2023-09-18

 



بحب كل القطط اللي في الدنيا، بس بحب زئردة زيادة شوية. بحسها قطة معافرة، متمسكة بالحياة ومش درامية. من يوم ما ربنا حطها في طريقي وهي بتعافر، حتى وهي قطة صغيرة لا حول لها ولا قوة لدرجة إنها حتى ما بتقدرش تاكل بنفسها. اختارت بيتنا، ما سمحتلناش نتخلى عنها.

لما دخلت البيت كان في قطط تانية، أقوى وأجمل منها، وياما ضربوها وهي تقبلت دا من غير دراما كتير، ومن غير خوف، كأنها مش مستوعبة حجم اللي بيحصلها، وكأنها بتقول لنفسها عادي كل دا مؤقت. وفعلاً كل دا كان مؤقت وعدى.

هي قطة، مش بتبتسم، بس أنا دايمًا بشوفها مبتسمة. من وهي صغيرة غاوية مغامرات وكل يوم والتاني تخرج من الشقة تعمل مغامرة وترجع متخرشمة في مناخيرها. وهي مبتسمة بردو. من كام يوم قفشت نفسي في الشغل سرحانة في صورة ليها وحاسة إنها وحشتني رغم إني لسة شايفاها الصبح عادي. بحبها جدا. هي ما بتسمعش بس بلاقي نفسي مش قادرة أقاوم إني أقولها أكتر من مرة كل ما اشوفها إني بحبها أوي. بحس إن حتى لو ما سمعتهاش جسمها هيزدهر بالكلمة / قلبها هيحس.

افتكرت دا عشان شفت الفيديو دا على يوتيوب وافتكرتها وافتكرت إني كتير بزعل أوي وتصعب عليا لما أفتكر إنها ما عاشتش في حضن أمها كفاية. ورغم كده هي مش درامية. هي مبتسمة.

كل ما افقد قطة وقلبي يتوجع عليها، ببقى مرعوبة من لحظة فقدان زئردة وبتمنى من قلبي ربنا يجعل يومي قبل يومها، بس أكون متطمنة إنها مش هتتبهدل بعدي.


2023-09-10

أليس في بلاد العجائب 2

 









الصور المبهرة دي أول مرة شفتها كنت فاكراها مغارات أو مباني غريبة واسعة وأحيانًا تخوف. بس اكتشفت إنها صور للآلات الموسيقية من جوا. الصور بتاعة مصور اسمه Charles Brooks. مجرد ما شفتها حسيت تلقائيًا إني بقيت قد عقلة الإصبع وبتفسح في المساحات دي وبستكشفها. بستكشف كل التعقيدات دي، الضرورية جدًا، اللي مافيهاش أي حاجة عشوائية، كل حاجة في مكانها عشان تطلع المزيكا بالشكل المطلوب. 
أنا عايزة اوثق إني دلوقتي في الرحلة دي. بستكشف التعقيدات الضرورية جدًا في مساحتي وبفهمها. حاسة إني أليس في بلاد العجائب. وكل العجائب دي جوايا. حاسة إني مخضوضة شوية، بس مندهشة (بشكل إيجابي)، ومتفائلة. 
الفهم مريح!


2023-09-04

بقالي فترة واخدة بالي إني بحب بشكل غير عادي الفيديوهات اللي القطط فيها بتروح تنام في حضن أصحابها شبه دي





وبعدين اكتشفت اني بحب اللحظة دي اوي لما القطط تعملها. اكتشفت ان قطط كتير بتعمل دا بالطريقة العفوية نفسها. مكنتش مركزة اوي أنا بتأثر بالحكاية دي ليه. بعدين دلوقتي فجأة اكتشفت إن أكتر حاجة بتأسرني هو قد إيه القطة بتدخل في حضن صاحبها بانسيابية وثقة وبساطة وسلاسة تحسس بالانتماء والأمان. هي عارفة إن ليها مكان هنا. هي عارفة إزاي تدخل بالظبط زي قطعة بازل بتستقر مكانها. هي قادرة رغم انها مختلفة تماما عنه ت fit in وتحس بانتماء كأنها جزء منه رغم انها مختلفة عنه. صاحبها في اللحظة دي. وهنا بتكلم عن نفسي. بحس إن حاجة نقصاني رجعتلي واستقرت مكانها. قبل ما تيجي ما كنتش حاسة بحاجة ناقصة. بس لما جات حسيت إن في حاجة بقت في مكانها. معرفش إزاي. بس ببقى أسعد. وببتسم مهما كنت غرقانة في النوم. 

اكتشفت إني بحب اللحظة دي عشان بحب الانتماء دا. وبتمنى أحسه. 

 حاسة دا توماتش كلام هنا. بس انا بتفائل بهنا بحس كل حاجة بتترتب وتتحل بعد ما افضي دماغي هنا.

انا خايفة اكون مبعرفش افرق بين الفرصة والريسك. انا فاهمة ان كل فرصة بتنطوي على مخاطرة ما. بس في حاجات هي فرصة فعلا. تبعتها اقل من مميزاتها بكتير. وفي حاجات هي اقرب للمغامرة وحاجات هي خطر نسبة نجاحه قليلة جدا. انا حاسة اني مبعرفش في الوقت المناسب احسبها. انا اصلا مبحبش احسب. 


 اتفرجت تاني على فيلم فورست جامب. اول فيلم اشوفه لتوم هانكس. وخلاني أحبه جدا. واتسحل بالعالم بتاعه. اكتشفت اني ناسياه تماما كنت كأني بشوفه لأول مرة. زي حاجات كتير وقعت من ذاكرتي السنين اللي فاتت دي. المهم اني شفت نفسي في سذاجة / بساطة فورست جامب جدا. فكرة إنه بيصدق اللي الناس بيقولوه بجد مهما كان مبالغ فيه.

forrest gump

انا لسة بصدق. وبتصرف بصدق والاتنين بيتعبوني. المشكلة التالتة ان بقى عندي حدس قوي بينبهني ان في حاجة غلط فببقى متعذبة بين تصديقي للناس وبين إحساسي اللي بينبهني ان في حاجة غلط بس مش محدد إيه هي بالظبط. 

انا منهكة اوي من دا كله. من التعقيدات واللخبطة والحاجات اللي مش زي ما تبدو والكلام اللي الناس بتقوله وما تعنيهوش.  انا طول الوقت تخيلي عن الناس لما تنضج وتكبر إنها بتبقى شجاعة وتبطل تعمل ألاعيب وتحور. اتفاجئت لما حد بلجأ له عشان يساعدني اكتر في إني أكون أشجع بينصحني بحاجة فيها تلاعب او خدعة. حسيت اني متلخبطة حسيت ان دا مش صح. فقالي اني بدور على عالم مثالي اوي. هو صح. بس انا مش عارفة تاني ا fit in كل دا

انا دلوقتي حاسة إحساس فورست عايزة اجري وابعد عن كل حاجة..  اجري وما اوصلش لأي مكان عايزة أجري بس. 

2023-09-03

أنا بكره العجز واللي بيعجزوني


 مهجة دايمًا بتشاورلي على إن من الحاجات الحلوة فيا إني بعرف استوعب وأتفهم كل الناس مهما كانوا مختلفين معايا وما بيكونش عندي مشكلة معاهم. بس انا خدت بالي مؤخرًا إن في أنواع من البشر ما بعرفش استوعبهم وعندي حقيقة مشكلة معاهم. بكره العجز والغباء. مش العجز الناتج عن قلة حيلة حقيقية لكن عن قلة معافرة. بكره الناس اللي بتعجز نفسها وبتعجز اللي بيحاول يساعدها وعندها إقتناع شديد بمحدودية قدراتها لدرجة إنها مش عايزة تفكر أصلاً في إنها تقدر تعمل حاجة. بكرههم عشان هم دول كل اللي خذلوني. وكل نسخهم في حياتي حسسوني إني مليش لازمة وإني ـ بكل اللي مستعدة أعمله / أو رغم كل اللي مستعدة أعمله ـ مش كافية ومش هقدر. بكرههم لأنهم حتى ما بيحاولوش.. هم خذلوني لما ما حاولوش.. مش لما حاولوا وفشلوا! 
بقالي فترة هادية وما فقدتش أعصابي مافيش حاجة قدرت تفقدني أعصابي وهدوئي غير استفزاز الاستسلام دا. اللي مصحوب ببجاحة حقيقية: هو دا اخري، واخرك اعمله. 
هو دا اخري واعملوا بدالي. هو دا اخري واستحملوا دا فريحوني واعملوا لي اللي انا عايزه. افقدوا الأمل فيا وسيبوني عشان انا قدراتي محدودة أنا مبقدرش. 
أنا عارفة إني ساعات ببقى محبطة وفاقدة الشغف في المحاولات لدرجة إني بحبط اللي بيحاولوا يساعدوني، بس ما بكونش فخورة بدا! ما بكونش بعمله بالأريحية دي. وما بعملش دا أبدًا لو هيأثر على حد تاني غيري. ولو في حد واحد بس في الدنيا متعشم فيّا أو مؤمن بإني أقدر، ببذل كل اللي في وسعي وطاقتي عشان أحاول، وعشان ما اخذلوش.. 
أنا مُستفزة ومحبطة ومستهلكة اوي.