2023-10-30

الجاحدة

نص لـ تغريد شاهين


ليس هناك علاج لليتم، وهو ليس حالة تنتهي بعد فترة. لا يمكنك مع التقدم في العمر أن تتوقف عن كونك يتيماً. وجهك ذو التجاعيد السطحية والعميقة. السواد الذي يظلل عينيك. ذاكرتك التي تلعب معك الغميضة، فتذهب لتختبئ وتنام في مخبئها، ناسيةً اللعبة من أساسها. 

شعرك الذي يشيب ويشيب ويشيب وكأن هناك من يسابقه... كل مظاهر التقدم في العمر لن تستطيع تمويه عينيك وهما تبدوان كبئرين فارغين لا قرار لهما، عينا يتيم يعرف أن العالم في أفضل حالاته ليس سوى مشفق... ولن تستطيع تمويههما عندما تبدوان كبئرين يفيضان كلما مر بقربك والدٌ ما يمسك بيد طفله متباهياً...

اليتم ليس له علاج، يقول صوتٌ ما: اليتم ليس مرضاً.

طبعاً اليتم ليس مرضاً، اليتم أبو الأمراض كلها...

اليتم هو الثقب الأسود في قلبك، ثقبٌ بحجم أب، يبتلع كل من يدخله. هل فكرت يوماً أن ترفض حباً لأنك تعرف أن ما من أحد سيشبع قلبك الجائع؟ من يسقي الصحراء بكأس ماء ثم يلقبها بجاحدة؟؟ 

اليتم هو أن لا تنضج أبداً، أن تعرف كل شيء عن النضج، لكنك لا يمكن أن تعيشه. أن تعرف كل شيء عن الحب، لكنك لا يمكن أن تعيشه. الثقب الأسود في قلبك يمنعك أن تعيشه، أنت تعرف... هم لديهم إجابة واحدة : "جاحدة"

اليتم هو أن تصدقهم أكثر مما تصدق نفسك، أن تصدق أنك جاحد بكامل إرادتك، ولست يتيماً خارج إرادتك..

اليتم هو أن تعيش وأنت مدرك تماماً أن المحبة عطاء المحب لا استحقاق المحبوب؛ ومع هذا تقرر أن تستحق المحبة، كأنك تشتري كوكباً يدور في فلكٍ بعيد، وتقنع نفسك أنك لو دفعت ثمنه كاملاً فسينزل إليك، وتظل تلوم نفسك لأنك لا تشعر به، ثم تلومه ثم تلوم نفسك.. 

لست الأول، كان يشق عليً أن أخبرك ذلك، لست حبيبي الأول، ولا أول من أناديه أبي، كان هناك الكثيرون... 

قلت: أحبك.. أحبك، وفرشت لك قلبي بأوراق كثيرة من" أحبك".. الأوراق غطت الثقب الأسود، لم أقصده مصيدة، لكن هذا ما كان. كل من دخل قلبي سقط في الثقب الأسود... أحبك كثيراً وأخاف عليك أكثر منهم مجتمعين. 

لذا إن عانقتك فجأة لا تخف؛ فقد أكون  أحاول منعك من السقوط هناك. وإن قلت أحبك كثيراً لا تخف؛ فلربما أرمم قلبي ببعضها... سأبعدك بعيداً في بعض الأوقات، وسأكتب على قلبي: "أعمال ترميم.احذر". لا تضحك فأنا لا أكذب...

لا تنفق أحلامك علي، لي اسم آخر يعرفه الخبراء "جاحدة" وفي لغة أخرى هو ذاته "يتيمة" 

لا تنفق أحلامك علي.. سأخيّب ظنك كثيراً.. وستكرهني كثيراً كثيراً...

في قلبي ثقب بحجم أب، وكل حب عبر قلبي، ابتلعه الثقب..

هل سقيت الصحراء بكأس ماءٍ واحدة؟ ثم سميتها "جاحدة"؟؟

2023-10-29

تشاندلر مات!

 أنا ما توقعتش أزعل عليه كده، يمكن ما توقعتش خالص إنه يموت دلوقتي. أنا حزينة حقيقي وقلبي مقهور. معرفش عليه هو بس فعلاً؟ ولا على نفسي اللي بشوفها فيه كمان. 

يمكن لما مات رجعني للواقع، للنهاية الحقيقية مش النهاية السعيدة اللي حصلت في فريندز، لما هو ومونيكا قدروا يشوفوا بعض، يلاقوا بعض وما يبقوش لوحدهم غريبين وحاسين انهم مرفوضين ومحدش قادر يحبهم كفاية او يتمسك بيهم كفاية. الحقيقة بتاعة إن ماحدش كان معاه، ومش شرط يكون دا لعيب في اللي حواليه لكن لأن وحدته معقدة وصعب اختراقها. ولأن وجعه وحزنه أكبر من المشاركة. الحقيقة بتاعة إن كل النجاح اللي في الدنيا مش ممكن يملى الفراغ الأسود الكبير في قلبه 
 أنا حزينة كأني فقدت صديق عزيز. أنا فعلاً فقدت صديق عزيز فرق في حياتي وفي نظرتي لنفسي، واساني من غير حتى ما يعرف بوجودي، كنت بزعل لما اسمع انه مش بخير وانبسط لما أشوفه شكله كويس.. حزينة لدرجة مش عارفة اوصفها ومش عارفة افهمها وحاسة إنه فتح جرح كبير كنت بحاول ألصمه بالعافية!

2023-10-15

متلازمة القنفد..



من المعلومات السحرية بالنسبة لي واللي عرفتها بدري أوي من الطفولة، ومش فاكرة حتى عرفتها منين، لكن عمري ما نسيتها، إنه القنفد لو اتطمن كفاية بيدخل شوكه. فكرتي عن الطريقة اللي بيدخل بيها شوكه ماكانتش واضحة خالص، وكانت غلط أصلاً. كنت متخيلة شوك القنفد زي ضوافر القطة بيدخل تحت جلده لو اتطمن كفاية.

رغم إني ما بفتكرش كتير عن طفولتي، بس بفتكر دايمًا إني عشت وقت طويل جدًا بتتبع قنافد وأمنية حياتي أطمنها لحد ما تدخل شوكها. كأنه تحدي لنفسي إن أقدر أطمنها. 

عمري طبعا ما نجحت في دا. وعمري ما نسيت إني ما نجحتش في دا، إن مافيش قنفد اتطمن لي كفاية لدرجة إنه يدخل شوكه. معرفش كنت متوقعة أشوف ايه، لما ببص دلوقتي على فيديوهات القنافد بحس إنها شبه الفيران شوية وشكل وشها مش محبب ليا خالص. بس كنت موهومة بالفكرة، بفكرة الطمأنينة دي.

اكتشفت مؤخرًا بقى إني أنا القنفد. أنا عايشة عمري نفسي أتطمن كفاية عشان أدخل شوكي. بس عايشة عمري الاتنين في بعض. أنا القنفد اللي مطلع شوكه، وأنا الطفلة الصغيرة اللي بتراقبه من بعيد ونفسها يتطمن كفاية ويدخل شوكه.

لما قالي ببساطة إنه عشان أحس بانتماء وإني قادرة أ fit in في أي مكان كل اللي محتاجاه هو إن البيئة اللي أنا فيها تبقى آمنة وتحسسني بالتقدير والناس تكون واضحة وسالكة.. قالي دا عشان أصدق إن عدم قدرتي على الاندماج مش لعيب فيا، لكن لأن الشروط اللي بتخليني آمنة وطبيعية ومنسجمة وبطلع أحسن ما عندي مش متوفرة. ابتسمت لحظة، بس أدركت بعدين إنه طب ما الدنيا مش معمولة عشان تبقى بيئة آمنة. أنا محتاجة معجزة أو حظ عظيم عشان الاقي البيئة اللي أقدر أدخل شوكي فيها!

طول الوقت كنت بفكر إني لو عرفت أحل المشكلة اللي جوايا / أصلح العيب اللي فيا هبقى قادرة أتفاهم مع الدنيا أحسن واتعايش.. بس انا عمالة اكتشف إن الموضوع أكبر مني!


#رحلة_أليس 


2023-10-13

Fair play !

 


أنا شفت كل اللي مخوفني في الفيلم دا. كل اللي ممكن اكرهه. والكابوس الأكبر: الطرف التاني اللي حاسس بنقص فيرمي نقصه عليا. شفت خوفها لحظة لما خدت صدمة إنها ممكن تكون هي اللي شايفاه غلط، وهم شايفينه صح. لحظة شكها في إنه بيجرها لورا وبيوقعها لمجرد إنها وثقت فيه وراهنت عليه. إحساسها إنها مش قادرة تثق فيه تاني! الشخص الوحيد اللي محتاجة تثق فيه مش هينفع تثق فيه!
وخيبة أملها لحظة لما اتأكدت إنها راهنت رهان خسران. استثمرت في الشخص الغلط، اللي مش بس أضعف منها، إنما كمان مش قابل إنها أشطر وبيجرها لتحت. مش قابل دا لدرجة إنه بيشكك جوا نفسه في قدراتها وشطارتها، عشان هو مش عايز يصدق إنها أحسن. بيشكك لدرجة إنه بيكسر فيها عشان "يا نعيش عيشة فل ـ بقوانيني ـ يا نموت إحنا الكل". 
رعبها لما بقى شايف دعمها ومساندتها حق مكتسب لازم تعمله، لأ دي لازم تديه كمان اكتر من اللي يستحقه. ومش بيشكرها على دا، لأ هو مستني منها دا وهو بيهينها ومستقل بيها أصلاً. 
خسته وجبنه لما حس إنه خسر فلازم هي كمان تخسر. رغم إن خسارته كانت عادلة تمامًا، وكانت تمن قراراته وغباءه وتصرفاته الغلط، بس لأ ازاي، لازم الكل يخسر طالما أنا هطلع خسران. 
شفت في الفيلم كل اللي بتمنى من ربنا عمري ما اعيشه. لدرجة إن حتى النهاية اللي كانت عادلة جدًا في رأيي ما كانتش كفاية تشفي غليلي!

2023-10-10

جايبة الثقة دي منين؟

لما برجع افكر في اللي فات من حياتي. الحاجات اللي حلمت بيها وكانت بمعطيات وقتها مستحيلة ودلوقتي هي واقع. بحلوها ومرها واقع عايشة فيه فعلاً بستغرب اوي انا كنت جايبة الثقة دي منين؟ جايبة الثقة دي منين في إني هوصل للحاجات دي؟ إني عايزة الحاجات دي بالقوة دي والصدق دا! وبعمل أي حاجة وكل حاجة شايفاها في وسعي وحتى أبعد من وسعي وطاقتي لعل وعسى توصلني!

إزاي كنت مصدقة نفسي كده حتى لو مافيش أي حد تاني مصدقني.. 

بفكر واستغرب وازعل على نفسي دلوقتي. وانا جوايا حاجات عارفة كويس أوي إني عايزاها. عايزاها بصدق ومش عايزة اتنازل عنها أبدًا بس مش عارفة ممكن تبقى واقع ازاي؟ مش عارفة هي ممكن تبقى واقع أصلا؟ زمان لما حد كان يقولي إني خيالية واللي بحلم بيه دا مستحيل الكلام اصلاً ما كانش بيتجاوز وداني.. كنت بسمعه باستخفاف وانا متأكدة إن اللي عايزاه هيحصل. مكنش عندي ذرة شك. 

دلوقتي لما بسمع الكلام دا بتوجع، وبشك، وبحس إنه ما يمكن انا غلط فعلاً. ما يمكن ببالغ، ما يمكن فعلاً لازم افكر تاني.. ما يمكن المفروض ابقى واقعية شوية..

معرفش حقيقي انا كنت جايبة الثقة دي منين.. وإزاي كنت بكمل من غير علامات.. أنا محتاجة علامة يارب!

2023-10-07

سوء تفاهم بحجم العالم

شخصيتي / حقيقتي صورة منقوطة. أحيانًا أتركها كلعبة الطفولة:  صل بين النقاط  واكتشف الصورة. أتسلى بمراقبة الناس يرسمون صورا لا تشبهني. أحيانًا تكون الصورة أجمل، أحيانًا تكون حقيقتي أجمل. بعضهم يغفل خطوطا مهمة، آخرون يضيفون تفاصيل لا تخصني.
كثيرا ما لا أبالي بالنتيجة. أعرف نفسي وهذا يكفي. 
أمسك بيد من يهمني فعلا أن يرونني. أغش في اللعبة. أساعد في توضيح النقاط الخفية التي اعتدت أن يغفلها كل من يحاول رسم الصورة / رؤيتي. أمنحهم مفاتيح الحل. أشعر بالإحباط كل مرة حين يرسمون في النهاية صورة لا تشبهني. 
أشعر بالحنق. بالخوف والوحدة. أنا عاجزة عن التفاهم مع العالم. لا أعرف أبدًا كيف أحل سوء تفاهم بحجم العالم. بحجمي. أفترض أن العيب في. أن الخطأ عندي ويوما ما ربما سيمكنني إصلاحه. هكذا أقنع نفسي كل مرة، أن الخطأ عندي كي لا أفقد الأمل أبدا في إصلاحه. 
لم أشعر بالانتصار حين أخبرني أنه ليس خطأي وأنه ببساطة يمكن أن يكون خطأ العالم. فقدت أملي الأخير في أي حل. 

#رحلة_أليس

2023-10-01

which part of me belongs today?

 


Growing up, I thought people were born with their heads cocked

because that's how they've always looked at me.

Boxes... check one, check other.

People don't know.

They don't furrow between the layers like I do.

They don't switch and twitch and actively make the decisions of which... which part of me belongs today?

Which aspect of my personality will offend the least and blend the most, and work and succeed and bury the lead like a switchboard of traits that decide my fate, and I'm always an impostor?

Always lost, always asking for directions, and people point my way like the scarecrow.

Like tornadoes blowing me whichever way the wind blows.

Well, Dorothy doesn't want to play today. She's prepping for the SAT.

Just the Scantron.

The box is empty, and glaring and daring me to choose one.

Well, I'm an expert at boxes.

My whole life can fit inside it, and I've got it down to a science.

I can pack my entire identity in an hour 'cause where there's roots, there's power, but I'm all topsoil.

My blood runs like water and oil refusing to stick.

My dad's old books, read in secret nooks.

That camera that locks all my memories in a flash, saved for when my recollection doesn't last.

That lighter that sparked that fire.

All fit in a box ready to be carried from door to door.

But that's not the kind of box people ever ask for.

So many lines in the sand, so many can'ts and cans.

I see both worlds so clearly, and I skip and jump and dance and fall between, never seen.

I belong in the spaces between.

Check all that may apply.


2023-09-18

 



بحب كل القطط اللي في الدنيا، بس بحب زئردة زيادة شوية. بحسها قطة معافرة، متمسكة بالحياة ومش درامية. من يوم ما ربنا حطها في طريقي وهي بتعافر، حتى وهي قطة صغيرة لا حول لها ولا قوة لدرجة إنها حتى ما بتقدرش تاكل بنفسها. اختارت بيتنا، ما سمحتلناش نتخلى عنها.

لما دخلت البيت كان في قطط تانية، أقوى وأجمل منها، وياما ضربوها وهي تقبلت دا من غير دراما كتير، ومن غير خوف، كأنها مش مستوعبة حجم اللي بيحصلها، وكأنها بتقول لنفسها عادي كل دا مؤقت. وفعلاً كل دا كان مؤقت وعدى.

هي قطة، مش بتبتسم، بس أنا دايمًا بشوفها مبتسمة. من وهي صغيرة غاوية مغامرات وكل يوم والتاني تخرج من الشقة تعمل مغامرة وترجع متخرشمة في مناخيرها. وهي مبتسمة بردو. من كام يوم قفشت نفسي في الشغل سرحانة في صورة ليها وحاسة إنها وحشتني رغم إني لسة شايفاها الصبح عادي. بحبها جدا. هي ما بتسمعش بس بلاقي نفسي مش قادرة أقاوم إني أقولها أكتر من مرة كل ما اشوفها إني بحبها أوي. بحس إن حتى لو ما سمعتهاش جسمها هيزدهر بالكلمة / قلبها هيحس.

افتكرت دا عشان شفت الفيديو دا على يوتيوب وافتكرتها وافتكرت إني كتير بزعل أوي وتصعب عليا لما أفتكر إنها ما عاشتش في حضن أمها كفاية. ورغم كده هي مش درامية. هي مبتسمة.

كل ما افقد قطة وقلبي يتوجع عليها، ببقى مرعوبة من لحظة فقدان زئردة وبتمنى من قلبي ربنا يجعل يومي قبل يومها، بس أكون متطمنة إنها مش هتتبهدل بعدي.


2023-09-10

أليس في بلاد العجائب 2

 









الصور المبهرة دي أول مرة شفتها كنت فاكراها مغارات أو مباني غريبة واسعة وأحيانًا تخوف. بس اكتشفت إنها صور للآلات الموسيقية من جوا. الصور بتاعة مصور اسمه Charles Brooks. مجرد ما شفتها حسيت تلقائيًا إني بقيت قد عقلة الإصبع وبتفسح في المساحات دي وبستكشفها. بستكشف كل التعقيدات دي، الضرورية جدًا، اللي مافيهاش أي حاجة عشوائية، كل حاجة في مكانها عشان تطلع المزيكا بالشكل المطلوب. 
أنا عايزة اوثق إني دلوقتي في الرحلة دي. بستكشف التعقيدات الضرورية جدًا في مساحتي وبفهمها. حاسة إني أليس في بلاد العجائب. وكل العجائب دي جوايا. حاسة إني مخضوضة شوية، بس مندهشة (بشكل إيجابي)، ومتفائلة. 
الفهم مريح!


2023-09-04

بقالي فترة واخدة بالي إني بحب بشكل غير عادي الفيديوهات اللي القطط فيها بتروح تنام في حضن أصحابها شبه دي





وبعدين اكتشفت اني بحب اللحظة دي اوي لما القطط تعملها. اكتشفت ان قطط كتير بتعمل دا بالطريقة العفوية نفسها. مكنتش مركزة اوي أنا بتأثر بالحكاية دي ليه. بعدين دلوقتي فجأة اكتشفت إن أكتر حاجة بتأسرني هو قد إيه القطة بتدخل في حضن صاحبها بانسيابية وثقة وبساطة وسلاسة تحسس بالانتماء والأمان. هي عارفة إن ليها مكان هنا. هي عارفة إزاي تدخل بالظبط زي قطعة بازل بتستقر مكانها. هي قادرة رغم انها مختلفة تماما عنه ت fit in وتحس بانتماء كأنها جزء منه رغم انها مختلفة عنه. صاحبها في اللحظة دي. وهنا بتكلم عن نفسي. بحس إن حاجة نقصاني رجعتلي واستقرت مكانها. قبل ما تيجي ما كنتش حاسة بحاجة ناقصة. بس لما جات حسيت إن في حاجة بقت في مكانها. معرفش إزاي. بس ببقى أسعد. وببتسم مهما كنت غرقانة في النوم. 

اكتشفت إني بحب اللحظة دي عشان بحب الانتماء دا. وبتمنى أحسه. 

 حاسة دا توماتش كلام هنا. بس انا بتفائل بهنا بحس كل حاجة بتترتب وتتحل بعد ما افضي دماغي هنا.

انا خايفة اكون مبعرفش افرق بين الفرصة والريسك. انا فاهمة ان كل فرصة بتنطوي على مخاطرة ما. بس في حاجات هي فرصة فعلا. تبعتها اقل من مميزاتها بكتير. وفي حاجات هي اقرب للمغامرة وحاجات هي خطر نسبة نجاحه قليلة جدا. انا حاسة اني مبعرفش في الوقت المناسب احسبها. انا اصلا مبحبش احسب. 


 اتفرجت تاني على فيلم فورست جامب. اول فيلم اشوفه لتوم هانكس. وخلاني أحبه جدا. واتسحل بالعالم بتاعه. اكتشفت اني ناسياه تماما كنت كأني بشوفه لأول مرة. زي حاجات كتير وقعت من ذاكرتي السنين اللي فاتت دي. المهم اني شفت نفسي في سذاجة / بساطة فورست جامب جدا. فكرة إنه بيصدق اللي الناس بيقولوه بجد مهما كان مبالغ فيه.

forrest gump

انا لسة بصدق. وبتصرف بصدق والاتنين بيتعبوني. المشكلة التالتة ان بقى عندي حدس قوي بينبهني ان في حاجة غلط فببقى متعذبة بين تصديقي للناس وبين إحساسي اللي بينبهني ان في حاجة غلط بس مش محدد إيه هي بالظبط. 

انا منهكة اوي من دا كله. من التعقيدات واللخبطة والحاجات اللي مش زي ما تبدو والكلام اللي الناس بتقوله وما تعنيهوش.  انا طول الوقت تخيلي عن الناس لما تنضج وتكبر إنها بتبقى شجاعة وتبطل تعمل ألاعيب وتحور. اتفاجئت لما حد بلجأ له عشان يساعدني اكتر في إني أكون أشجع بينصحني بحاجة فيها تلاعب او خدعة. حسيت اني متلخبطة حسيت ان دا مش صح. فقالي اني بدور على عالم مثالي اوي. هو صح. بس انا مش عارفة تاني ا fit in كل دا

انا دلوقتي حاسة إحساس فورست عايزة اجري وابعد عن كل حاجة..  اجري وما اوصلش لأي مكان عايزة أجري بس. 

2023-09-03

أنا بكره العجز واللي بيعجزوني


 مهجة دايمًا بتشاورلي على إن من الحاجات الحلوة فيا إني بعرف استوعب وأتفهم كل الناس مهما كانوا مختلفين معايا وما بيكونش عندي مشكلة معاهم. بس انا خدت بالي مؤخرًا إن في أنواع من البشر ما بعرفش استوعبهم وعندي حقيقة مشكلة معاهم. بكره العجز والغباء. مش العجز الناتج عن قلة حيلة حقيقية لكن عن قلة معافرة. بكره الناس اللي بتعجز نفسها وبتعجز اللي بيحاول يساعدها وعندها إقتناع شديد بمحدودية قدراتها لدرجة إنها مش عايزة تفكر أصلاً في إنها تقدر تعمل حاجة. بكرههم عشان هم دول كل اللي خذلوني. وكل نسخهم في حياتي حسسوني إني مليش لازمة وإني ـ بكل اللي مستعدة أعمله / أو رغم كل اللي مستعدة أعمله ـ مش كافية ومش هقدر. بكرههم لأنهم حتى ما بيحاولوش.. هم خذلوني لما ما حاولوش.. مش لما حاولوا وفشلوا! 
بقالي فترة هادية وما فقدتش أعصابي مافيش حاجة قدرت تفقدني أعصابي وهدوئي غير استفزاز الاستسلام دا. اللي مصحوب ببجاحة حقيقية: هو دا اخري، واخرك اعمله. 
هو دا اخري واعملوا بدالي. هو دا اخري واستحملوا دا فريحوني واعملوا لي اللي انا عايزه. افقدوا الأمل فيا وسيبوني عشان انا قدراتي محدودة أنا مبقدرش. 
أنا عارفة إني ساعات ببقى محبطة وفاقدة الشغف في المحاولات لدرجة إني بحبط اللي بيحاولوا يساعدوني، بس ما بكونش فخورة بدا! ما بكونش بعمله بالأريحية دي. وما بعملش دا أبدًا لو هيأثر على حد تاني غيري. ولو في حد واحد بس في الدنيا متعشم فيّا أو مؤمن بإني أقدر، ببذل كل اللي في وسعي وطاقتي عشان أحاول، وعشان ما اخذلوش.. 
أنا مُستفزة ومحبطة ومستهلكة اوي. 

2023-08-06

أهلاً سارة.. فرصة سعيدة!

د.أحمد خالد توفيق كتب على لسان رفعت إسماعيل إن "أبشع مسخ يمكن للمرء أن يلقاه ، هو نفسه !" وأنا كنت مصدقة دا. كنت مصدقاه جدًا، لحد ما قابلت نفسي! 
أنا عارفة إني مش بعيدة عنها، بقابلها كتير على الورق، بس امبارح قابلتها لحم ودم! 
كذا مرة قابلت نفسي في نصوص معينة. أو في حاجات ناس حكيتها عن كتاب معينين، بس نسبة التشابه ما كانتش بتبقى للدرجة دي. امبارح قابلت شاعرة بحبها. بشوف نفسي كتير في نصوصها. أغيب أغيب وارجع الاقيها قالت ببساطة كلام جوا جوا قلبي مش عارفة أبلوره. 
اتقالت لي الكلمة دي كتير "كتبتي اللي جوانا يا سارة" بس مكنتش اعرف معناها اوي. ماكنتش بعيشه.
في وسط المقابلة خطرت في بالي فكرة إنه "أنا حاسة / أتمنى إني قاعدة مع نفسي لما اكبر شوية، لما اعدي المرحلة دي" لقيتها في نفس اللحظة دي بتقولي "أنا حاسة إني قاعدة مع نفسي وأنا أصغر شوية"! أنا دمعت.
طمنتني إن اللي بعدي بيه مفهوم. إن الربكة منطقية. وإن الوجع هيروح، هيتنسي، وإني شوية وقت وهبقى أحسن. 
بقالي تقريبا 10 ساعات ما بعملش غير إني بقرأ في مدونتها. ومخضوضة بقى من كم التشابه. كم الكلام اللي جوايا، إزاي الحاجات اللي مرينا بيها مش واحدة لأ.. بس سابت فينا نفس الأثر؟ 
أتمنى لها تكون أجمل وأجمل، وتبقى بخير دايمًا وتاخد كل الخير اللي تستحقه من الدنيا. وأتمنى لنفسي إني أكون مبسوطة أوي قريب. أنا مبسوطة دلوقتي عشان قابلت نفسي وما طلعتش مسخ، لما بصيت لي من برة فيها لقيتني جميلة. كانت فرصة سعيدة. 

2023-08-05

Blank

 عايزة أوثق إني أخيرا اختبرت إحساس إن الدوشة في دماغي تقف شوية.

  دماغي تبقى blank لحظات. مبفكرش فعلا فعلا في أي حاجة. لدرجة إني استغربت شوية.

معرفش وصلت للحظة السحرية دي ازاي. بس بحاول دا أفكرش وما أحللش كتير. المهم إنه طلع بينفع. طلعت بتحصل بجد! 

2023-07-16

How Do You Know?

تنويه: بوست عشوائي مضيع للوقت مليء بتساؤلات ما بعد 12 بالليل




بحس بإحباط لما يعجبني فيلم، وأدخل أدعبس حواليه والاقيه واخد تقييم قليل على IMDB بحس إنه يا شباب ظالمينه بجد، طب شوفوه تاني كده؟ 

في نفس الوقت في أفلام بتبقى واخدة تقييم عالي وأحاول أحبها ما أقدرش. بحس إن دا بيوترني شوية، ودا جنبني فترة طويلة أدخل أسجل اللي بشوفه على الموقع، بس رجعت تاني لما لقيت نفسي بنسى لدرجة إني بعيد الفرجة على أفلام أو أحط أفلام على قائمتي أنا شفتها بالفعل.

بيحيرني جدًا قد إيه الأذواق بتتفاوت، مش من شخص لشخص بس. لكن كمان إحنا نفسنا، لو شفنا حاجة معينة في توقيت معين ممكن تبقى أكتر حاجة مبهرة شفناها في حياتنا وممكن تبقى عادية أوي وإيه السخافة دي. بتخض بقى لما أشوف تاني حاجة كنت منبهرة بيها أوي أوي مرة تانية والاقيها عادي والاقي نفسي مش عارفة أنا كنت مبهورة بإيه. أو إن إعجابي بيها مش قد الهالة اللي اتكونت في دماغي من وقت ما شفتها أول مرة. 

المهم إني حبيت الفيلم دا، لسبب مش عارفاه، يمكن لأنه طرح أسئلة بفكر فيها فعلاً، ويمكن لأن نهايته سعيدة ومرضية بالنسبة لي، ويمكن لأن بعض الكلام فيه لمس حاجات بفكر فيها.

والفيلم للأسف ماخدش بس تقييم سيء في الموقع، لكنه واجه خساير كبيرة لما اتعرض، رغم إنه في رأيي فيلم لطيف -  هو بسيط ودا سحره بالنسبة لي -  بس لطيف، وعميق في مناطق كتيرة.

من المشاهد اللي علمت معايا جدًا المشهد دا:

how do you know - ريس ويذرسبون - ريز ويذرسبون

أنا فاهمة إحساسها بالمللي، وهي عايزة تمشي بس حاسة بمسؤولية، وهي محبطة إنه اعتذر فعلاً وإنها بدورها المفروض تحاول تكمل، وهي راجعة تحاول في حاجة عارفة إنها مش بالظبط اللي عايزاها بس عايزة تبقى ناضجة كفاية وتكمل المشوار للآخر. 

عارفة الإحساس دا أوي مش بس في العلاقات، في حاجات كتير، بنحس بمسؤولية تخلينا نضطر نبذل جهد أكبر في حاجات مش حاسينها أوي، عشان ضميرنا بيقولنا بما إننا بدأنا، لازم نحاول نكمل، ولازم نبذل كل اللي في وسعنا عشان ما نندمش بعدين. 

الإحساس دا بالمسؤولية مرهق وقاتل. لكن رغم كده ما بعرفش أشوف عدم المحاولة وعدم بذل المجهود غير صبيانية ومراهقة. سؤال الفيلم كان إزاي تعرف إنك بتحب؟ بس أنا السؤال اللي خلاني بفكر فيه هو إزاي تعرف إنه المفروض تبطل تحاول؟ إزاي تعرف إنه مافيش داعي تبذل كل اللي في وسعك، مافيش حاجة هتتغير؟

 إزاي تعرف إنك لازم تمشي دلوقتي، وتكتفي بخساير دلوقتي بدل ما تبقى خسايرك أكبر بعدين؟ إزاي تعرف إنك  مش هتعرف تتأقلم مهما حاولت ومهما غيرت في نفسك  ولو اتأقلمت مش هتبقى مبسوط؟ إزاي تعرف إنك لازم تسيب إيدك دلوقتي وتـ let it go؟ 

إزاي تعرف إنك بتضيع وقت.. وإن في اختيار تاني يستحق الفرصة / المجهود اللي بتهدرهم مع الاختيار الأول؟ إزاي تعرف إنه مافيش فايدة؟ إزاي تعرف إنها مش مستاهلة تعب؟ إزاي تعرف هو في حاجة أصلاً هتبقى مستاهلة تعب ولا كل الاختيارات بتبقى شبه بعضها في الآخر؟ 

اسئلة كتيرة جدًا بسألها لنفسي من ساعة ما شفت الفيلم..


 


ولأن مشهدي المفضل في الفيلم كله مالوش صور للأسف هحط سكريبته : 

I gotta say something to you, I don't want you to think that the reason we're not married is because I think anything of anyone else. It's because I'm 40 years old and I'm a failure, Annie. The reason that I never talked marriage to you is because I couldn't stand to see you, the princess of worry, weighed down by me and my limited prospects.
Because I get you worrying, Annie. I know that a lot of people think that's a bad thing about you, but I know that it's because you have a great big heart and I love you for it.
 Then, I started to worry... about what would happen to you and this little hulk. If you guys end up with someone who thought that your worrying was uh... you know neurotic.
 You know, somebody who didn't get you... Who wanted you to feel bad about yourself, wanted to make you be more normal of a person, or wanted you to change, or like yourself more. You know... who didn't love ALL of you. Who didn't want to leave great enough alone. And... I thought that I could do that for you. That could be a legitimate, um, function for me in your life. So that allows me, to propose to you that we get married. I want to marry you, Annie.

2023-06-24

..........

"كبري دماغك منها دي عايشة لنفسها" مش عارفة بالظبط أوصف مشاعري تجاه إني أسمع دا عني منه تحديدًا. رغم إن الكلام كان بهزار لكن انتبهت لحظتها إني عمري ما فكرت هو شايفني إزاي. ورغم إني متأكدة إنه ما يعرفنيش فعلاً، مشاعري كانت مرتبكة تجاه صورته عني. خاصة إني عارفة كويس إن دا بالنسبة له مش حاجة وحشة. رد الفعل الأولي إني محبطة إزاي مش عارفني للدرجة دي، رد الفعل التاني إني حاسة بانتصار إن دي صورتي عنده، رد الفعل اللي بعد كده هو الشك: هو أنا فعلاً كده؟ 
هو غالبًا معاه حق. أنا تقريبًا عايشة لنفسي، شايفة دا In a good way. شايفة دا حقي وصح وإني أستحق أعتني بنفسي وأركز عليها وأعيش لها، خاصة إني خارج حسابات الكل تقريبًا. حتى لما بفكر إني عايشة للقطط نوعًا ما فالحقيقة إني بعمل دا عشان بيسعدني لأن غصب عني أنا بحبهم ووجودهم بيفرق لي وبيديني توازن وبيديني أسباب للمقاومة ودوافع إني ما استسلمش حتى لو أنا عايزة كده / حاسة إني عايزة اعمل كده. فبشكل ما رعايتي للقطط هو نوع من الرعاية لنفسي والانتصار ليها وللي هي عايزاه في الدنيا. 
فيعني، أظن إني آه عايشة لنفسي. أظن إن دا شيء كويس، أظن إنه ـ رغم المسافة ـ شايفني صح، أظن إني بقيت أحسن لأني بطلت أضغط على نفسي عشان أغير صورتي عند حد. 
 
*******
إلحاقًا بالبوست السابق، أنا عندي مشاعر مرتبكة تجاه الناس اللي بتتصرف معايا بطريقة متناقضة. أنا شخص واضح ومباشر فمبعرفش أفهم التصرفات الملتوية شوية. ما بعرفش أفهم ليه حد يبقى منفسن عليا ومن الخطوات اللي باخدها في حياتي، ومش قادر يفرح لنجاحي ومش قادر حتى يكتم بينه وبين نفسه إنه مستكتر عليا محبة الناس ليا أو لكتاباتي وفي نفس الوقت مصر يحتفظ بيا في دايرته المقربة ويحسسني إني مهمة في حياته وإن زعلي مهم ويتمسك بوجودي في حياته لدرجة إني بفرهد من كتر مجهودات اعتذاره! 
مش عارفة أفهم ليه حد يستخدم الهزار عشان يجرّح فيا، ويقول كلام ما يفكرش نص دقيقة هيضايقيني ولا لأ. وما يتحمقليش في أزمة كبيرة في حياتي ويسلم بهزيمتي كأنها أمر واقع وطبيعي في السلسلة الغذائية! 
ليه دا إلحاقًا بالبوست السابق، عشان الشخص دا في وقت من الاوقات كان له دور داعم ومهم في حياتي فعلاً، وأنا مش قادرة أنسى دا، ولا أنسى الأثر الطيب.  وأنا متعودة أصدق قلبي، أزعم إنه كان صديق صادق فعلاً، بس مش عارفة إيه اللي اتغير؟ وهل الإنسان ممكن يشيل الشخصين كده جواه؟ ولا البني آدمين ممكن تتغير كده، ولا احنا لما موقعنا اتغير شفناهم بشكل مختلف وشفنا منهم جانب مختلف! 
مش قادرة أقول حاسة بحزن، لكن حاسة بشوية آسى، وحازز في نفسي إنه للمرة المليون الناس تعرفني وما تعرفنيش، وتستهون بقدراتي! 

آه لو قابلتك من زمان.. كانت حياتي اتغيرت (؟)

 كل ما اسمع وردة بتقول "آه لو قابلتك من زمان.. كانت حياتي اتغيرت.. ولا كان جرى كل اللى كان لكن دى قسمة اتقدرت" عيني بتدمع تلقائيًا من الفكرة. عيني كتير كانت بتدمع لأني ما قابلتش حد أحس تجاهه كده، وأحيانًا لأني بحس إني كتير بظهر في حياة ناس في الوقت الغلط.

بس مؤخرًا بقيت مدركة إن دا مش حقيقي. فكرة رومانسية جميلة إن البني آدم لو قابل الإنسان الصح من بدري ما كانش هيتعرض للألم اللي اتعرض له، وكانت حياته هتختلف. لكن الحقيقة إنه لأ. إحنا بنقابل الناس ـ أيًا كان دورهم في حياتنا ـ في الوقت المناسب تمامًا. بنقابل اللي يوجعونا عشان نتغير ونتطور ونبقى شخص أقوى ـ مجروح بس أقوى. 

بنقابل الناس اللي تبقى كويسة بس لأننا مش جاهزين كفاية بنفلتهم من إيديهم، عشان الحياة ما خشنتناش كفاية لدرجة إننا نتمسك بيهم. فنفهم بعد كده إننا لما نتصرف غلط بنخسر، كأن كل دورهم في حياتنا هو إنهم يعرفونا قيمة الحاجات الحلوة وتبعات خسارتها. بنقابل الناس الموجوعة اوي والمُرهَقة أوي واحنا موجوعين وتعبانين أوي فما نقدرش نمسك في بعض لأننا مش قادرين نتمسك دلوقتي. 

بتاخدنا الدنيا وتودينا ونتغير ونتطور ونتبهدل زي تمثال بيتنحت، بالتدريج تفاصيله بتتشكل وتتكون وملامحه بتبان، لحد ما نقابل الناس المناسبة تمامًا لتفاصيلنا دي، الحلوة والوحشة، فنحس إنه صح كده. هو دا فعلاً المناسب لينا بجد. فنحس إنه: ياه كنتوا فين من زمان؟ بس الحقيقة إحنا كنا موجودين من زمان وهم موجودين من زمان بس ما كناش نشبه لبعض، ولو اتقابلنا من زمان ماكناش هنغير في حياة بعض حاجة، ماكناش جاهزين ولا هم جاهزين ولا عند كل حد فينا اللي التاني محتاجه.  

2023-06-10

المحبة القاسية AKA لغز الصندوق الورق

 في محادثة عميقة مع توت، كانت بتتكلم عن حاجة مهمة وقالت: "انتي عارفة إن فيه محبة قاسية ساعات بيكون الشخص، محتاج اوي يتحب بطريقة معينة بس بياخد كل المحبة بالصور العكسية، للي هو محتاجه، زي لما تكوني محتاجة حد يخرج معاكي دلوقتي فحد يجيبلك كيكة. ده فعل جميل اويييي وكله حنية بس انا كنت عاوزاك تخرج معايا بس فيه اسباب كتيرة مانعة ده".

دا فكرني جدًا جدًا بكم الميمز والكوميكس اللي بتتعمل عن القطط، عن إزاي بنجيب لها بيت تحفة وشجرة للخربشة، ولوح للخربشة، وهي تسيب كل دا وتروح تقعد في الصندوق الورق. واصحابها يبقوا هيتجننوا. الحقيقة أنا مش عارفة الميمز والكوميكس دي بتتريق على غرابة القطط ولا غباء البشر اللي مصرين إنهم يمتعوا القطة ويدلعوها بطريقة هي لا طلبتها ولا بتحبها، وهي طلباتها أبسط من كده بكتير! 

نفس الموضوع في لغات الحب، والهدايا، طول الوقت بلاحظ الناس بتقدم الحب بالطريقة اللي تتمنى تاخد بيها الحب، والطريقة اللي تخليهم راضيين عن نفسهم وحاسين إنهم كويسين عشان بيقدموا الحب دا، من غير ما تسأل نفسها أبدًا اللي قدامها دا محتاج حب طبيعته ايه. أتمنى يومًا ما لما احب حد يبقى بيننا المساحة دي، إننا نتكلم إحنا بنحب نتحب إزاي ونحاول نقدم لبعض الحب بالطريقة اللي مفتقدينها ونفسنا فيها، بدل ما نغرق بعض كيك (زي مثال توت) لحد ما يجي لنا تخمة، ونفضل بردو عطشانين حب، ويفضلوا هم مستغربين إحنا مش مبسوطين ليه! ومستنكرين عدم تقديرنا لمجهودهم. 

نفس الفكرة مع الهدايا، الناس بتقدم الهدايا اللي نفسها تيجي لها، وبالطريقة اللي نفسها تيجي لها وما بتفكرش أبدًا هل دا هيسعد الطرف التاني ولا لأ.

اكتر حاجة بكرهها في عيد ميلادي إن حد يسألني انتي عايزة هدية ايه. (خاصة لو حد قريب مني) بحس دا استسهال وكسل. بحس اللي قدامي عايز يجيب هدية "ضامن" إنها هتعجبني من غير ما يفكر كتير ولا يركز في تفاصيلي فيسألني عن حاجة محتاجاها وخلاص. بينما أنا هنبسط بأي هدية تيجي لو حسيتها related بيا وباهتماماتي وتفاصيلي الصغيرة. من غير ما يسألوني. عشان دا اللي بحب اعمله، لما اكون هجيب لحد بحبه هدية ممكن اتتبعه لشهور واشوف كل حاجة قال نفسه فيها واجيبله اللي اقدر عليه منها. 

ودا هيوديني لنقطة مهمة، توت بردو كانت بتتكلم فيها "ساعات بحس إن البطر على الحاجات الكويسة ممكن يخليها كلها تمشي، لان الحياة قاسية، بتطلبي حاجات فتديكي حاجات تانية لو متبسطيش بيها هتاخد كله وتمشي" ودا انا فاهماه جدًا، واتعلمت مؤخرًا أقدر المجهود اللي الناس بتبذله في سبيل محبتي. بقيت اتفهم لما اصحابي يسألوني عايزة هدية ايه، عشان هم عايزين يكونوا متأكدين إني هبقى مستفيدة ومبسوطة من الهدية. وبقيت في عيد ميلادهم بعمل نفس الحاجة عشان فهمت إن دا شكل المحبة اللي مستنيينه، والطريقة اللي يتمنوا يتقدم لهم بيها هدايا. بس من جوايا حتة بتبقى نفسها جدًا حد يبذل المجهود اللي انا مستعدة أبذله عشان أعرف التفاصيل وأبين اهتمام زي بالظبط لما توت قالت في آخر كلامها في الموضوع دا "بس انا جوايا مشاعر وحاجات كتير اوي مضغوطة ومش عارفة اروح بيها فين"! 


2023-06-04

السير بلا وقود





 بقالي يومين بعيط على الكتاب دا "السير بلا وقود" عياط اللي كان اعمى وفتح فجأة! بحب الكتب اللي بتحسسني إني أخيرًا فهمت. الفهم بيريح جدًا وحتى لو الكتاب ما قدمش أي مساعدة حقيقية في إني أتخلص من مشكلة ما، كفاية إني فهمت إيه هي المشكلة وإنها مشكلة أصلاً فعلاً. 

يتعلق الأمر بما لم يحدث في طفولتك، وما لم يقال وطالما تمنيت سماعه، وما لا يمكن تذكره


الكتاب وصف بالحرف اللي بقالي وقت طويل جدًا حاساه ومش قادرة أفهمه: 

"يشعر الكثير من الأشخاص الذي يؤدون أعمالهم على أكمل وجه ويتمتعون بقدراتٍ عالية في الخفاء بأنهم غيرُ متحققين أو ممزَّقون «ألا يجب أن أكون أكثر سعادة؟» «لماذا لم أنجز المزيد؟» «لماذا لا تبدو حياتي هادفة أكثر؟» 

"كانت كاثلين حين جاءت للعلاج في قمة نجاحها وسعادتها: بيت جديد، زوج جديد، عمل رائع، تشعر باكتئاب لا يمكن تفسيره. وكانت تشعر بالخجل والحيرة من هذا الشعور، لأنه "بلا سبب".

❞ «يعيش الآخرون في عالمٍ مختلفٍ عني، يرون الألوان ويشعرون بالأشياء ويتبادلون الحب ويستثارون. لا أشعر بأي شيء من هذا النوع. بالنسبة إليَّ، العالم رمادي، إنني خارج العالم، وأتطلع إلى الاندماج فيه». ❝

افتكرت كم المرات اللي حسيت فيها إني "مش في المكان المناسب" كم المرات اللي كتبت فيها إني مش قادرة اندمج ولا قادرة انبسط ولا أحس. وافتكرت إحساسي بالذنب تجاه حياتي اللي شكلها بقى مظبوط جدًا بس أنا مش قادرة أنبسط بيها ولا أستمتع بأي حاجة فيها. 

عنوان الكتاب في حد ذاته "السير بلا وقود" إحساسي أوقات كتير بإني فاضية، وإني ماشية بقوة الدفع. بحرق في نفسي عشان أكمل! 


على قد ما الكتاب كان مؤلم وكأني بحط ملح على جرح، على قد ما ساعدني أفهم، وريحني إحساس إني افهم، وإحساس إنه شخص ما في الكون دا فاهم أنا حاسة بإيه حتى لو ما يعرفنيش، وإحساس إن في ناس تانية بتشاركني الإحساس دا. 

وعلى قد بردو ما حسيت بفخر، إني رغم كده، متواصلة مع نفسي، وماشية نص المشوار تقريبًا من غير ما أعرف أساسًا إن في مشكلة. وإني لما وصلت لأوراق التغيير (التدريبات العملية في الكتاب عشان نملا الخزان) لقيت إن في حاجات فعلاً أنا بدأت ادرب نفسي عليها من غير ما أعرف.

الكتاب جميل ومهم وأسلوبه سلس وبسيط جدًا، بنصح بيه أي حد حاسس بالتالي:

- حاسس إن في حاجة غلط في حياتك رغم إن حياتك تبدو كويسة جدًا ومش قادر تحط إيدك على سبب حقيقي لدا

- حاسس إنك مش عارف تنبسط وحاسس كمان بالذنب لأنك مش مبسوط رغم إن عندك كل حاجة المفروض تبسطك 

- بتواجه صعوبة شديدة في إنك تطلب مساعدة حد أو تعتمد على حد في حاجة

- بتواجه صعوبة شديدة في إنك تقول لأ على أي طلب، حتى لو هيضغطك

- متسامح مع الناس أكتر ما انت متسامح مع نفسك ودايمًا بتجلد نفسك 

- بتخاف تقرب من الناس وحاسس إنهم لو عرفوك كويس وقربوا منك هيسيبوك ويمشوا 


او اعمل الاختبار دا وشوف النتيجة وشوف انت محتاج تقرأ الكتاب ولا لأ 

https://drjonicewebb.com/cen-questionnaire/


في رأيي كمان الكتاب مهم جدًا أي أب وأم يقرأوا الكتاب، هو فيه جزء مخصص لإزاي تكسر الدايرة وما تكررش غلطة الإهمال العاطفي مع طفلك، لكنه في المجمل مهم في إنك تتعلم إزاي تتواصل مع مشاعر الآخرين، وخاصة ولادك


اقتباسات من الكتاب: 

"يشعر الكثير من الأشخاص الرائعين الذي يؤدون أعمالهم على أكمل وجه ويتمتعون بقدراتٍ عالية في الخفاء بأنهم غيرُ متحققين أو ممزَّقون «ألا يجب أن أكون أكثر سعادة؟» «لماذا لم أنجز المزيد؟» «لماذا لا تبدو حياتي هادفة أكثر؟» هذه أسئلة غالبًا ما تطرحها القوة المؤثرة غير المرئية غالبًا ما يطرحها أناسٌ يعتقدون أن والديهم كانوا محبِّين وحسني النية، ويتذكرون طفولتهم باعتبارها سعيدة وصحية غالبًا وبالتالي يلومون أنفسهم على ما لا يشعرون به في سن الرشد، إنهم لا يدركون أنهم تحت تأثير ما لا يتذكرونه … القوة غير المرئية". 


"الحقيقة أن من يعانون من الإهمال العاطفي يتألمون لكنهم لا يستطيعون معرفة السبب ولا يستطيع المعالجون معالجتهم غالبًا"


كانت كاثلين حين جاءت للعلاج في قمة نجاحها وسعادتها: بيت جديد، زوج جديد، عمل رائع، تشعر باكتئاب لا يمكن تفسيره. وكانت تشعر بالخجل والحيرة من هذا الشعور، لأنه "بلا سبب".



❞ . إنها محاصرة في مرآة أبيها. ❝


❞ يميل الكثير من الأمهات والآباء المستبدين إلى المساواة بين طاعة الطفل والحب. بمعنى آخر، إذا كان الابن يطيع الوالد بهدوءٍ وبشكلٍ كاملٍ، يشعر الوالد بأنه محبوبٌ. ❝



❞ من الصعب أن ترى أن غير الموجود يمكن أن يكون أكثر أهمية من الموجود❝



❞ علَّمته ألا يتوقع أو يطلب الكثير من نفسه لأنه غير قادرٍ على تقديم أي شيء على أي حالٍ. ❝



❞ عاشت سالي في خوفٍ من رؤية أمها تنهار. ❝



❞ «يعيش الآخرون في عالمٍ مختلفٍ عني، يرون الألوان ويشعرون بالأشياء ويتبادلون الحب ويستثارون. لا أشعر بأي شيء من هذا النوع. بالنسبة إليَّ، العالم رمادي، إنني خارج العالم، وأتطلع إلى الاندماج فيه». ❝


❞ أن يكون المرء والدًا جيدًا غالبًا ووالدًا فظيعًا مرة كلَّ فترة يخلق راشدين قلقين غير آمنين، ينتظرون فقط أن تسوء الأمور. ❝



❞ السبب في أنهما فشلا في ملاحظة معاناة ستيوارت أنه لم يتسبَّب لهما في أي مشكلة وهو يكبر. ❝


❞ سوف تقابل أناسًا كثيرين في هذه الصفحات - عادة ما يكونون أذكياء جدًّا وجذابين ومحبوبين، تسيطر عليهم هذه الأسئلة إنهم أفضل بكثيرٍ في العطاء من الأخذ، ويميلون إلى حراسة سر خوائهم بعناية شديدة، وبالتالي من الصعب للغاية أن يلاحظ أيُّ شخص ما يفتقدونه. لا يلاحظ سوى أقرب أشخاص في حياتهم بشكل ضئيل للغاية ❝


❞ يبذل من يقاوم الاعتماد على الآخرين جهودًا كبيرة لتجنُّب طلب المساعدة، أو يبدو، أو يشعر، بأنه محتاجٌ. يبذل قصارى جهده لعدم الاعتماد على شخصٍ آخر، حتى على حساب نفسه. ❝


❞ كانا يعرفان أنه طفلٌ جيدٌ، ولم يقلقا. ❝


❞ ‫ كانت الرسالة التي علَّمها والدا ديفيد له عن غير قصدٍ، خارج نطاق إدراكه وإدراكهما تمامًا، «لا تشعرْ بمشاعر، لا تُظهر مشاعر، لا تحتجْ أبدًا إلى أي شيء من أي شخصٍ». ❝


❞ وصف جوش نفسه في مناسباتٍ عديدة بأنه «ليس في المكان المناسب»، كان يشعر بهذا الشعور منذ الطفولة ❝


❞ تحصَّنت بذكائها مثل شرنقة دافئة تغذي روحها. لذلك، لم يكن لديها سوى القليل من التسامح مع أي أخطاء قد ترتكبها لأنها تزعزع مصدر أمنها الوحيد. ❝

❞ كانت الأخطاء تشعرها بالغباء، وكانت توبِّخ نفسها على أخطائها، معتقدة أن ذلك يساعدها على تقليلها. ❝


❞ لم تشعر في الواقع بغضبٍ أو حزنٍ أو أسى. وقد حماها هذا من الشعور المستمر بالضعف والخجل. لكن تلك المشاعر كانت مخزونة داخلها مثل الحمم البركانية. ❝


❞ كانت لورا في أعماقها تكره نفسها. ليس بسبب أي إخفاقاتٍ أو نقائص أو عيوبٍ حقيقية، ولكن لأنها حزينة ومستاءة، ولعدم قدرتها على أن تفسـر لنفسها سبب حزنها واستيائها، كانت في رأيها بضاعة تالفة ولم يكن لديها سببٌ لذلك. ❝


❞ العيب المميت ليس عيبًا حقيقيًّا لكنه شعورٌ حقيقي إنه اعتقادٌ راسخٌ ودفينٌ لدى الراشدة المهمَلة عاطفيًّا عن نفسها، يجعلها تشعر بأنها مختلفة عن أي شخصٍ آخر، أو منفصلة عن العالم، أو غير مقبولة من الآخرين إنه محفوظٌ قرب الصدر، مخفي ❝


❞ يميل المهمَلون عاطفيًّا إلى الشعور بضـرورة إخفاء ذواتهم الحقيقية عن الآخرين، لأنهم إذا سمحوا للناس بالاقتراب منهم كثيرًا، ينكشف عيبهم. ❝


❞ تجف الإسفنجة إذا ابتعدت عن الماء وتتصلَّب في النهاية. وكذلك الطفل الذي يبتعد كثيرًا عن الحب والرعاية والمساعدة يتصلَّب وينعزل ويواجه صعوبة في تلقي الرعاية وتقديمها، ❝


❞ ندوب الإهمال العاطفي لا يجب أن تكون دائمة. ولم يفت الأوان بعد. ❝


❞ لم تكن روبين التي عرفها الجميع وأحبوها روبين الحقيقية، كانت في الأساس قنبلة موقوتة، على وشك الانفجار بشكلٍ دوري. ❝


❞ بالنسبة إلى شخصٍ تعرَّض للإهمال العاطفي، يظل الخدر والمعاناة سرًّا. مثل كل المشاعر الأخرى، لا يفصح عنها لأي شخصٍ آخر. بمرور الوقت، ربما تستطيع تخيل الخسائر التي قد تلحق بأي إنسانٍ ❝


❞ أولًا، حدِّد الشعور، ثم، اقبله ثانيًا لا تحكم بأنه سيِّئ أو جيدٌ ثالثًا، حاول تمييز السبب الذي جعلك تشعر بهذا الشعور، أو انسبه إلى سببٍ؛ رابعًا، حدِّد ما إذا كان هناك إجراءٌ يستدعيه الشعور، وإذا كان الأمر كذلك، تصرَّف بشكلٍ مناسب ❝


❞ لا تدع صوتك النقدي يقول لك أي شيء لا تقوله لشخصٍ تعتني به. لا تعاقب نفسك بطريقة لن تعاقب بها شخصًا تهتم به. إذا لم تعاقب صديقًا على فعل شيء ما، فلا تعاقب نفسك عليه أيضًا. ❝


 يفتقر الوالد النرجسـي إلى القدرة على تخيُّل ما يشعر به أبناؤه أو الاهتمام به. الوالد غير المتعاطف يشبه الجرَّاح الذي يعمل بأدواتٍ غير حادة في إضاءة سيئة؛ من المحتمل أن تؤدي النتائج إلى حدوث ندبة.



 والديَّ كاثلين لم يقترفا أيَّ جريمة تربوية كبيرة، كان «خطؤهما» دقيقًا بحيث لم يُدرك أيٌّ منهما على الأرجح أن شيئًا ضارًّا يحدث لابنتهما 


 حين يدرك الوالدان الطبيعة العاطفية الفريدة لأطفالهما، فإنهما يربيان راشدين أقوياء عاطفيًّا 


 –ربما يكون ناجحًا ظاهريًّا، لكنه، يفتقد شيئًا ما داخله، شيئًا لا يستطيع العالم رؤيته. 


 "المشاعر وقود الحياة، إذا لم نتزود بها في الطفولة، يكون علينا أن نتزوَّد بها حين نكبر. ومن دون ذلك، نجد أننا نسير بلا وقودٍ." 


 الطريقة الوحيدة لمنح طفلك ما لا تملكه أن تزوِّد نفسَكَ بما لا تملكه، 


2023-05-05

My secret Patronus

 


من غير أي سبب، ريم بعتتلي تقولي إنها بتحبني. ريم دايمًا بتعبر عن محبتها وعلمتني كده كمان. لكن المرة دي بالذات التوقيت لفت نظري لحاجة مهمة. كنت وقتها في الشغل. في ذروة اليوم وانشغاله وزحمته. واليوم دا بالذات عرفت حاجات كتير (كنت شاكة فيها من فترة بس اتأكدت منها يومها) خلتني مصدومة من حجم المشاعر السلبية اللي انا متحاوطة بيها، ومستغربة أنا إزاي مش متأثرة؟ 

لما ريم بعتتلي الرسالة دي في لحظتها أدركت أنا إزاي مش متأثرة. أنا الحمدلله بفضل ربنا وكرمه متحاوطة بمحبة، أهم وأقوى من كل المشاعر السلبية التانية. 

طول عمري فكرتي عن مشاعر الغل والحقد والكراهية إنها أقوى وأخطر من مشاعر المحبة، بس لحظتها أدركت إنه العكس. إن المحبة أقوى لأنها أصدق. افتكرت قوة حب أم هاري بوتر وإزاي كانت قادرة تحميه من الشر مهما كان قوي ومخيف.


بحمد ربنا كل لحظة على المحبة المتحاوطة بيها. من أول حضن القطط لحد أهلي وأصحابي اللي رزقي فيهم عظيم وكبير. كل مرة أكون في حدث مهم لوحدي وقلقانة ومتوترة، ألاقي نفسي متحاوطة بتذكارات محبة أصحابي وأهلي. خاتم من صديقة، محفظة من صديقة تانية، لون لابساه صديقة تالتة قالت لي إنها بقت تحبه عشاني. كلمة تشجيع حلوة من القلب ترن في وداني في اللحظة المناسبة تمامًا. دعوات (من غير حتى ما اعرف) من أصحابي وأهلهم إن ربنا يوفقني وينجيني. كأني بنتهم كلهم. بنتهم اللي مشغولين بيها وخايفين عليها وبيفرحوا لها من قلبهم. 

من كام شهر أنا كنت بواجه موقف تقيل. كنت خايفة خوف حقيقي، خوف من القهر وقلة الحيلة ومستوى الانحطاط مش خوف من الموقف نفسه أو تبعاته. لقيت مافيش في ايدي حاجة غير أدعي ربنا، وأروح للي عارفة انهم بيحبوني بصدق وأطلب منهم يدعوا لي. من لحظتها، لحد النهاردة مش ناسييني في دعواتهم. من لحظتها ربنا مطمن قلبي. من لحظتها الليالي اللي كنت بنهار فيها وأنا حاسة بقلق غامض وشوك في ضهري ما بقتش تيجي تاني. 
ربنا يديمها نعمة يارب يديمها نعمة