2020-04-04

إلى ريم.. عن ندوب الروح

تسألين يا ريم عن ذاكرة ندوب الروح وأنا أفكر أي ندوب تحمل روحي؟ أشعر منذ زمن أن روحي مثخنة بجروح أعمق مما مررت به في حياتي. أفتش دائمًا عن "المأساة الكبيرة" التي جعلتني ما أنا عليه الآن: أحمل روح امرأة عجوز، أعجز عن الابتسام من قلبي وكل ما أنشده في حياتي هو الهدوء؛ ولكنني لا أجد سببًا يستحق كل هذا "الشيب" في روحي! 


أفكر أحيانًا في تناسخ الأرواح، في أنني ولدت بروح قديمة، مرت بحياة قاسية جدًا لا أذكر من تفاصيلها إلا الحزن الذي انطبع على الروح ذاتها. وأفكر في أحيانٍ أخرى أن مأساتي الكبيرة ربما هي أن ما مررت به لم يكن مأساة كبيرة. أن الخيبات والحزن والخوف لم يشبهوا غيمة تغطي مرحلة ما من حياتي وإنما تضفروا في ثنايا روحي بدقة، حى أصبحوا جزءًا أصيلاً من نسيجها.
أحيانًا أبكي لأنني لا أعرف أين الخلل؟ أضع نفسي مكان أمي وهي تشعر بحيرة حزينة لأجلي، لا تعرف ما خطبي؟ تراني ناجحة، موهوبة، وأعرف جيدًا ما أريد وأصل له. حققت كل ما أردت أن أحققه يومًا ولكنني تعيسة لسبب لا تعلمه! تقلق لأجلي لدرجة أنها تراني في أحلامها طفلة صغيرة تفلت من يديها وتتوه، تخبرني:"أحيانًا أنجح في العثور عليكِ وأحيانًا لا.. أعرف أنك لستِ بخير.. ماذا بك؟" لا أعرف أبدًا كيف أجيب، لا أعرف ما الخطأ أو للدقة، لا أعرف أي خطأ في حياتي يوجعني إلى هذا الحد.
أريد أن أعترف يا ريم، أنه حين تحكين في رسائلك ببساطة وعفوية عن بعض مما مررتِ به أنبهر بك، أنبهر بصلابتك الناعمة. أفخر بأنك مررتِ بكل هذا ولازلتِ هنا، قادرة على الكلام والحلم والضحك والتحليق كفراشة في حياة المقربين. قبلة لقلبك :* 

2020-03-09

عرفت هحرق المسلسل فييييييييين !

أنا مبسوطة جدًا ومتحمسة إني هنا.. بقالي يوم كامل عندي كلام كتير عن مسلسل اتسحلت معاه تقريبًا 10 ساعات متواصلين من المشاعر والأفكار والكلام والعياط ومش عارفة أتكلم عنه فين وما ابقاش بحرقه.. فاكتشفت أنا ليه بحب المدونة لمثل هذه المواقف والله ! 
رغم إني حاسة إن ماحدش بيجي هنا بس احتياطي نحط spoiler alert لمسلسل This is us 


امبارح سفيت 11 حلقة ورا بعض من المسلسل، كل حلقة تقريبًا 42 دقيقة وما حسيتش بملل رغم إني بفضل طول الوقت الحاجات اللي فيها سسبنس أو thriller.. وقعدت أعيط لحد ما عيني وجعتني من غير سبب غير إني عايزة اعيش في بيتهم أوي وبحبهم جدا وجاك خلاص بقى فتى أحلامي ونفسي يحبني راجل زيه وقد محبته وبصبره! 
لما فهمت إن جاك كان بيبذل أقصى ما عنده عشان ما يبقاش الراجل اللي وعد أمه ما يكونوش.. وعشان يبقى الشخص اللي كان نفسه هو يحظى بيه يومًا صعب عليا جدًا وبقيت بعيط تقريبًا طول المسلسل من غير سبب.. وكل ما أشوف ولاده حيرانين من بعده رغم إنهم كبار بعيط..
وبعيط على راندال واحساسه بالتخلي وانه مش مرغوب فيه لدرجة إنه ما قدرش يشوف قد ايه في ناس تانية كانت متمسكة جدًا جدًا بيه ومش مضطرة.. بس هو كان محتاج يحس دا من شخص واحد بس في الدنيا
وبعيط على ابوه اللي خد قرار كان صح جدًا بس رغم كده أنا متغاظة منه جدًا عشان حاساه خد بقوة الضعف اللي ما يستحقوش ! وإن دا نوت فير خالص! إنه خد قراره وما اتحملش عواقبه وفي النهاية حظى بابن طيب حنين بيحبه في آخر أيامه! متخيلة جدًا خلاط مشاعر راندال جوا قلبه! هو عنده حب محتاج يديه للشخص دا بالذات على الرغم من كل غضبه منه ومن كل إحساسه بإنه ما يستحقش دا وإنه اتخلى عنه وإنه حرمه من مشاعر كتير جدًا.. بس زي ما الحرمان من الحنان بيوجع كبت الحنان بيوجع جدًا.. 
أما أمهم، ريبيكا هوسها بالمثالية والكمال وإنها تقتل نفسها ومهما تبذل مجهود هي 9 وعشان هو بيبذل مجهود أقل فهم 6 بينما هي أصلاً مهووسة بالكامل فخلاني شفت نفسي وطبعًا عملت إيه؟ عيطت طبعًا! اللحظة في هلاوس راندال لما شافها من جوا، لما شافها قد ايه خايفة ومجنونة وأهم حاجة عندها إنهم يكونوا آمنين كانت عاملة زي ما أكون بشوف نفسي! بشوف أكتر حاجة في الدنيا بتخوفني من الأمومة.
شفت خوف ريبكا من إنها تحب راندال في الأول.. رعبها من إنه يكون مؤقت! إنها تحبه للدرجة اللي توجع دي وفي الآخر يروح! 
حبيت أوي تقاليد الأعياد اللي بيحافظوا عليها وبيحاولوا يتمسكوا بكل لحظة سعادة عاشوها وكرروها! شفت نفسي واخواتي في اوضة كوخ الصنوبر في أول عيد شكر قضوه على طريقتهم. شفت حرص راندال على كل تفصيلة كأنه نفسه يعيد الزمن بكل ا لمشاعر دي تاني.. وفاهمة أوي إحساسه فيها وقررت من ساعتها أحافظ قدر الإمكان على اللي أخويا بيحاول يعمله مؤخرًا في الأعياد وخلاه بقى له طعم تاني بعد ما كنت بكره فعلاً العيد.
حبيت علاقة الأخوة الصادقة والملغبطة بينهم وإيمانهم المطلق ببعض.. حبيتهم حقيقي لدرجة اتمنيت الحياة ما تعملهمش أي حاجة وحشة <3 nbsp="" p="">


2020-01-01

لـ سارة في 2020.. سلامًا على ما صنعتِ بنفسك من أجل نفسك

زي اليومين دول والسنة اللي فاتت لسة بتبدأ وعدت نفسي، يمكن للمرة التانية، إني أكون شجاعة. أعتقد إني عملت كده. 
2019 بالنسبة لي كانت غريبة جدًا لكن حصلت لي فيها حاجات كتير جميلة، وحصلت لي فيها حاجات كتير "لأول مرة".

مش هكون ببالغ لو قلت إني اكتشفت نفسي من تاني فيها. ولقيت نفسي من تاني فيها. ويمكن تعافيت بشكل كامل من سنين صعبة ومزعجة خلتني مش عارفة أشوف نفسي ولا أحبها لوقت طويل.
الفضل بعد ربنا في دا كان للصحبة، للناس اللي حواليا كلهم من أول إخواتي لأصحابي وحتى لناس كنت بتعامل معاها لأول مرة واكتشفت نفسي من تاني بعيونهم.
السنة اللي فاتت كان فيها عياط كتير جدًا وقلق كتير جدًا رغم إني أعتقد قلبي بقى أقوى من قبل كده. بس كان فيها فرحة حقيقية من القلب كتير بردو، وكان فيها محبة وصدق كتير زي ما بتمنى. ودول أهم حاجة بالنسبة لي.
السنة اللي فاتت بردو كتبت كتير رغم انشغالي ودي حاجة بسطتني جدًا. اتأكدت إني فعلاً بتعافى بالكتابة. 
ورغم إني تصالحت مع فكرة إني بفضل الحياة البسيطة الهادية، واني بيتوتية بقضي أمتع أوقاتي في البيت بس عملت فيها تجارب لطيفة جدًا لأول مرة، زي إني حضرت عرض باليه، وحضرت مسرحية، وخرجت يوم كامل مع أسرة قابلتها بالصدفة، وزرت أماكن كانت في خطة مغامراتي، واعترفت بأخطائي بشجاعة، وأعتقد إني بقيت أشجع في التعبير عن مشاعري. اترفضت السنة اللي فاتت لأول مرة في منحة، كان عندي أمل كبير عليها، بس دي بردو أول مرة أقدم أصلاً. وما كسبتش كمان في أول مسابقة قدمت لها بس انبسطت وأنا بعمل ملخص لكل شغلي. دخلت جدول المشتغلين، كتبت صحفية في البطاقة، وبقى عندي بطاقة فيها صورة حلوة ما بتكسفش منها. 
حققت حاجات كتير بسيطة جدًا وعبيطة كانت على قايمة أهدافي في 2019 وانبسطت بيهم. 
اكتشفت في نفسي قدرات كنت بضحك على نفسي وبقول إنها مش عندي، وخدت خطوات، شايفاها كبيرة، في كاريري. 
شفت أفلام ومسلسلات حلوة جدًا، وخلصت تحدي القراءة بتاعي. ومارست الرياضة وبواظب على المشي. حققت كام تارجت مادي كنت حاطاهم لنفسي. واتحقق لي، بشكل جزئي، حلم كبير كنت بحلم بيه من سنين طويلة. 
لو اتعلمت حاجة من السنة فهيبقى إني لازم أخد خطوة. دي الحاجة اللي كان بقالي سنين ما بعملهاش، وربنا بفضله وكرمه علمني إني لما باخد خطوة ساعات كتير بيحصل اللي أنا مش متوقعاه. 
امبارح والسنة بتخلص، وأنا مروحة البيت بعد ما كنت مع اتنين من أعز أصدقائي اللي بتطمن لوجودهم وبيهم لقيت نفسي براجع كل حاجة كده وبردد بيت محمود درويش "سلاما على ما صنعت بنفسك من أجل نفسك" وكنت بفكر في كل حاجة عملتها لنفسي في شخصيتي، كل التقبل اللي وصلت له والتصالح معاها ومع عيوبها ونواقصها.
زي السنة اللي فاتت قلبي مش سايعني من الامتنان ناحية أصحابي اللي عارفين نفسهم اللي وجودهم فرق جدًا جدًا في إني أعرف نفسي وأحبها، واللي، زي ما كنت بقول لريم، شاوروا لي على النور جوايا وانبسطت لما شفت نفسي بعيونهم. 
أنا الحمدلله مبسوطة وراضية جدًا باللي فات، بحلوه ومره، 
لو السنة الجاية هرفع شعار هقتبسه من بوست لصديق عزيز عن اللي اتعلمه في 2019: خليك لطيف مع الناس بس ما ترميش لطفك في الزبالة بإنك تقدمه لناس ما تستحقوش ولا تقدره.
لو في شخصية هاخدها قدوة في السنة الجاية فعلاً هتبقى "لاف" in a good way :D عشان أنا مش من عيلة كوين فمش هينفع أبقى زيها بالمللي، لكن أتمنى أتمتع بكل شجاعتها ووضوحها وقدرتها على المواجهة في التو واللحظة، وحتى قدرتها على حل مشاكلها بشكل جذري.