرف... هم لديهم إجابة واحدة : "جاحدة"

اليتم هو أن تصدقهم أكثر مما تصدق نفسك، أن تصدق أنك جاحد بكامل إرادتك، ولست يتيماً خارج إرادتك..

اليتم هو أن تعيش وأنت مدرك تماماً أن المحبة عطاء المحب لا استحقاق المحبوب؛ ومع هذا تقرر أن تستحق المحبة، كأنك تشتري كوكباً يدور في فلكٍ بعيد، وتقنع نفسك أنك لو دفعت ثمنه كاملاً فسينزل إليك، وتظل تلوم نفسك لأنك لا تشعر به، ثم تلومه ثم تلوم نفسك.. 

لست الأول، كان يشق عليً أن أخبرك ذلك، لست حبيبي الأول، ولا أول من أناديه أبي، كان هناك الكثيرون... 

قلت: أحبك.. أحبك، وفرشت لك قلبي بأوراق كثيرة من" أحبك".. الأوراق غطت الثقب الأسود، لم أقصده مصيدة، لكن هذا ما كان. كل من دخل قلبي سقط في الثقب الأسود... أحبك كثيراً وأخاف عليك أكثر منهم مجتمعين. 

لذا إن عانقتك فجأة لا تخف؛ فقد أكون  أحاول منعك من السقوط هناك. وإن قلت أحبك كثيراً لا تخف؛ فلربما أرمم قلبي ببعضها... سأبعدك بعيداً في بعض الأوقات، وسأكتب على قلبي: "أعمال ترميم.احذر". لا تضحك فأنا لا أكذب...

لا تنفق أحلامك علي، لي اسم آخر يعرفه الخبراء "جاحدة" وفي لغة أخرى هو ذاته "يتيمة" 

لا تنفق أحلامك علي.. سأخيّب ظنك كثيراً.. وستكرهني كثيراً كثيراً...

في قلبي ثقب بحجم أب، وكل حب عبر قلبي، ابتلعه الثقب..

هل سقيت الصحراء بكأس ماءٍ واحدة؟ ثم سميتها "جاحدة"؟؟

2023-10-29

تشاندلر مات!

 أنا ما توقعتش أزعل عليه كده، يمكن ما توقعتش خالص إنه يموت دلوقتي. أنا حزينة حقيقي وقلبي مقهور. معرفش عليه هو بس فعلاً؟ ولا على نفسي اللي بشوفها فيه كمان. 

يمكن لما مات رجعني للواقع، للنهاية الحقيقية مش النهاية السعيدة اللي حصلت في فريندز، لما هو ومونيكا قدروا يشوفوا بعض، يلاقوا بعض وما يبقوش لوحدهم غريبين وحاسين انهم مرفوضين ومحدش قادر يحبهم كفاية او يتمسك بيهم كفاية. الحقيقة بتاعة إن ماحدش كان معاه، ومش شرط يكون دا لعيب في اللي حواليه لكن لأن وحدته معقدة وصعب اختراقها. ولأن وجعه وحزنه أكبر من المشاركة. الحقيقة بتاعة إن كل النجاح اللي في الدنيا مش ممكن يملى الفراغ الأسود الكبير في قلبه 
 أنا حزينة كأني فقدت صديق عزيز. أنا فعلاً فقدت صديق عزيز فرق في حياتي وفي نظرتي لنفسي، واساني من غير حتى ما يعرف بوجودي، كنت بزعل لما اسمع انه مش بخير وانبسط لما أشوفه شكله كويس.. حزينة لدرجة مش عارفة اوصفها ومش عارفة افهمها وحاسة إنه فتح جرح كبير كنت بحاول ألصمه بالعافية!

2023-10-15

متلازمة القنفد..



من المعلومات السحرية بالنسبة لي واللي عرفتها بدري أوي من الطفولة، ومش فاكرة حتى عرفتها منين، لكن عمري ما نسيتها، إنه القنفد لو اتطمن كفاية بيدخل شوكه. فكرتي عن الطريقة اللي بيدخل بيها شوكه ماكانتش واضحة خالص، وكانت غلط أصلاً. كنت متخيلة شوك القنفد زي ضوافر القطة بيدخل تحت جلده لو اتطمن كفاية.

رغم إني ما بفتكرش كتير عن طفولتي، بس بفتكر دايمًا إني عشت وقت طويل جدًا بتتبع قنافد وأمنية حياتي أطمنها لحد ما تدخل شوكها. كأنه تحدي لنفسي إن أقدر أطمنها. 

عمري طبعا ما نجحت في دا. وعمري ما نسيت إني ما نجحتش في دا، إن مافيش قنفد اتطمن لي كفاية لدرجة إنه يدخل شوكه. معرفش كنت متوقعة أشوف ايه، لما ببص دلوقتي على فيديوهات القنافد بحس إنها شبه الفيران شوية وشكل وشها مش محبب ليا خالص. بس كنت موهومة بالفكرة، بفكرة الطمأنينة دي.

اكتشفت مؤخرًا بقى إني أنا القنفد. أنا عايشة عمري نفسي أتطمن كفاية عشان أدخل شوكي. بس عايشة عمري الاتنين في بعض. أنا القنفد اللي مطلع شوكه، وأنا الطفلة الصغيرة اللي بتراقبه من بعيد ونفسها يتطمن كفاية ويدخل شوكه.

لما قالي ببساطة إنه عشان أحس بانتماء وإني قادرة أ fit in في أي مكان كل اللي محتاجاه هو إن البيئة اللي أنا فيها تبقى آمنة وتحسسني بالتقدير والناس تكون واضحة وسالكة.. قالي دا عشان أصدق إن عدم قدرتي على الاندماج مش لعيب فيا، لكن لأن الشروط اللي بتخليني آمنة وطبيعية ومنسجمة وبطلع أحسن ما عندي مش متوفرة. ابتسمت لحظة، بس أدركت بعدين إنه طب ما الدنيا مش معمولة عشان تبقى بيئة آمنة. أنا محتاجة معجزة أو حظ عظيم عشان الاقي البيئة اللي أقدر أدخل شوكي فيها!

طول الوقت كنت بفكر إني لو عرفت أحل المشكلة اللي جوايا / أصلح العيب اللي فيا هبقى قادرة أتفاهم مع الدنيا أحسن واتعايش.. بس انا عمالة اكتشف إن الموضوع أكبر مني!


#رحلة_أليس 


2023-10-13

Fair play !

 


أنا شفت كل اللي مخوفني في الفيلم دا. كل اللي ممكن اكرهه. والكابوس الأكبر: الطرف التاني اللي حاسس بنقص فيرمي نقصه عليا. شفت خوفها لحظة لما خدت صدمة إنها ممكن تكون هي اللي شايفاه غلط، وهم شايفينه صح. لحظة شكها في إنه بيجرها لورا وبيوقعها لمجرد إنها وثقت فيه وراهنت عليه. إحساسها إنها مش قادرة تثق فيه تاني! الشخص الوحيد اللي محتاجة تثق فيه مش هينفع تثق فيه!
وخيبة أملها لحظة لما اتأكدت إنها راهنت رهان خسران. استثمرت في الشخص الغلط، اللي مش بس أضعف منها، إنما كمان مش قابل إنها أشطر وبيجرها لتحت. مش قابل دا لدرجة إنه بيشكك جوا نفسه في قدراتها وشطارتها، عشان هو مش عايز يصدق إنها أحسن. بيشكك لدرجة إنه بيكسر فيها عشان "يا نعيش عيشة فل ـ بقوانيني ـ يا نموت إحنا الكل". 
رعبها لما بقى شايف دعمها ومساندتها حق مكتسب لازم تعمله، لأ دي لازم تديه كمان اكتر من اللي يستحقه. ومش بيشكرها على دا، لأ هو مستني منها دا وهو بيهينها ومستقل بيها أصلاً. 
خسته وجبنه لما حس إنه خسر فلازم هي كمان تخسر. رغم إن خسارته كانت عادلة تمامًا، وكانت تمن قراراته وغباءه وتصرفاته الغلط، بس لأ ازاي، لازم الكل يخسر طالما أنا هطلع خسران. 
شفت في الفيلم كل اللي بتمنى من ربنا عمري ما اعيشه. لدرجة إن حتى النهاية اللي كانت عادلة جدًا في رأيي ما كانتش كفاية تشفي غليلي!

2023-10-10

جايبة الثقة دي منين؟

لما برجع افكر في اللي فات من حياتي. الحاجات اللي حلمت بيها وكانت بمعطيات وقتها مستحيلة ودلوقتي هي واقع. بحلوها ومرها واقع عايشة فيه فعلاً بستغرب اوي انا كنت جايبة الثقة دي منين؟ جايبة الثقة دي منين في إني هوصل للحاجات دي؟ إني عايزة الحاجات دي بالقوة دي والصدق دا! وبعمل أي حاجة وكل حاجة شايفاها في وسعي وحتى أبعد من وسعي وطاقتي لعل وعسى توصلني!

إزاي كنت مصدقة نفسي كده حتى لو مافيش أي حد تاني مصدقني.. 

بفكر واستغرب وازعل على نفسي دلوقتي. وانا جوايا حاجات عارفة كويس أوي إني عايزاها. عايزاها بصدق ومش عايزة اتنازل عنها أبدًا بس مش عارفة ممكن تبقى واقع ازاي؟ مش عارفة هي ممكن تبقى واقع أصلا؟ زمان لما حد كان يقولي إني خيالية واللي بحلم بيه دا مستحيل الكلام اصلاً ما كانش بيتجاوز وداني.. كنت بسمعه باستخفاف وانا متأكدة إن اللي عايزاه هيحصل. مكنش عندي ذرة شك. 

دلوقتي لما بسمع الكلام دا بتوجع، وبشك، وبحس إنه ما يمكن انا غلط فعلاً. ما يمكن ببالغ، ما يمكن فعلاً لازم افكر تاني.. ما يمكن المفروض ابقى واقعية شوية..

معرفش حقيقي انا كنت جايبة الثقة دي منين.. وإزاي كنت بكمل من غير علامات.. أنا محتاجة علامة يارب!

2023-10-07

سوء تفاهم بحجم العالم

شخصيتي / حقيقتي صورة منقوطة. أحيانًا أتركها كلعبة الطفولة:  صل بين النقاط  واكتشف الصورة. أتسلى بمراقبة الناس يرسمون صورا لا تشبهني. أحيانًا تكون الصورة أجمل، أحيانًا تكون حقيقتي أجمل. بعضهم يغفل خطوطا مهمة، آخرون يضيفون تفاصيل لا تخصني.
كثيرا ما لا أبالي بالنتيجة. أعرف نفسي وهذا يكفي. 
أمسك بيد من يهمني فعلا أن يرونني. أغش في اللعبة. أساعد في توضيح النقاط الخفية التي اعتدت أن يغفلها كل من يحاول رسم الصورة / رؤيتي. أمنحهم مفاتيح الحل. أشعر بالإحباط كل مرة حين يرسمون في النهاية صورة لا تشبهني. 
أشعر بالحنق. بالخوف والوحدة. أنا عاجزة عن التفاهم مع العالم. لا أعرف أبدًا كيف أحل سوء تفاهم بحجم العالم. بحجمي. أفترض أن العيب في. أن الخطأ عندي ويوما ما ربما سيمكنني إصلاحه. هكذا أقنع نفسي كل مرة، أن الخطأ عندي كي لا أفقد الأمل أبدا في إصلاحه. 
لم أشعر بالانتصار حين أخبرني أنه ليس خطأي وأنه ببساطة يمكن أن يكون خطأ العالم. فقدت أملي الأخير في أي حل. 

#رحلة_أليس

2023-10-01

which part of me belongs today?

 


Growing up, I thought people were born with their heads cocked

because that's how they've always looked at me.

Boxes... check one, check other.

People don't know.

They don't furrow between the layers like I do.

They don't switch and twitch and actively make the decisions of which... which part of me belongs today?

Which aspect of my personality will offend the least and blend the most, and work and succeed and bury the lead like a switchboard of traits that decide my fate, and I'm always an impostor?

Always lost, always asking for directions, and people point my way like the scarecrow.

Like tornadoes blowing me whichever way the wind blows.

Well, Dorothy doesn't want to play today. She's prepping for the SAT.

Just the Scantron.

The box is empty, and glaring and daring me to choose one.

Well, I'm an expert at boxes.

My whole life can fit inside it, and I've got it down to a science.

I can pack my entire identity in an hour 'cause where there's roots, there's power, but I'm all topsoil.

My blood runs like water and oil refusing to stick.

My dad's old books, read in secret nooks.

That camera that locks all my memories in a flash, saved for when my recollection doesn't last.

That lighter that sparked that fire.

All fit in a box ready to be carried from door to door.

But that's not the kind of box people ever ask for.

So many lines in the sand, so many can'ts and cans.

I see both worlds so clearly, and I skip and jump and dance and fall between, never seen.

I belong in the spaces between.

Check all that may apply.